عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #59
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في كيفية صنناعة الآلات وإصلاحها

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن الحكماء قد صنعوا آلات وأدوات كثيرة لنغمات الموسيقى وألحان الغناء، مفننة الأشكال، كثيرة الأنواع، مثل الطبول والدفوف والنايات والصنوج والمزامير والسرنايات والصفارات والسلباب والشواشل والعيدان والطنابير والجنك والرباب والمعازف والأراغن والأرمونيقي وما شاكلها من الآلات والدوات المصوتة. ولكن أتم آلة استخرجتها الحكماء، وأحسن ما صنعوها الآلة المسماة بالعود. ونحتاج أن نذكر من كيفية وصنعها وإصلاحها واستعمالها،وكمية نسب ما بين نغمات أوتارها و طولها وغلظها ورقتها نقراتها، طرفاً شبه المدخل والمقدمات ليكون تنبيهاً لنفوس الطالبين للعلوم الفلسفية، والناظرين في الآداب الرياضية؛ ونبين لهم دقائق الحكمة وأسرار الصنائع التي هي كلها دلالة على الصانع الحكيم الذي هوالباري- تبارك وجل ثناؤه-وهوالذي خلق الصناع وألهمهم الصنائع الأول والحكم والعلوم والمعارف، والله أحسن الخالقين وأحكم الحاكمين.

ولكن نبدأ أولاً بذكر ما قال أهل هذه الصناعة، فإنه قد قيل: استعينوا في كل صناعة بأهلها، فنقول: إن أهل هذه الصناعة قالوا: ينبغي أن تتخذ الآلة التي تسمى العود خشباً طوله وعرضه وعمقه يكون على النسبة الشريفة، وهي أن طوله مثل عرضه ومثل نصفه، ويكون عمقه مثل نصف العرض، وعنق العود مثل ربع الطول، وتكون ألواحه رقاقاً متخذة من خشب خفيف، ويكون الوجه رقيقاً من خشب صلب خفيف يطن إذا نقر. ثم يتخذ أربعة أوتار بعضها أغلظ من بعض على النسبة الأفضل، وهوأن يكون غلظ البم مثل غلظ المثلث ومثل ثلثه، وغلظ المثلث مثل غلظ المثنى ومثل ثلثه، وغلظ المثنى مثل غلظ الزير ومثل ثلثه، وهوأن يكون البم أربعاً وستين طاقة إبريسم؛ والمثلث ثمانياً وأربعين طاقة، والمثنى ستاً وثلاثين طاقة، والزير سبعاً وعشرين طاقة إبريسم. ثم تمد هذه الأوتار الأربعة على وجه العود مشدودة أسفالها في المشط، ورؤوسها في الملاوي فوق عنق العود، فعند ذلك تكون أطوالها متساوية، وهي في دقتها وغلظها مختلفة على هذه النسبة:" سد مح لوكز" ثم يقسم طول الوتر الواحد بأربعة أقسام متساوية، ويشد دستان؛ الخنصر عند الثلاثة الأرباع مما يلي عنق العود، ثم يقسم طول الوتر من الرأس بتسعة أقسام متساوية، ويشد دستان السبابة على التسع مما يلي عنق العود؛ ثم يقسم طول الوتر عند دستان السبابة إلى المشط بتسعة أقسام متساوية، ويشد دستان البنصر على التسع منه، فإنه يقع فوق دستان الخنصر مما يلي دستان السبابة.
ثم يقسم طول الوتر عند دستان الخنصر مما يلي المشط بثمانية أقسام، ويزاد عليها هذا الدستان أعني دستان الوسطى يشد بحيال نقطة من الوتر بينها وبين دستان الخنصر ثمن ما بين الخنصر إلى المشط، فيصير نسبة نغممة الوسطى هذه إلى نغمة الخنصر مثلها، فما بقي من الوتر فوق. ويشد عند ذلك دستان الوسطى، فإنه يقع فيما بين دستان السبابة والبنصر. فهذا هوإصلاح العود ونسب الأوتار ومواضع الدساتين.

