عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #45
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


وفي مصر كفّر مشايخ الأزهر طه حسين ونجيب محفوظ وسعيد العشماوى وسيد القمنى والمرحوم فرج فوده[12] الذي طعنه مسلم جاهل، سأله قاضي المحكمة لماذا قتل فرح فوده، فكان رده أن الرجل أرتد بما كتب عن الإسلام، فسأله القاضي إن كان قد قرأ الكتاب المعني، فأجاب بالنفي. لكنه رغم ذلك قتله لأن مشايخ الأزهر قالوا إنه مرتد.
وفي الدمام بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية أتهم طلاب من إحدى المدارس المتوسطة أحد أساتذتهم بالردة عن الإسلام لأنه تفوه بعبارات اعتبروها منافية للإسلام. هؤلاء الطلاب تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة عشر والرابعة عشر. وضعت السلطات الشرعية الأستاذ بالحبس في انتظار محاكمته بالردة على أساس أنه شوش عقول الطلاب بنشر الفكر الحداثي والعلماني، وأنه أباح لطلابه أحكاماً محرمة في الإسلام كالغناء والعادة السرية والزنا واللواط. وبناءً على تحليله للزنا واللواط فقد طالب الإدعاء العام بتنفيذ حكم الردة فيه.. ورغم أن الأستاذ، وهو خريج جامعة إسلامية عريقة، قد أنكر ما قال طلبته ونطق بالشهادتين أمام القاضي، وطالب بإبطال القضية وفقاً للقاعدة الفقهية المعمول بها في القضاء السعودي التي تنص على أن مجرد نطق المدعي عليه بالشهادتين يبطل تهمة الردة، لأن الشهادتين تدخلان الكافر أصلاً في الإسلام، ولكن القاضي رفض أن يطلق سراحه، وما زال رهن الحبس في انتظار المحاكمة[13]. وقد أدلى زملاؤه الأساتذة بشهاداتهم أمام المحكمة وذكروا أن المتهم يثني على الأديب الراحل طه حسين، ويأتي بكتبه إلى المدرسة، كما أشاروا بأنه يُجاهر بكونه تلميذاً للدكتور عبد الله الغذامي أستاذ النقد الأدبي في جامعة الملك سعود ( وهذا الأكاديمي متهم من الإسلاميين بالحداثة) وذكروا أن المتهم قال في مرة: " نزار قباني صلى الله عليه وسلم " [14]. فالمجاهرة بالإعجاب بطه حسين أو بأستاذ يتهمه الإسلاميون تعد ارتداداّ عن الإسلام.
ولعدة عقود مضت كانت المملكة العربية السعودية مفرخاً ناشطاً في تفريخ أئمة التكفير من أمثال الشيخ بن خضير الخضير وشلته الذين كفّروا القاصي والداني وكل من لا ينتمي إلى مذهبهم الوهابي. وكنتيجة حتمية لملئ عقول الشباب بهذه الفتاوى التكفيرية، تخرّج على أيديهم نفرٌ غير قليل من مغسولي الأدمغة الذين أصبح كل همهم تفجير أنفسهم في وسط " الكفار"، سواء أكانوا غربيين أم عرباً مسلمين ولكن ليسوا وهابيين. وكنتيجة للتفجيرات العديدة التي حدثت مؤخراً في الرياض، اضطرت الحكومة السعودية إلى اعتقال الشيخ الخضير وزملائه التكفيريين، الذين ظهروا لنا على شاشات التلفزيون يذرفون الدموع ويعلنون توبتهم ( التي لا شك أنهم أُجبروا عليها تحت التعذيب)، ويطلبون من الله الصفح والمغفرة. وقال الخضير عن الذين يفجرون أنفسهم: " بل هو انتحار وحرب وفاعلوه ليسوا بمجاهدين بل بغاة وخوارج ". وقال عن فتواه التي كان قد أصدرها بحق التسعة عشر المطلوبين للسلطات السعودية، وكان قد وصفهم في حينه بالمجاهدين: " لقد صوروا أنفسهم أبرياء، وقد أصدرنا بأنهم مجاهدون وكان ينبغي لنا التروي في الفتوى ".
