عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #48
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في خواص الأقاليم

وأعلم يا أخي بأن في كل إقليم من هذه الأقاليم السبعة ألوفاً من المدن تزيد وتنقص، وفي كل مدينة أمم من الناس مختلفة ألسنتهم وألوانهم وطباعهم وآدابهم ومذاهبهم وأعمالهم وصنائعهم وعاداتهم، لا يشبه بعضهم بعضاً. وهكذا حكم حيوانها ومعادنها، مختلفة الشكل والطعم واللون والرائحة. وسبب ذلك اختلاف أهوية البلاد وتربة البقاع وعذوبة المياه وملوحتها، ولك هذا الاختلاف بحسب طوالع البروج ودرجاتها على آفاق تلك البلاد، بحسب ممرات الكواكب على مسامتات تلك البقاع، ومطارح شعاعاتها من الآفاق على تلك المواضع. وهذه جملة يطول شرحها. وذكر أن ملكاً من الأولين أمر وقتاً من الزمان بأن تعد المدن المسكونة من الربع المسكون من الأرض، فوجد سبعة عشر ألف مدينة سوى القرى.
وأعلم بأنه ربما يزيد عدد مدن الأرض وينقص، وذلك بحسب موجبات أحكام القرانات وأدوار الأفلاك الألوف، وذلك أن بالقرانات الدالة على قوة السعود، واعتدال الزمان، واستواء طبيعة الأركان، ومجيء الأنبياء، وتواتر الوحي، وكثرة العلماء، وعدل الملوك، وصلاح أحوال الناس، ونزول بركات السماء بالغيث، تزكوالأرض والنبات، ويكثر توالد الحيوان، وتعمر البلاد ويكثر بنيان المدن. بالقرانات الدالة على قوة النحوس وفساد الزمان، وخروج المزاج عن الاعتدال، وانقطاع الوحي، وقلة العلماء، وموت الأخيار، وجور الملوك، وفساد أخلاق الناس وسوء أعمالهم واختلاف آرائهم، يمنع نزول البركات من السماء بالغيث فلا تزكوالأرض، ويجف النبات، ويهلك الحيوان، وتخرب المدن في البلاد.
وأعلم يا أخي بأن أمور هذه الدنيا دول ونوب تدور بين أهلها قرناً بعد قرن، ومن أمة إلى أمة، ومن بلد إلى بلد.

فصل

وأعلم بأن كل دولة لها وقت منه تبتدي، وغاية إليها ترتقي، وحد إليه تنتهي؛ فإذا بلغت إلى أقصى غاياتها ومدى نهاياتها تسارع إليها الانحطاط والنقصان، وبدا في أهلها الشؤم والخذلان، واستأنف في الآخرين من القوة والنشاط والظهور والانبساط، وجعل كل يوم يقوى هذا ويزيد، ويضعف ذاك وينقص، إلى أن يضمحل الأول المقدم ويستمكن الآتي المتأخر. والمثال في ذلك مجاري أحكام الزمان، وذلك أن الزمان كله نصفان، نصفه نهار مضيء، ونصفه ليل مظلم، وأيضاً نصفه صيف حار، ونصفه شتاء بارد، وهما يتداولان في مجيئهما وذهابهما، كلما ذهب هذا، رجع هذا، وتارة يزيد هذا، وينقص هذا، وكلما نقص من أحدهما، زاد في الآخر بذلك المقدار، حتى إذا تناهيا إلى غايتهما في الزيادة والنقصان، ابتدأ النقص في الذي تناهى في الزيادة، وابتدأت الزيادة في الذي يناهى في النقصان، فلا يزالان هكذا إلى أن يتساويا في مقداريهما، ثم يتجاوزان على حالتيهما إلى أن يتناهيا في غايتيهما من الزيادة والنقصان، وكلما تناهى أحدهما في الزيادة ظهرت قوته وكثرت أفعاله في العالم، وخفيت قوة ضده وقلت أفعاله. فهكذا حكم الزمان في دولة أهل الخير ودولة أهل الشر: تارة تكون الدولة والقوة وظهور الأفعال في العالم لأهل الخير؛ وتارة تكون الدولة والقوة وظهور الأفعال في العالم لأهل الشر، كما ذكر الله- عز وجل- وقال:" وتلك الأيام نداولها بين الناس"، " وما يعقلها إلا العالمون".

فصل

وقد نرى أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- إنه قد تناهت دولة أهل الشر وظهرت قوتهم وكثرت أفعالهم في العالم في هذا الزمان، وليس بعد التناهي في الزيادة إلا الانحطاط والنقصان. وأعلم بأن الدولة والملك ينتقلان في كل دهر وزمان ودور وقران من أمة إلى أمة، ومن أهل بيت إلى أهل بيت، ومن بلد إلى بلد.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04528 seconds with 11 queries