عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #58
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في أصول الألحان وقوانينها

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- أن لكل أمة من الناس ألحاناً من الغناء وأصواتاً ونغمات لا يشبه بعضها بعضاً ولا يحصي عددها كثرة إلا الله تعالى الذي خلقهم وصورهم وطبعهم على اختلاف أخلاقهم وألسنتهم وألوانهم، ولكن نريد أن نذكر أصول الغناء وقوانين الألحان التي منها يتركب سائرها، وذلك أن الغناء مركب من الألحان، واللحن مركب من النغمات والنغمات مركبة من النقرات والإيقاعات، وأصلها كلها حركات وسكون كما أن الأشعار مركبة من المصاريع، والمصاريع مركبة من المفاعيل، والمفاعيل مركبة من الأسباب والأوتاد والفواصل، وأصلها كلها حروف متحركات وسواكن، كما بينا ذلك في كتاب العروض. وكذلك الأقاويل كلها مركبة من الكلمات، والكلمات من الأسماء والفعال والأدوات، وكلها مركبة من الحروف المتحركات والسواكن، كما بينا في كتاب المنطق. ومن يريد أن ينظر في هذا العلم، فيحتاج أن يرتاض أولاً في علم النحووالعروض مما لا بد منه، وقد ذكرنا في رسالة المنطق ما يحتاج إليه المتعلم والمبتدئ، ونحتاج أن نذكر ها هنا أصل العروض وهوميزان الشعر وقوانينه، إذ كانت قوانين الموسيقى مماثلة لقوانين العروض، فنقول: إن العروض هوميزان الشعر يعرف به المستوي والمزحف؛ وهي ثمانية مقاطع في الشعار العربية وهي هذه: فعولن، مفاعيل، متفاعلن، مستفعلن، فاع لاتن، فاعلين، مفعولات، مفاعلتن. وهذه الثمانية مركبة من ثلاثة أصول وهي: السبب، والوتد، والفاصلة. فالسبب حرفان: واحد متحرك، وآخر ساكن أومتحرك، مثل قولك: هل لم وما شاكلها. والوتد ثلاثة أحرف، اثنان متحركان، وواحد ساكن، مثل قولك: نعم وبلى وأجل وما شاكلها. والفاصلة أربعة أحرف: ثلاثة متحركة، وواحد ساكن، مثل قولك: غلبت فعلت وما شاكلها. وأصل هذه الثلاثة حرف ساكن وحرف متحرك، فهذه قوانين العروض وأصوله.
وأما قوانين الغناء والألحان فهي أيضاً ثلاثة أصول وهي السبب والوتد والفاصلة. فأما السبب فنقرة متحركة يتلوها سكون، مثل قولك: تن تن تن تن، ويكرر دائماً. والوتد نقرتان متحركتان يتلوهما سكون، مثل قولك: تنن تنن تنن تنن، يكرر دائماً. والفاصلة ثلاث نقرات متحركة يتلوها سكون، مثل قولك: تننن تننن تننن تننن. فهذه الثلاثة هي الأصل والقانون في جميع ما يركب منها من النغمات، وما يركب من النغمات في جميع اللغات من الألحان، وما يتركب منها من الغناء في جميع اللغات. فإذا ركبت من هذه الثلاثة الأصول اثنين اثنين كانت منها تسع نغمات ثنائية، وهي هكذا: نقرة ونقرتان مثل قولك: تن تنن، وتكرر دائماً. ومنها نقرتان ونقرة مثل قولك تنن تن، وتكرر دائماً. ومنها نقرة وثلاث نقرات مثل قولك: تن تننن، ويكرر دائماً. ومنها نقرتان ونقرتان مثل قولك: تنن تنن، ويكرر دائماً. ومنها ثلاث نقرات وثلاث نقرات مثل قولك: تننن تننن. ومنها ثلاث نقرات ونقرتان مثل قولك: تننن تنن، ويكرر دائماً. ومنها ثلاث نقرات ونقرة مثل قولك: تننن تن، ويكرر دائماً. ومنها نقرة وسكون قدر نقرة، وهي الأصل والعمود، مثل قولك: تن تن تن تن، ويكرر دائماً. فهذه جملة النغمات الثنائية.