ويبدو أن إثم الكفر فيه درجتان: كفر أكبر وكفر أصغر. فقد قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للملكة العربية السعودية: " لقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداءً من تاريخ 2/4/1419 ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير وما ينشأ عنه من سفك الدماء وتخريب المنشآت. ونظراً إلى خطورة هذا الأمر وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة وإتلاف أموال معصومة وإخافة للناس وزعزعة لأمنهم واستقرارهم فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحاً لله ولعباده وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك فنقول وبالله التوفيق:
أولاً.. التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإجابة إلى الله ورسوله فكذلك التكفير وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة. ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة. وإذا كانت الحدود تُدرأ بالشبهات مع أن ما بترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير فالتكفير أولى أن يُدرأ بالشبهات، لذلك حذر النبي (ص) من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر فقال: " أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". .. والتسرع في التكفير تترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة. وإذا كان هذا في ولاة الأمر كان أشد لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وفساد العباد ولهذا منع رسول الله (ص) من منابذتهم فقال: " إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان". فإنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة ولا يكفي الفسوق ولو كبر كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار والاستئثار المحرم" [15].
وقد خيّم الصمت على هؤلاء العلماء عندما كان الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ عبد الله بن جبرين يكفرون الشيعة وغيرهم. ولكن الآن بعد أن دارت الدائرة على الذين أججوا نار التكفير، تحدث العلماء وأوصوا بالتريث.
والتكفير يجب أن يكون بدعة ما دام الشخص ينطق بالشهادتين. و ليس هناك أي دين آخر، سماوي أو غيره، يحكم على تاركه بالموت لأنه قرر أن يتبنى عقيدة أخرى. ونفس هؤلاء المشايخ الذين يحكمون بالموت على من ارتد عن الإسلام، يرسلون مبشريهم إلى دول العالم الغربي وإلى إفريقيا ليحولوا المسيحيين إلى الإسلام. ويبتهج ويهلل هؤلاء المشايخ عندما يسلم أحد المشاهير المسيحيين من أمثال الملاكم محمد علي كلاي الذي كان اسمه كاسيوس كلاي قبل أن يسلم. وعندما أسلم المغني الإنكليزي كات ستيفن وأصبح اسمه يوسف إسلام، امتلأت صحفهم وإذاعاتهم بهذا النصر العظيم. فكيف يبرر هؤلاء المشايخ تجنيد المسيحيين للإسلام وقتل المسلمين إذا أصبحوا مسيحيين؟ ألم يأمرنا القرآن أن نؤمن بموسى وعيسى وجميع النبيين؟
وكيف يدعي شخص أنه من علماء الإسلام وفي نفس الوقت يخالف صريح النص القرآني الذي يقول " لا إكراه في الدين" ؟ وأكثر من ذلك يقول القرآن: " ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" ( البقرة/217). وكذلك يقول: " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم" ( المائدة/54). فالله يقول سوف يعاقب الذين يرتدون عن دينهم بإدخالهم النار
يوم القيامة، ولم يقل لوكلائه في الأرض اقتلوهم.
ثم إذا كان الإسلام بالسماحة التي يدعيها مشايخه، وأنه دين يحترم العقل ويحترم إرادة الإنسان، لماذا نفرض على شخص لم يختر الإسلام ديناً إنما فُرض عليه لكونه ولد في عائلة مسلمة وأسلموه وهو صغير لا خيار له في الأمر، لماذا لا نسمح له باستعمال عقله ليقارن بين الأديان ثم يختار ما يراه مناسباً له إن أراد أن يكون ذا دين؟ أم أن مشايخ الإسلام يخافون على الإسلام من منافسة الأديان الأخرى إذا خضع الإسلام للعقل والمنطق مع بقية الأديان؟

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04936 seconds with 11 queries