عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #56
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في كيفية إدراك القوة السامعة للأصوات

فأما كيفية إدراك القوة السامعة للأصوات، فأعلم يا أخي أن الأصوات نوعان: حيوانية وغير حيوانية؛ وغير الحيوانية أيضاً نوعان: طبيعية وآلية.
فالطبيعية هي كصوت الحجر والحديد والخشب والرعد والريح وسائر الأجسام التي لا روح فيها من الجمادات، والآلية كصوت الطبل والبوق والزمر والأوتاد وما شاكلها. والحيوانية نوعان: منطقية وغير منطقية، فغير المنطقية هي أصوات سائر الحيوانات الغير الناطقة، وأما المنطقية فهي أصوات الناس، وهي نوعان: دالة وغير دالة. فغير الدالة كالضحك والبكاء والصياح، وبالجملة كل صوت لا هجاء له؛ وأما الدالة فهي اكلام والأقاويل التي لها هجاء.وكل هذه الأصوات إنما هي قرع يحدث في الهواء من تصادم الأجرام، وذلك أن الهواء لشدة لطافته وخفة جوهره وسرعة حركة أجزائه، يخلل الأجسام كلها، فإذا صدم جسم جسماً آخر، انسل ذلك الهواء من بينهما، وتدافع وتموج إلى جميع الجهات، وحدث من حركته شكل كروي، واتسع كما تتسع القارورة من نفخ الزجاج فيها، وكلما اتسع ذلك الشكل ضعفت حركته وتموجه، إلى أن يسكن ويضمحل. فمن كان حاضراً من الناس وسائر الحيوانات الذي له أذن بالقرب من ذلك المكان، فبتموج ذلك الهواء بحركته يدخل في أذنيه إلى صماخيه؛ في مؤخر الدماغ، ويتوج أيضاً ذلك الهواء الذي هناك، فتحس عند ذلك القوة السامعة بتلك الحركة وذلك التغيير.

وأعلم أن كل صوت له نغمة وصفية وهيئة روحانية، خلاف صوت آخر، وإن الهواء من شرف جوهره ولطافة عنصره يحمل كل صوت بهيأته وصفته، ويحفظها لئلا يختلط بعضها ببعض، فيفسد هيأتها، إلى أن يبلغها إلى أقصى مدى غاياتها عند القوة السامعة، لتؤديها إلى القوة المتخيلة التي مسكنها مقدم الدماغ، وذلك تقدير العزيز الحكيم الذي جعل لكم السمع والأبصار والفئدة، قليلاً ما تشكرون. وإذ قد فرغنا من ذكر ماهية الأصوات وكيفية حل الهواء، وكيفية إدراك القوة السامعة لها، فنذكر الآن كيفية حدوث أنواعها من تصادم الأجسام بعضاً ببعض، فنقول: إن كل جسمين تصادما برفق ولين لا تسمع لهما صوتاً، لأن الهواء ينسل من بينهما قليلاً قليلاً، فلا يحدث صوتاً، وإنما يحدث الصوت من تصادم الأجسام، متى كان صدمها بشدة وسرعة، لأن الهواء عند ذلك يندفع مفاجأة، ويتموج بحركته إلى الجهات الست بسرعة، فيحدث الصوت، ويسمع كما بينا في فصل قبل هذا. والأجسام العظيمة، إذا تصادمت كان صوتها أعظم، لأنها تموج هواء أكثر. وكل جسمين من جوهر واحد، مقدارهما واحد، وشكلهما واحد، نقرا نقرة واحدة معاً، فإن صوتيهما يكونان متساويين، فإن كان أحدهما أجوف، كان صوته أعظم، لأنه يصدم هواء كثيراً داخلاً وخارجاً. والأجسام الملس أصواتها ملساء، لأن السطوح المشتركة التي بينها وبين الهواء ملساء.
والأجسام الخشنة تكون أصواتها خشنة، لأن الشطوح المشتركة بينها وبين الهواء خشنة. والأجسام الصلبة المجوفة كالأواني والطرجهارات؛ والجرار، إذا نقرت طنت زماناً طويلاً، لأن الهواء في جوفها يتردد ويصدمها مرة بعد مرة، وتاروبعد أخرى، إلى أن يسكن، فما كان منها أوسع، كان صوتها أعظم، لأنه يصدم هواء كثيراً داخلاً وخارجاً. والبوقات الطوال كان صوتها أعظم، لأن الهواء المتموج فيها يصدمها في مروره مسافة بعيدة. والحيوانات الكبيرة الرئات، الطويلة الحلاقيم، الواسعة المناخر والأشداق، تكون جهيرة الأصوات، لأنها تستنشق هواء كثيراً وترسله بشدة.
فقد تبين بما ذكرنا أن علة عظم الصوت إنما هي بحسب عظم الأجسام المصوتة وشدة صدمها وكثرة تموج الهواء في الجهات عنها فنقول:إن أعظم الأصوات صوت الرعد وقد بينا علة حدوثه في رسالة الآثار العلوية، ولكن نذكر هنا ما لا بد منه. أما علة حدوثه فهو أن البخارين الصاعدين في الجومن البحار والبراري إذا ارتفعا في الهواء، واختلطا، واحتوى البخار الرطب اليابس الذي هوالدخان، واحتوى الزمهرير على البخارين الرطب واليابس، وحصرهما انضغط البخار اليابس في جوف البخار الرطب والتهب، وطلب الخروج، فدفع البخار الرطب وخرقه، فيقرقع البخار الرطب من حرارة ذلك الدخان اليابس، كما تفرقع الأشياء الرطبة إذا احتوت عليها حرارة النار دفعة واحدة، ويحدث من ذلك قرع في الهواء، ويندفع إلى جميع الجهات، وينقدح من خروج ذلك الدخان اليابس في جوف السحاب ضوء يسمى البرق، كما يحدث من دخان السراج المنطفئ إذا أدني من سراج مشتعل، ثم ينطفئ وربما يذوب من ذلك البخار الرطب شيء من جوف السحاب، ويصير ريحاً، ويدور في خلل السحاب، وجوف الغيوم، ويطلب الخروج، ويسمع له دوي وتقرقر، كما يسمع الإنسان من جوفه، إذا كان يعرض له ريح وانتفاخ، وربما ينشق السحاب دفعة واحدة مفاجأة، فتخرج تلك الريح، ويكون منها صوت هائل يسمى صاعقة. فهذه علة صوت الرعد وكيفية حدوثه. فأما أصوات الرياح وعلة حدوثها فهي أن الرياح ليست شيئاً سوى تموج الهواء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وفوقاً وتحتاً، فإذا صدم في حركته وجريانه الجبال والحيطان والأشجار والنبات، وتخللها حدث من ذلك فنون الأصوات والدوي والطنين مختلفة الأنواع، كل ذلك بحسب كبر الأجسام المصدومة وصغرها، وأشكالها وتجويفها، ويطول شرحها.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04713 seconds with 11 queries