عرض مشاركة واحدة
قديم 16/07/2009   #30
شب و شيخ الشباب Najm
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Najm
Najm is offline
 
نورنا ب:
May 2008
المطرح:
غريب..
مشاركات:
272

إرسال خطاب MSN إلى Najm
افتراضي


من باب أن الدراسة مازالت خاضعة لدراسة وبقولك هذا أجزم أنك فهمت تدخلي، ومن باب إيضاح الواضح..ومن منطلق أن الجذور الفلسفية لعلم النفس تكتسي أهمية خاصة وعلى الرغم من أن علم النفس قد رسخ نفسه مع منعطف القرن العشرين كعلم مستقل يبنى على الملاحظة والتجربة المنهجيين، إلا أنه خضع لافتراضات الفلسفة العقلية حيث أخذ يبدو إلى حد كبير كنوع من التفكير الجديد. فالمدارس الجديدة في علم النفس، التي بزغت خلال العقود الثلاث الأولى من القرن العشرين، يمكن النظر إليها على أنها ثورات قامت ضد افتراض أو آخر من الافتراضات المستمدة مباشرة من الفلسفة التجريبية.
ونتيجة للمؤثرات الفكرية من العلوم الأخرى فإن معظم علماء النفس المهتمين بفهم الظواهر الدافعية للسلوك يشتركون على الأقل بإيمان بالحتمية العلمية الشاملة حيث كل أنواع السلوك ترجع إلى أسباب معينة وحيث يتيسر من حيث المبدأ اكتشاف قوانين منهجية سببية تحكم السلوكين الإنساني والحيواني.

هذا المنهج تبناه فرويد الذي أكد على أن أشكال السلوك البشري ناجمة ليس عن عمل القوى الشعورية العقلية، بل عن آليات لاشعورية وقوى لاعقلية وغريزية. تلك القوى لا يمكن أن تُفهم إلا بمجموعة القوانين السببية والتفسير العقلي العلمي الذي اعتبره مفتاح فهم السلوك البشري
ومن تلك الأرضية قدم فرويد تصوراته الفلسفية فعبر عن مفهوم ثلاثي لتطور الحالة النفسية والفكرية للإنسان، تذكرنا بحالات كونت الوضعية الثلاثة للتاريخ، حيث تطور البشرية يبدأ عند فرويد من المرحلة الإحيائية التي تقابل النرجسية وهي مرحلة إسقاط الذات على العالم، ثم المرحلة الدينية وهي مرحلة موضع العلاقات الاجتماعية حيث يتثبت الليبيدو على الأهل، والمرحلة الثالثة هي العلمية التي يتم بها التخلي عن اللذة والخضوع لمتطلبات الليبيدو حيث تظهر آليات الكبت الاجتماعي في الحضارة.


هذا من خلال تصور فرويد، لكن إن قابلناه مثلا بنظريات أو دراسات فلاسفة آخرين فسنجد عكس ذلك فعلى سبيل المثال نظرة يونغ نجدها تتبنى منهجية معاكسة للحتمية التي تأثر بها فرويد والتي كانت الأساس لدراسته وتحليله النفسي، فهو يقوم بهذا التحليل انطلاقا من اللاحتمية أي إدخال الميتافيزيقا إلى السيكولوجيا..ومن هنا يتضح ولو شيئا ما العلاقة الجدلية وتعدد آراء ونظريات الفلاسفة في تحليلهم النفسي للإنسان وعلاقته بالعالم الموضوعي فهو المتسائل وهو المجيب في نفس الوقت وفي تساؤله كما إجابته يحتمل الصح والخطأ..

وعلى الرغم من تصورات علماء التحليل النفسي قربا أو بعدا من الفلسفة فإنهم باعتبارهم كذلك استمروا بتقديم تصورات لا تخلوا من تفلسف ما انفك يحاول البحث التاريخي عن الذات وموضعها في العالم ثم عن العالم وكيفية تموضعه في الذات. تلك علاقة جدلية وتساؤل مصيري..


أي قدرمن الحقيقة يستطيع أن يتحمله الإنسان..!

يقول نيتشه: "أدى تبنِّي مفهوم السعادة إلى خنق البحث العلمي."
يمكن القول، اليوم: "أدى البحثُ العلمي إلى خنق مفهوم السعادة."
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03845 seconds with 11 queries