فأما كيفية إصلاح النغم ومعرفة ما يكون بينها من النسب، فهو أن يمد الزير ويحزق؛ بحسب ما يحتمل أن لا ينقطع؛ ثم يمد المثنى فوق الزير ويحزق ثم يزم بالخنصر وينقر مع مطلق الزير، فإذا سمعت نغمتاهما متساويتين فقد استويا، وإلا يزاد في حزق المثنى وإرخائه حتى يستويا. ثم يمد المثلث ويحزق ويزم بالخنصر، وينقر مع مطلق المثنى حتى تسمع نغمتاهما متساويتين، وإلا يزاد في الحزق والإرخاء حتى يستويا ويسمع نغمتاهما كأنهما نغمة واحدة. ثم يمد المثلث ويحزق ويزم بالخنصر، وينقر مع مطلق المثنى حتى يسمع نغمتاهما متساويتين كانهما نغمة واحدة. ثم يمد البم ويحزق ويزم بالخنصر، وينقر مع مطلق المثلث، فإذا سمعت نغمتاهما متساويتين كأنهما نغمة واحدة، فقد استويا. وإذا استوت هذه الأوتار على هذا الوصف وجدت نغمة مطلق كل وتر بالإضافة إلى نغمة مزمومة بالخنصر مثله ومثل ثلثه في الغلظ والثقل؛ ويوجد أيضاً نغمة كل وتر مزموم بالخنصر مثل نغمة الوتر الذي تحته مطبقاً بالسواء، وأيضاً نغمة مطلق كل وتر مثل نغمة مزمومة بالسبابة ومثل ثلثه سواء؛ ويوجد أيضاً نغمة مطلق كل وتر ضعف نغمة الوتر الذي تحته وهوالثالث منه مزموماً بالسبابة؛ ويوجد أيضاً نغمة سبابة كل وتر منه مثل نغمة بنصره ومثل ثمنه سواء؛ ويوجد أيضاً نغمة وسطى كل وتر مثل نغمة خنصره ومثل ثمنه سواء. وبالجملة ما من وتر ولا دستان من هذه الأوتار والدساتين إلا ولنغماتها نسبة بعضها إلى بعض. ولكن منها ما هي فاضلة شريفة، ومنها ما دون ذلك. فمن النسب الفاضلة الشريفة أن تكون النغمة مثل الأخرى سواء، وتكون النغمة الغليظة مثل الحادة ومثل ثلثها ومثل نصفها، أومثلها ومثل ربعها، اومثلها ومثل ثمنها. فإذا استوت هذه الأوتار على هذه النسب الفاضلة وحركت حركات كتواترة متناسبة حدث عند ذلك منها نغمات متواترة متناسبة، حادات خفيفات، وثقيلات غليظات. فإذا ألفت ضروباً من التأليفات كما تقدم ذكرها في فصل قبل هذا، وصارت النغمات الغليظات الثقال للنغمات الحادات الخفاف كالأجساد وهي لها كالأرواح، واتحد بعضها ببعض، وامتزجت وصارت ألحاناً وغناءً، كانت نقرات تلك الأوتار عند ذلك بمنزلة الأقلام، والنغمات الحادات منها بمنزلة الحروف، والحان بمنزلة الكلمات، والغناء بمنزلة الأقاويل، والهواء الحامل لها بمنزلة القراطيس، والمعاني المتضمنة في تلك النغمات والألحان بمنزلة الأرواح المستودعة في الأجساد. فإذا وصلت المعاني المتضمنة في تلك النغمات والألحان إلى المسامع، استلذت بها الطباع، وفرحت فيها الأرواح، وسرت بها النفوس؛ لأن تلك الحركات والسكونات التي تكون بينها تصير عند ذلك مكيالاً للأزمان وأذرعاً لها، ومحاكية لحركات الأشخاص الفلكية، كما أن حركات الكواكب والأفلاك المتصلات المتناسبات هي أيضاً مكيال للدهور وأذرع لها. فإذا كيل بها الزمان كيلاً متساوياً متناسباً معتدلاً، كانت نغماتها مماثلة لنغمات حركات الأفلاك والكواكب، ومناسبة لها؛ فعند ذلك تذكرت النفوس الجزئية التي في عالم الكون والفساد سرور عالم الفلاك ولذات النفوس التي هناك، وعلمت وتبين لها بأنها في أحسن الأحوال وأطيب اللذات وأدوم السرور، لأن تلك النغمات هي أصفى، وتلك الألحان أطيب، لأن تلك الأجسام أحسن تركيباً، وأجود هنداماً، واصفى جوهراً، وحركاتها أحسن نظاماً، ومناسباتها أجود تأليفاً. فإذا علمت النفس الجزئية التي في عالم الكون والفساد أحوال عالم الأفلاك، وتيقنت حقيقة ما وصفنا، تشوقت عند ذلك إلى الصعود إلى هناك، واللحوق بأبناء جنسها من النفوس الناجية في الأزمان الماضية، من الأمم الخالية. فإن قال قائل إن الفلك طبيعة خامسة لا يجوز أن يكون لأجسامه نغمات وأصوات، فليعلم هذا القائل إن الفلك وإن كانت طبيعته خامسة، فليس بمخالف لهذه الأجسام في كل الصفات، وذلك أن منها ما هومضيء مثل النار، وهي الكواكب، ومنها ما هومشف كالبلور، وهي الأفلاك، ومنها ما هوصقيل كوجه المرآة، وهوجرم القمر؛ ومنها ما هويقبل النور والظلمة مثل الهواء، وهوفلك القمر وفلك عطارد. وبيان ذلك أن ظل الأرض يبلغ مخروطه إلى فلك عطارد؛ وهذه كلها أوصاف للأجسام الطبيعية، والأجسام الفلكية تشاركها فيها. فقد تبين أن الفلك، وإن كانت طبيعته خامسة، فليس بمخالف للأجسام الطبيعية في كل الصفات، بل في بعضها

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04610 seconds with 11 queries