وأما الثلاثية فهي عشرة تركيبات: نقرة ونقرتان، وثلاث نقرات، ونقرتان ونقرة وثلاث نقرات، ونقرة وثلاث نقرات ونقرتان، وثلاث نقرات ونقرة ونقرتان، ونقرتان وثلاث نقرات ونقرة، وثلاث نقرات ونقرتان ونقرة، ونقرة وثلاث نقرات ونقرة، ونقرتان وثلاث نقرات ونقرتان، وثلاث نقرات ونقرة وثلاث نقرات، وثلاث نقرات ونقرتان وثلاث نقرات. فهذه جميع أنواع الإيقاع المركبة من النقرات: ثلاثة منها مفردة، وتسعة ثنائية، وعشرة ثلاثية، فذلك اثنا وعشرون تركيباً.

والذي تركب من هذه في غناء العربية ثمانية أنواع وهي: الثقيل الأول وخفيفه، والثقيل الثاني وخفيفه، والرمل وخفيفه، والهزج وخفيفه، وهذه الثمانية الأجناس هي الأصل ومنها يتفرع سائر أنواع الألحان، وإليها تنسب، كما أن الثمانية مقاطع يتفرع سائر ما في دوائر العرض. فقد تبين بما ذكرنا إن كل صناعة من الرياضيات أربعة أصول، منها يتركب سائرها، وتلك الأربعة أصلها واحد، كما بينا في رسالة الأرثماطيقي كيفية تركيب العدد من الواحد الذي قبل الاثنين؛ وفي رسالة جومطريا بينا بأن النقطة في صناعة الهندسة مماثلة للواحد في صناعة العدد؛ وفي رسالة الاسطرنوميا بينا إن الشمس وأحوالها من بين الكواكب كالواحد في العدد والنقطة في صناعة الهندسة؛ وفي رسالة النسب العددية بينا أن نسبة المساواة أصل وقانون في علم النسب كالواحد في صناعة العدد؛ وفي هذه الرسالة قد بينا أن الحركة كالواحد، والسبب كالاثنين، والوتد كالثلاثة، والفاصلة كالأربعة، وسائر نغمات الألحان والغناء مركبة منها، كما ان سائر الأعداد من الآحاد والعشرات والماين والألوف مركبة من الأربعة والثلاثة والاثنين والواحد؛ وفي رسالة المنطققد بينا أيضاً أن الجوهر كالواحد، والتسع المقولات الأخر كتسعة الآحاد: أربعة منها متقدمة على باقيها، وهي الجوهر والكم والكيف والمضاف، وسائرها مركبة منها. وفي رسالة الهيولى بينا أن الجسم مركب من الجوهر والطول والعرض والعمق، وسائر الأجسام مركبة من الجسم المطلق. وفي رسالة المبادئ بينا أن الباري- جل ثناؤه- نسبته من الموجودات كنسبة الواحد من العدد، والعقل كالاثنين، والنفس كالثلاثة، والهيولى كالأربعة، وسائر الخلائق مركبة من الهيولى والصورة المخترعين من النفس الكلية، والنفس الكلية منبعثة من العقل الكلي، والعقل مبدع بأمر الباري جل ثناؤه، أبدعه الله لا من شيء، وصور فيه جميع الأشياء بالقوة والفعل. وغرضنا من هذه الرسائل كلها أن نبين لأهل كل صناعة وحدانية الباري- جل ثناؤه- من صناعتهم، لتكون أقرب إلى فهمهم، وأبين لحجتهم، وأوضح لبرهانهم، وهكذا فعلنا في سائر الرسائل. ونبين أيضاً كيفية حدوث الموجودات بعضها من بعض، بإذن الله- جل ثناؤه- وحسن عنايته، وإتقان حكمته، ودقة صنعته، فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين وأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. ونرجع الآن إلى ما كنا فيه فنقول: إن كا نقرتين من نقرات الأوتار وإيقاعات القضبان فلا بد من أن يكون بينهما زمان سكون طويلاً كان أوقصيراً؛ وإنه إذا تواترت نقرات تلك الأتار وإيقاعات تلك القضبان، تواترت أيضاً سكونات بينهما، ثم لا تخلوأزمان تلك السكونات من أن تكون مساوية لأزمان تلك الحركات، أوتكون أطول منها؛ وإذا كانت أقصر منها فالمتفق عليه بين أهل هذه الصناعة أن زمان الحركة لا يمكن أن يكون أطول من زمان السكون الذي هومن جنسه، فإن كانت أزمان السكونات مساوية لأزمان الحركات في الطول، ولا يمكن أن يقع في تلك الأزمان حركة أخرى، سميت تلك النغمات عند العمود الأول، وهوالخفيف الذي لا يمكن أن يكون أخف منه، لأنه أن وقعت في تلك الأزمان حركة أخرى صارت نغمتها متصلة بنغمة النقرة التي قبلها والتي بعدها، وصار الجميع صوتاً متصلاً؛ وإن كانت أزمان السكزنات طولها بمقدار ما يمكن أن يقع فيها حركة أخرى سميت تلك النغمات العمود الثاني والخفيف الثاني، وإن كانت أزمان تلك السكونات أطول من هذه بمقدار ما يمكن أن يقع فيها حركتان، سميت تلك النغمات الثقيل الأول، وإن كانت تلك الأزمان أطول من هذه بمقدار ما يمكن أن يقع فيها ثلاث حركات سميت تلك النغمات الثقيل الثاني. وهذا الذي ذكرناه ووصفناه على ما يوجبه القياس والقانون، فأما على ما يعرفه أهل هذا الزمان ووصفناه على ما يوجبه القياس والقانون، فأما على ما يعرفه أهل هذا الزمان من المغنين وأصحاب الملاهي من الخفيف والثقيل فهو غير هذا وسنذكره بعد هذا الفصل.

