عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2009   #26
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


مع الشكر للأخ romadiz .




يسمح هذا الموقع باكتشاف عالم الأساطير السلافية الساحر الذي لا يعرفه الغرب جيداً. في سياق عرض الآلهة والمخلوقات الغريبة، تبرز مارغورا إلهة الحرب مرفرفةً بأجنحتها ذات الألوان الزاهية. كما يتم التعريف بإله السكر وطقوسه التي تذكّرنا بأجواء الاساطير اليونانية. أما جيفا، إلهة الحياة والولادة والربيع، فترتبط برمزية الازدهار والتجدّد الدائم. في الفقرة المخصّصة للتعريف بالشخصيات الأسطورية، تجذبنا صور نساء يتخذن أشكالاً حيوانية مثل لاميا ذات جسد الأفعى ورأس الكلب، كما تلفت العجوز سينوشكا التي تتحوّل فتاة يافعة. تبرز أسطورة الشيطان باس، من خلال صور متحركة تضفي حيويةً طفولية على الموقع. كما نتعرّف الى قصص خرافية فولكلورية مليئة بالسحر. تغوص هذه الحكايات في عمق النفس البشرية، إذ تطرح موضوع علاقة الفتاة بزوجة والدها من خلال حبكة قصصية خرافية ممتعة. وتتجلّى علاقة الوالد بأولاده في قصة القيصر وبناته الثلاث اللواتي يتزوجن من "صباح"، "مساء" و"منتصف الليل". هكذا، تقترن الوجوه الأسطورية برمزية مرتبطة بالزمن، إذ ترمز كلٌّ من هذه الشخصيات الى أحدى أوقات اليوم. كما تعالج تعقيدات الحياة الزوجية بأجواء من البساطة والطرافة في قصة القيصر وزوجته. وتبرز العِبر القصصية من خلال حكايات الحيوانات المزيّنة بأجمل الصور من عالم الخيال السلافي. أطرف هذه القصص الخرافية يتضمن حوارات بين الحيوانات المتكلمة التي تهرب من الشتاء بحثاً عن الصيف. هكذا، يندرج الفولكلور القصصي السلافي ضمن عالم الحكايات الخرافية العالمية. وأجمل ما يميّز الموقع أدب ألكسندر بوشكين القصصي المترجم الى اللغة الفرنسية، حيث تتكاثر الحوارات بين الامير والاميرة والملك والفارس. وقد خُصّصت فقرة لأغاني البيلين الملحمية من القرن العاشر الى الحادي عشر. تمّت المحافظة على هذا الإرث الثقافي من خلال التناقل الكلامي حتى القرن السابع عشر. بلغت هذه الحكايات الملحمية المليئة بالحركة والعنفوان 1000 بيت. إذاً يعرّفنا الموقع بجمالية التراث السلافي الذي أثّر بمعق في خيال الأدب الروسي.

ما نحبّه: أروع ما يجذبنا في هذا الموقع هو عالم ألكسندر بوشكين الأدبي، إذ يسحر الأطفال والراشدين. كما أن ألوان الصور الزاهية تريح نفسية القارئ.

ما لا نحبّه: يفتقر الموقع الى تحليل أكثر عمقاً لعالم الأساطير السلافية، ذلك أنه يعرض عدداً كبيراً من الوجوه والرموز والحكايات من دون الغوص في تعقيدات التحليلات الأدبية والرمزية. وتتكاثر في الموقع قصص خرافية لا تتميّز بمستوى أدبي مهم.

منيرة أبي زيد
جريدة "النهار"، الأحد 11 تشرين الأول 2009، السنة 77، العدد 23841.

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04543 seconds with 11 queries