عرض مشاركة واحدة
قديم 16/10/2008   #10
صبيّة و ست الصبايا ربيع الأحزان
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ربيع الأحزان
ربيع الأحزان is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
أم الدنيا
مشاركات:
621

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : hashtnasht عرض المشاركة






هكذا


مثل ساقية ماء تبحث عن مجرى

مثل نبع ارتفعت عنه الصخور

مثل قدم تتقدم في طريق لا نهاية له

مثل ناي وجد فمًا

و شفتين أبصرتا شفتين

هكذا أفتح عيني في الصباح

النافذة المفتوحة.. مفتوحة

و الهواء يعبث ببقايا أوراق

و ما زال في العمر بقية

للكآبة و الضحك و صعود المرتفعات

و هكذا..

أضيف صباحًا جديدًا في حصّالة حياتي

و أمضي










الحب



الحب ليس غرفة للإيجار

نتركها ببساطة و نرحل

مخلفين الصور القديمة و الغبار

و أعقاب السجائر



الحب ليس أغنية جميلة

نتعلمها بغتة، و ننساها بغتة

كما ننسى، عندما نكبر،

الطفولة و اللعب و حليب الأمهات



الحب ليس حبة أسبرين

نتناولها عندما نشعر بالصداع

و ليس نكتة خفيفة

نتداولها في أوقات الضجر



الحب ليس وردة للزينة

و لا كأسًا مكسورة لسلّة المهملات



الحب..

شهادة ولادة دائمة

نحملها برأس مرفوع

لنخترق شارع المذبحة







أرجوك



اكتب لي شيئًا أرجوك

دعني أفهمك و تفهمني

اكتب لي شيئًا



اكتب لي بقلم الرصاص على ورقة

بإصبعك على راحة يدي

بعود كبريت على طلاء جدار

اكتب لي أرجوك



قل لي ما النفع أرجوك

من حلم محاط بالسواد

من فم بلا شفاه

من سماء بلا زرقة

من غابة بلا أشجار

و من حياة بلا حرية



قل لي شيئًا أرجوك

اكتبْ أو ارسم أو غنِّ

غنِّ عن الوطن الذي يتألم







دائمًا I


أنا الهواء في رئتيك

و الأزرار في قميصك

أينما كنتِ ستجدينني

براحتيَّ الدافئتين

و قامتي القصيرة

أنتظرك على الرصيف

أنتظرك في العمل

أنتظرك فوق السرير

واثقًا بأنك ستأتين

لأنني معك دائمًا

أخلط أيامك بالقُبل

و دمك بالأزهار

أنظر إليكِ من سمائي كإله

و أرفع يدي طالبًا مغفرتك

أنا صرخة الألم في حنجرتك

و الأغنية الجميلة التي ترددين

أنظر إليك من البعيد

و أخاف أن ألمسك

و حينما أمسك يدك

لا أستطيع أن أبتعد عنكِ

حيوانك المدلل أنا

و هوايتك المفضلة

بلادك النائية

و مستقبلك القريب

بقدميّ الحافيتين و قلبي المرتجف

أركض معك في الدروب الوعرة

أنا الغبار من حولك

و العرق الذي يسيل من مسام جسدك

أينما نظرتِ سترينني

على الطاولة و الكرسي و المدفأة

في المكتبة و الحمّام و الباص

في الحقول و المصانع و مظاهرات الطلبة

أنمو كالأعشاب في شرفتك المشمسة

و أتدلى من سقف غرفتك كالمصباح

بأصابعي العشرة أحتوي وجهك

و بأصابعي العشرة أدفع المتاعب عنكِ

بأصابعي العشرة أعدّ لك القهوة

و بأصابعي العشرة أسندك

إذ توشكين على السقوط

أنا الوردة في شَعرك الأسود

و الدبوس في عروة سترتك

عندما تنامين

أندس بين أحلامك و لا أنام

أضحك و أبكي و أتألم

و أحارب أعداءك القساة

و في الصباح

أتدحرج مع الماء على وجهك

و أجفّفه بشفتي

أنا التفاحة التي قطفت

و الأرض التي طردتِ إليها

أنا اللوحة التي تزينين بها

جدار حياتك الأسود

و الدم الذي يسيل منكِ

حينما يطلقون عليك الرصاص

يناديك النهار فألتفت

تبردين فيرتعش جسدي

بعيني تشاهدين الطيور

و بصوتك أطالب بالحرية

أما عندما تموتين

من الجوع أو الحب

فسأحاول ألاّ أموت معك

ذلك أن الموتى

بحاجة لمن يذكرهم

و لن يفعل ذلك أحد سواي










شكرا لك على الإختيار الرائع

سعدت جدا بمرورى على متصفحك

وشكرا مرة أخرى


عش ألقا وأبتكر قصيدة وأمض



زد سعة الأرض

(أدونيس)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06431 seconds with 11 queries