عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2009   #2
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي بيروت.. هل هي مدينة حقاً أم أنها مجرّد اسم تاريخي؟


"... بيروت مجموعة أحياء كمثل صناديق بطبقات مظلمة ومغلقة. بيروت مشهد لا مدينة وإن هندستها العمرانية تقتصر على الحد الأدنى من الإبداع وتشكل تدميراً للفضاء".

"... بيروت فسيفساء طوائف وبعيدة عن القضايا الكبرى. وإن محصلة مشكلات المدينة هي حروب خفية أو معلنة. فبيروت لا حاضر لها غير تقليد الغرب".

"... الهندسة العمرانية التي تهيمن على بيروت تقتصر على الحد الأدنى من الإبداع والخصوصية فهي عامة تقليد أو نسخ مبتذل وقوالب جاهزة تتكرر. وهي في نظره هندسة لا تستند إلى استراتيجية عمرانية. إنها نوع من تدمير الفضاء. فضاء المكان. إنها استهلاك للمكان فالمكان هو داخل الإنسان والعبث بالمكان عبث بالإنسان نفسه".

"... المكان في هذه المدينة يستخدم لغايات ليست جمالية في غالبيتها، فبيروت تكاد تخلو من متعة استخدام الفراغ المكاني جمالياً إلى جانب استخدامه وظائفياً".

"... إن متعة المكان... وتكوين صور الفضاء البيروتي يصدر عن نزوات فردانية تتطابق مع مصالح معينة اقتصادية واجتماعية وطائفية. وكل ذلك تلوث ونوع من سرقة الفضاء.. من اغتيال الأرض واغتيال الفضاء. فالأبنية مخالب تنهش كبد الأرض".

"... بيروت مشهد لا مدينة. كأن الطبيعة في بيروت ليست طبيعية، وما في بيروت من نظافة ونمو وخدمات إنما هو تابع للطائفة أو الجماعة".

"... على جبال لبنان جبال أخرى إسمنتية تغتال الطبيعة. لن تكون المدينة مدينة حقاً إلا بالإبداع الإنساني. تكون المدينة فناً أو لا تكون إلا تراكمات عمياء. تكون فناً أي تخترق الوظائفية إلى الجمالي".

"... إن وسط المدينة –أي المنطقة التجارية التي أعيد إعمارها والتي يتقاطر إليها ألوف الناس- تشكل إمكانية انصهار، لكن الناس فيها يتنزهون ويتجاورون ولا يتعايشون. إن مشروع وسط المدينة للتأجير والاستثمار، وعلينا أن نأمل ألا تتدهور هذه البقعة... وألا يحولها المال إلى مجرد مجموعة من الدكاكين".

"... ثقافة بيروت مثل هندستها، فيها أكثر من ثقافة، تنابذها أكثر من تآلفها وهي مجموعة فسيفسائية... مجموعة طوائف. مدينة غير مدينية. مدينة بلا مدنية. الثقافة فيها بعيدة عن القضايا الكبرى في مختلف المجالات، ولايأخذ المبدع حقه فيها من إبداعه بل من مولده... قدرته الطائفية".

"... المحصلة دائماً حروب خفية أو معلنة بحسب الظرف... وأهل بيروت يقيمون أفقيا في بيروت وعمودياً، أي فعلاً، في الطائفة، في المسجد، أو الكنيسة... فكأن بيروت مجردمرصد.. مجرد ترقب وسعي إلى جعل المستقبل شكلاً للماضي.. ويبدو الماضي كأنه هو المستقبل".

"... إن بيروت هذه الأيام لا حاضر لها غير التقليد والمحاكاة. جردوا بيروت من أثر الغرب فلن يبقى فيها غير الكنيسة والجامع".

"... كأن طاقة بيروت مبددة سلفاً.. كأنها تمضي نصف وقتها في تبديد هذه الطاقة.. ثم النصف الأخر في لملمتها".



من محاضرة لـ أدونيس.. ألقاها في مسرح المدينة-بيروت بعنوان:

"بيروت.. هل هي مدينة حقاً أم أنها مجرّد اسم تاريخي؟"





ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03966 seconds with 11 queries