عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #57
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وأما أصوات المياه في جريانها وتموجها وتصادمها مع الجسام، فإن الهواء، للطافة جوهره وسيلان عنصره، يتخللها كلها، ويكون حدوث تلك الأصوات وفنون أنواعها بحسب تلك الأسباب التي ذكرناها في أمر الرياح. وأما أصوات الحيوانات ذوات الرئة، واختلاف أنواعها وفنون نغماتها، فهي بحسب طول أعناقها وقصرها، وسعة حلاقيمها وتركيب حناجرها، وشدة استنشاقها الهواء وقوة إرسال أنفاسها من أفواهها ومناخرها، يطول شرحها. وأما أصوات الحيوانات التي ليست لها رئة كالزنابير والجراد والصرصر؛ وما شاكلها، فإنها تحرك الهواء بجناحين لهما سرعة وخفة، فيحدث من ذلك أصوات مختلفة كما يحدث من تحريك أوتار العيدان، وتكون فنونها واختلاف أنواعها بحسب لطافة أجنحتها وغلظها وطولها وقصرها وسرعة تحريكها لها. وأما الحيوانات الخرس كالسمك والسرطان والسلاحف وما شاكلها، فهي خرس لأن ليس لها رئة ولا جناحان.
وإن اختلاف تلك الأصوات يكون بحسب شدة يبسها وصلابتها، وكمية مقاديرها من الكبر والصغر والطول والقصر والسعة والضيق؛ وفنون أشكالها من التجويف والتقبيب والثقب وقوة الصدمة وما يعرض فيها من الأسباب كما سنبين ذلك في موضعه.
وأما فنون أصوات الآلت المتخذة للتصويب كالطبول والبوقات والدبادب والدفوف والسرناي والمزامير والعيدان وما شاكلها، فهي بحسب أشكالها وجواهرها التي هي متخذة منها، وكبرها وصغرها وطولها وقصرها وسعة أجوافها وضيق ثقبها ورقة أوتارها وغلظها، وبحسب فنون تحريك المحركين لها.
ونحتاج أن نذكر من هذا الفن طرفاً إذ كان أحد أغراضنا من هذه الرسالة تبيان ماهية الموسيقى الذي هوألحان مؤتلفة ونغمات متزنة، وهوالمسمى الغناء، ولما تبين، بما ذكرنا، أن الغناء إنما هوألحان مؤتلفة، واللحن هونغمات متزنة، والنغمات المتزنة لا تحدث إلا من حركات متواترة بينها سكنات متتالية، احتجنا أن نذكر أولاً ما الحركة وما السكون، فنقول: إن الحركة هي النقلة من مكان إلى مكان في زمان ثان، وضدها السكون وهوالوقوف في المكان الأول في الزمان الثاني.
والحركة نوعان: سريعة وبطيئة، والحركة السريعة هي التي يقطع المتحرك بها مسافة بعيدة في زمان قصير، و البطيئة هي التي يقطع المتحرك بها مسافة أقل منها في ذلك الزمان بعينه. والحركتان لا تعدان اثنتين إلا أن يكون بينهما زمان سكون، والسكون هووقوف المتحرك في مكانه الأول زماناً ما كان يمكنه أن يكون متحركاً فيه حركة ما. وإذ قد فرغنا من ذكر ما احتجنا أن نبينه فنقول الآن: إن الأصوات تنقسم من جهة الكيفية ثمانية أنواع، كل نوعين منها متقابلان من جنس المضاف، فمنها العظيم والصغير والسريع والبطيء والحاد والغليظ والجهير والخفيف. فأما العظيم والصغير من الأصوات فبإضافة بعضها إلى بعض، والمثال في ذلك أصوات الطبول، وذلك أن أصوات طبول المواكب، إذا أضيف إلى أصوات طبول المخانيث، كانت عظيمة، وإذا أضيفت إلى أصوات الكوس كانت صغيرة. وأصوات الكوس إذا أضيفت إلى أصوات الرعد والصواعق كانت صغيرة، والكوس هوطبل عظيم يضرب في ثغور خراسان عند النفير يسمع صوته من فراسخ.

فعلى هذا المثال يعتبر عظم الأصوات وصغرها بإضافة بعضها إلى بعض.وأما السريع والبطيء من الأصوات بإضافة بعضها إلى بعض، فهي التي تكون أزمان سكونات ما بين نقراتها قصيرة بالإضافة إلى غيرها، والمثال في ذلك أصوات كوذينات؛ القصارين ومطارق الحدادين فغنها سريعة بالإضافة إلى أصوات دق الرزازين؛ والجصاصين؛ وهي بطيئة بالإضافة إليها، وأما بالإضافة إلى أصوات مجاذيف الملاحين فهي سريعة. وعلى هذا المثال يعتبر سرعة الأصوات وبطؤها بإضافة بعضها إلى بعض. وأما الحاد والغليظ من الأصوات بعضها إلى بعض فهي كأصوات نقرات الزير؛ وحدته، بالإضافة إلى نقرات المثنى؛ والمثنى إلى المثلث؛ والمثلث إلى البم؛ فإنها تكون حادة. فأما بالعكس فإن صوت البم بالإضافة إلى المثلث، والمثلث إلى المثنى، والمثنى إلى الزير فغليظة. ومن وجه آخر أيضاً فإن صوت كل وتر مطلقاً غليظ بالإضافة إلى مزمومه أي مزموم كان. فعلى هذا القياس تعتبر حدة الأصوات وغلظها بإضافة بعضها إلى بعض. وأما الخفيف والجهير من الأصوات فقد تقدمت إبانتهما عند ذكر علتهما في الفصل الأول. والأصوات تنقسم من جهة الكمية نوعين، متصلة ومنفصلة. فالمتصلة هي التي بين أزمان حركة نقراتها زمان سكون محسوس، مثل نقرات الأوتار وإيقاعات القضبان. وأما المتصلة من الأصوات فهي مثل أصوات المزامير والنايات والدبادب والدواليب والنواعير وما شاكلها.