وأعلم يا أخي بأنه إذا زادت أزمان السكونات التي بين النقرات والإيقاعات على هذا المقدار من الطول، خرج من الأصل والقانون والقياس أعني من أن تدركها وتميزها القوة الذائقة السمعية، والعلة في ذلك أن الأصوات لا تمكث في الهواء زماناً طويلاً إلا ريثما تأخذ المسامع حظها من الطنين، ثم تضمحل تلك الأصوات من الهواء الحامل لها المؤدي إلى المسامع، كما بينا في فصل قبل هذا. وهكذا أيضاً طنين الأصوات لا يمكث في المسامع زماناً إلا ريثما تأخذ القوة المتخيلة رسومها.
ثم تضمحل من المسامع تلك الطنينات. وإذا طالت أزمان السكونات بين النقرات والإيقاعات وزادت على المقدار الذي تقدم ذكره، اضمحلت النغمة الأولى وطنينها من المسامع قبل أن ترد النغمة الأخرى، فلا تقدر القوة المفكرة أن تعرف مقدار الزمان الذي بينهما، فتميزهما وتعرف التناسب الذي بينهما، لأن جودة الذوق في المسامع هي معرفة كمية الأزمان التي بين النغمتين، وما بين أزمان السكونات وبين أزمان الحركات من التناسب والمقدار. وعلى هذا المثال يجري حكم سائر المحسوسات والقوى الحاسة المدركة لها. ولك أن القوة الباصرة أيضاً لا تقدر أن تعرف مقدار أبعاد ما بين المرئيات إلا إذا كانت متقاربة في الأماكن، وأما إذا بعد ما بينها من الأماكن كما بعد ما بين المسموعاعت بالأزمان، فلا تقدر القوة الباصرة أن تدركها وتميز البعد ما بينها إلا بآلات هندسية كالذراع والشل والباب والقبضة والأصابع، كما بينا في رسالة الجومطريا. وهكذا إذا بعد ما بين أزمان الحركات بطول أزمان السكونات، فلا تقدر القوة الذائقة السامعة أن تدركها وتعرف بعد ما بينها إلا بآلات رصدية كالطرجهارات؛ والشياهين؛ والاصطرلاب؛ وما شاكلها من آلات الرصد. فأما إن كانت قريبة أدركها السمع وميزها الذوق، كما هومعروف في العروض. فقد تبين بما ذكرناه من العلة في أزمان السكونات التي بين النقرات، أنه إذا زاد طولها على المقدار المذكور خرج من الأصل والقانون. وعلة أخرى أيضاً وهي أن النغمة الواحدة إذا وردت على القوة السامعة لا يمكث فيها صوتها إلى أن يضمحل إلا بمقدار زمان ثلاث نقرات أخرى من أخواتها، بين كل واحدة زمان سكون أحدهما. فتكون جملتها ثمانية أزمان فحسب، مثل هذا الشكل: اه اه اه اه الألف علامة السكون، والهاء علامة المتحرك. وإذ فرغنا من ذكر مقادير أزمان الحركات والسكونات وما بينهما من البعد والتناسب، فنريد أن نذكر أيضاً طرفاً من أمر الآلات المصونة وكيفية صناعتها وإصلاحها، وما التام الكامل منها.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04961 seconds with 11 queries