[هدوء البحر]

بعد سيطرة مطلقة على منافساتها منذ عام 2005، يعود الإسباني رافايل نادال المصنف أول إلى ميدانه المفضل في بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب على ملاعب رولان غاروس، ثاني البطولات الأربع الكبرى، التي تنطلق غداً الأحد أملاً في انتزاع لقب خامس على التوالي.
السويسري روجيه فيدرر الثاني عالميا يتربص به خصوصاً بعد الجرعة المعنوية الكبيرة بفوزه عليه في نهائي دورة مدريد قبل أيام موقفا سلسلة انتصاراته المتتالية على الملاعب الترابية.
الإسباني الذي يلعب باليد اليسرى فاز في 28 مباراة خاضها في بطولة رولان غاروس حتى الآن فتوج بطلا أعوام 2005 و2006 و2007 و2008، ويقدم موسماً رائعاً حيث فاز بأربعة ألقاب متتالية قبل أن يخسر نهائي مدريد.

يهدف نادال إلى إحراز اللقب الخامس على التوالي للاقتراب من انجاز النجم السويدي بيون بورغ الذي يملك ستة ألقاب في رولان غاروس، بعد أن كان عادل رقمه بعدد الألقاب المتتالية فيها في العام الماضي.
التنافس بين نادال (22 عاماً) وفيدرر (27 عاماً) له رونقه الخاص، فالأوّل بقي نحو عامين ثانياً في التصنيف العالمي خلف فيدرر إلى أن اقتنص الفرصة في العام الماضي وأزاح السويسري عن عرشه الذي تربع عليه من دون إزعاج أكثر من أربعة أعوام متتالية.
كما أن نادال أسقط فيدرر في نهائي البطولة الفرنسية في الأعوام الثلاثة الماضية، وفي المرة الأخيرة كان السقوط مؤلما في ثلاث مجموعات سهلة 6-1 و6-3 و6-صفر في ساعة و48 دقيقة فقط.
ليس هذا فقط، بل أن نادال تفوق على فيدرر في عرينه على الملاعب العشبية في نهائي بطولة ويمبلدون الاخيرة، ثم جدد تفوقه عليه على نوعية أخرى من الملاعب في نهائي بطولة استراليا المفتوحة مطلع العام الحالي.
نادال خاض سبع مباريات نهائية هذا الموسم فاز في خمس منها في بطولة استراليا المفتوحة ودورات انديان ويلز ومونتي كارلو وروما للماسترز وبرشلونة، رافعاً رصيده إلى 36 لقبا في مسيرته الاحترافية حتى الآن.
الخسارة الأخيرة لنادال في نهائي مدريد لها مبرراتها وأهمها أنها أعقبت خوضه مباراة ماراتونية في نصف النهائي أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش استغرقت أربع ساعات ودقيقتين.
لكن رصيد الإسباني على الملاعب الترابية يتحدث عن نفسه فخسر عليها خمس مرات فقط مقابل 150 فوزاً منذ عام 2005.
وقلل نادال من شأن الخسارة الأخيرة قائلاً "أنا سعيد جداً لأدائي على الملاعب الترابية هذا الموسم (33 فوزاً متتاليا قبل الخسارة أمام فيدرر)، لقد فزت بدورات مونتي كارلو وبرشلونة وروما ووصلت إلى النهائي في مدريد، انه انجاز شبه كامل"، مضيفا "دورة مدريد كانت مختلفة، الملعب كان سريعا والرياح كانت تغير مجرى الكرات، كما أنني لم ألعب جيداً".
فيدرر المدرك تماما لقوة نادال على هذه الملاعب يرفض الاستسلام ويصر على إحراز اللقب في رولان غاروس ليكون سادس لاعب في التاريخ يفوز ببطولات الغران شيليم الأربع، كما أنه يريد معادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولات الكبرى (14 لقبا) المسجل باسم الأميركي بيت سامبراس.

جاء اللقب الأخير لفيدرر في الوقت المناسب وعلى المنافس الأمثل، فقد أنهى صيامه عن الألقاب منذ تشرين الأول/أكتوبر 2008 حين توج بطلا لدورة هال السويسرية.
ولن ينسى السويسري الذي يملك في سجله 58 لقباً، منها 13 في البطولات الكبرى، أن نادال انتزع منه صدارة التصنيف وألحق به سلسلة من الهزائم التي أحبطته قليلا أواخر في الفترة الماضية.
عقدة رولان غاروس بقيت مستعصية على فيدرر ولم يجد جوابا واضحا حولها ويقول في هذا الصدد "سألت نفسي كثيرا لماذا لم أحقق هذه البطولة، وكان ذلك وأنا في القمة وعندما كنت أفوز بأربع أو خمس دورات متتالية، وأيضاً ماذا كان يجب أن أطور في أدائي، لأنه كان من المهم أن أفكر بهذه الأمور وأنا في القمة وليس فقط عندما لا تسير الأمور على ما يرام".
وتابع "هناك أوقات في الموسم يجب فيها أن تحلل ماذا يجري لترى إن كنت سعيداً بأدائك وإن كان بإمكانك القيام بأفضل من ذلك، لأنني ابحث دائما عن التطور".

واعتبر فيدرر أن الفارق مع نادال لم يكن كبيرا في المباريات السابقة بقوله "خسرت في مباراة من خمس مجموعات في نهائي بطولة استراليا، ولكن إذا عدنا إلى المباراة نجد أن الفوارق كانت بسيطة جدا، فكنت قريبا من الفوز في ثلاث من أربعة نهائيات خسرتها أمامه".
ابرز المنافسين لنادال وفيدرر سيكون البريطاني اندي موراي الثالث والصربي نوفاك ديوكوفيتش الرابع والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الخامس والأميركي اندي روديك السادس.
ديوكوفيتش الذي توقع له الكثيرون أن يصعد إلى صدارة التصنيف اعترف بأفضلية نادال على الملاعب الترابية بعد أن خسر أمامه في المباريات التسع التي جمعت بينهما عليها.