والأصوات المتصلة تنقسم نوعين: حادة وغليظة، فما كان من النايات والمزامير أوسع تجويفاً وثقباً، كان صوته أغلظ؛ وما كان أضيق تجويفاً وثقباً، كان صوته أحد. ومن جهة اخرى أيضاً ما كان من الثقب إلى موضع النفخ أقرب، كانت نغمته أحد، وما كان أبعد، كان أغلظ.
فصل في امتزاج الأصوات وتنافرها أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- أن أصوات الأوتار المتساوية الغلظ والطول والخرق إذا نقرت نقرة واحدة كانت متساوية؛ وإن كانت متساوية في الطول، مختلفة في الغليظ، كانت أصوات الغليظ أغلظ وأصوات الدقيق أحد؛ وإن كانت متساوية في الطول والغلظ، مختلفة في الخرق، كانت أصوات المخروقة حادة، وأصوات المسترخية غليظة؛ وإن كانت متساوية في الغلظ والطول والخرق، مختلفة في النقر، كان أشدها نقراً أعلاها صوتاً.
وأعلم بأن الأصوات الحادة والغليظة متضادان، ولكن إذا كانت على نسبة تأليفية ائتلفت وامتزجت واتحدت، وصارت لحناً موزوناً، واستلذتها المسامع، وفرحت بها الأرواح، وسرت بها النفوس؛ وإن كانت على غير النسبة تنافرت وتباينت، ولم تأتلف ولم تستلذها المسامع، بل تنفر عنها وتشمئز منها النفوس، وتكرهها الأرواح. والأصوات الحادة حارة تسخن مزاج أخلاط الكيموسات؛ الغليظة وتلطفها. والأصوات الغليظة باردة ترطب مزاج أخلاط الكيموسات الحارة اليابسة. والصوات المعتدلة بين الحادة والغليظة تحفظ مزاج أخلاط الكيموسات المعتدل على حالته كيلا يخرج عن الاعتدال. والأصوات العظيمة الهائلة الغير المتناسبة إذ وردت على المسامع دفعة واحدة مفاجأة، أفسدت المزاج وأخرجت عن الاعتدال، وتحدث موت الفجأة، ولها آلة صناعية كان اليونانيون يستعملونها عند الحروب، ويفزعون بها نفوس الأعداء، ويسد النافخون فيها آذانهم عند استعمالها وتحريكها. والأصوات المعتدلة المتزنة المتناسبة تعدل مزاج الأخلاط، وتفرح الطباع، وتستلذ بها الأرواح، وتسر بها النفوس.
فصل في تأثر الأمزجة بالأصوات أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن أمزجة الأبدان كثيرة الفنون، وطباع الحيوانات كثيرة الأنواع، ولكل مزاج وكل طبيعة نغمة تشاكلها، ولحن يلائمها لا يحصي عددها إلا الله عز وجل. والدليل على حقيقة ما قلنا، وصحة ما وصفنا، أنك تجد إذا تأملت لكا أمة من الناس ألحاناً ونغمات يستلذونها ويفرجون بها، لا يستلذها غيرهم ولا يفرح بها سواهم، مثل غناء الديلم والأتراك والأعراب والأرمن والزنج والفرس والروم وغيرهم من الأمم المختلفة الأسن والطباع والأخلاق والعادات. وهكذا أيضاً أنك تجد في الأمة الواحدة من هذه أقواماً يستلذون ألحاناً ونغمات، وتفرح نفوسهم بها، ولا يسر بها من سواهم.

وهكذا ايضاً ربما تجد إنساناً واحداً يستلذ وقتاً ما لحناً ويسره، ووقتاً آخر لا يستلذه بل ربما يكرهه ويتألم منه. وهكذا تجد حكمهم في مأكولاتهم ومشروباتهم وفي مشموماتهم وملبوساتهم وسائر الملاذ والزينة والمحاسن، كل ذلك بحسب تغيرات أمزجة الأخلاط، واختلاف الطبائع، وتركيب الأبدان، والأماكن والأزمان، كما بينا طرفاً من ذلك في رسالة الأخلاق.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04352 seconds with 11 queries