عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2008   #5
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


كان الدماغ عبر هذه المرحلة الطويلة من تطور الأنواع الحيوانية يتطور ويكتمل عبر مراحل متتالية، من الأسماك إلى الفقاريات فالطيور والزواحف فالبرمائيات وأخيراً الإنسان. ففي البداية كان الدماغ الأكثر بدائية، أي دماغ الزواحف الذي كان ينظم الغرائز الأساسية للجوع والعطش والجنس والخوف إلخ. وفي المرحلة الثانية نجد عند الطيور الدماغ المتوسط الذي يقود إلى آلية جماعية، مثل العناية بالفراخ وبناء العش والبحث عن غذاء والمشاركة والغناء. ثم تظهر المرحلة الثالثة عند الرئيسيات وبخاصة عند الإنسان: فالقشرة الدماغية التي تُدخل معطيات مجردة مثل الوعي والذكاء.
والحق أن نمو المنظومة العصبية يخضع هو أيضاً للتطور الدارويني. فالأعصاب البصرية لطفل مثلاً لا تقترن إذا كان هذا الأخير مغموراً في الظلمة دائماً. فثمة إذن بطريقة معينة انتقاء لا يحفظ سوى النطاقات الملائمة للفرد. وبالتالي فإن التعلم يعني الإقصاء. والتطور الدماغي يعني مزيداً من القدرة على الإقصاء والنمو عمودياً في سلم التطور. يعتبر ستيفن غولد أن كل حدث مهما كان تافهاً يؤثر في مجرى التاريخ. ومن هذا المنظور فالانسان كائن محظوظ إلى حد بعيد حتى الآن. وتقع عليه الآن مسؤولية المحافظة على ما منحه إياه التطور عبر ملايين السنين. فلو لم تختف الديناصورات ولم تختبئ الليموريات في أوكارها ثم تخرج منها لتعطي فرعاً متميزاً يقود إلينا لما كنا هنا. ليس ثمة صدفة ولا قصد في هذه القصة. إن الغائية التي غالباً ما زُرِعت في لاشعورنا تخفي عنا رؤية الحقيقة التي باتت واضحة تماماً، وهي أن التعقيد يزداد، وأننا حلقة في سلسلة تطور لانهائي
.
الإنســان

«إذا كان صحيحاً أن الإنسان أتى من قرد، فلنصلّ لكي لا يذاع هذا الأمر‍!» هكذا هتفت سيدة إنكليزية عام 1860 عندما اكتشفت نظرية التطور لشخص يدعى داروين. ويبدو أن طلبها هذا لم يستجاب، فقد ذاع اليوم هذا الأمر وانتشر. ومع ذلك فلا تزال عوائق كثير تمنع انتشار هذه الأفكار الجديدة، وبخاصة المورايث الفلسفية والعقائدية. وذلك ناجم غالباً عن التباس في فهم معنى كوننا جئنا من القردة، إذ يعتقد الناس عموماً أن ذلك يعني الشيمبانزي مثلاً. والحق أن الإنسان جاء من نوع كان السلف المشترك للذريتين، سلالة القردة العليا في إفريقيا من جهة، وسلالة أشباه البشريات من جهة أخرى. فالإنسان ليس قرداً بالتالي إلا من منظور ترتيبه في التصنيف الحيواني. وكانت خصوصيته تحديداً أنه نجح في تخطي هذا الشرط البسيط. والحق اننا لا نستطيع تجاهل نسبنا، فنحن نحمله في جسمنا ومورثاتنا. ولا بد لنا من جهة أخرى من التأكيد على أن العلماء طوروا طرق بحثهم بدرجات فائقة بحيث يستطيعون مثلاً من خلال دراسة مينا سن بواسطة المجهر الإلكتروني رؤية حزات دقيقة تكشف عن الطريقة التي نمت بها السن، وهي تعطي مؤشرات حول نمو الفرد. وبالمقابل، فقد عثر العلماء على الأحافير في الترتيب المعاكس لقِدمها. وهكذا فقد اقتنعوا شيئاً فشيئاً بأن الإنسان أقدم بكثير مما كان يُظن

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03261 seconds with 11 queries