الموضوع: جميل حتمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 19/04/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


الرجل المنهك
إنني أتكئ كثيرا على الخارج، وذلك لأن داخلي منهك، أو لأقل مكسور وممزق، وبحاجة إلى رعاية وحنان أم قد لا تكون موجودة، أو لن تكون
وأنت تعرفين ذلك، تعرفين ورفضت، علي إذن أنا الطفل القابع-فيّ-عصبيا ومشاغبا ومشاكسا أن أربي نفسي، أو ألجمها، ثم أعلنها للملأ كاذبة، أو مهذبة حسب تعبير الآخرين، لأعلن صرامتي وقتلي لمشاعري، وقتلي لطفولة ما زالت تجتاحني دون أن أستطيع أن ألعب معها، أو دون أن أملك مفاتيح اقتيادها.
أنا الرجل-الطفل، الرجل المنهك، المكسور كزجاج، والمبعثر كزجاج، أنا الرجل المليء بالأحزان والخطايا والطموحات، الرجل الذي لا يسمعه أحد، أو الذي لا يعرف كيف يوصل صوته.
أنا الرجل الذي يجلس على درج الأيام المنفردة، وحيدا قابعا في أقصى الزاوية، أقصاها تماما، والذي ترحل الزهور من يديه أو قلبه منسحبة بهدوء سري، أو بعصبية مطلقة، من أنامله التي لن تتعود فن الإمساك، بتوترها الدائم، وارتجافاتها المستمرة.
أنا الرجل الذي يفتح نفسه ورقة بيضاء بسذاجة مطلقة، فلا يجد أخيرا إلا السواد معلنا نفسه فوق بياض الورقة. لا يجد إلا رماد الأيام ودخان القلب.
هذا هو أنا، رجل، طفل، ساذج، مشكك، حقود، متعب، طيب، منهار، بسيط، حاد، نزق، مهادن، متهور، معقد، حزين، وحيد، محب، مبادر، مستسلم، رجل التناقضات الصعبة. هذا أنا وحيد ومنفرد وبلا أحد.
هذا أنا أعلن اعترافي، منسحبا-كالعادة- ببطء إلى القرارات المكتوبة لي، القرارات المعدة لي، القرارات التي تأتيني فألتقطها خائفا وقابلا.
جميل حتمل


طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07525 seconds with 11 queries