عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #60
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


دون بعض، وذلك أنها ليست بحارة ولا باردة ولا رطبة بل يابسة صلبة أشد صلابة من الياقوت، وأصفى من الهواء، واشف من البلور، وأصقل من وجه المرآة، وأنها يماس بعضها بعضاً، وتصطك وتحتك، وتطن كما يطن الحديد والنحاس، وتكون نغماتها متناسبات مؤتلفات، وألحانها موزونات، كما بينا مثالها في نغمات أوتار العيدان ومناسباتها.
فصل في أن لحركات الأفلاك نغمات كنغمات العيدان

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- أنه لولم يكن لحركات أشخاص الأفلاك أصوات ولا نغمات، لم يكن لأهلها فائدة من القوة السامعة الموجودة فيهم. فإن لم يكن لهم سمع فهم صم بكم عمي، وهذه حال الجمادات الجامدات الناقصات الوجود. وقد قام الدليل وصح البرهان بطريق المنطق الفلسفي أن أهل السموات وسكان الأفلاك هم ملائكة الله وخالص عباده، يسمعون ويبصرون ويعقلون ويقرأون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون. وتسبيحهم ألحان أطيب من قراءة داود للزبور في المحراب، ونغمات ألذ من نغمات أوتار العيدان الفصيحة في الإيوان العالي؛ فإن قال قائل: فإنهم ينبغي أن يكون لهم أيضاً شم وذوق ولمس، فليعلم هذا القائل بأن الشم والذوق واللمس إنما جعل للحيوان الآكل للطعام، والشارب للشراب، ليميز بها النافع من الضار، ويحرز جثته عن الحر والبرد المفرطين المهلكين لجثته، فأما أهل السموات وسكان الأفلاك فقد كفوا هذه الأشياء، وهم غير محتاجين إلى أكل الطعام والشراب بل غذاؤهم التسبيح، وشرابهم التهليل، وفاكهتهم الفكر والروية والعلم والشعور والمعرفة والإحساس واللذة والفرح والسرور والراحة. فقد تبين بما ذكرنا أن لحركات الأفلاك والكواكب نغمات وألحاناً طيبة لذيذة مفرحة لنفوس أهلها، وإن تلك النغمات والألحان تذكر النفوس البسيطة التي هناك سرور عالم الأرواح التي فوق الفلك التي جواهرها أشرف من جواهر عالم الأفلاك، وهوعالم النفوس، ودار الحياة التي نعيمها كلها روح وريحان في درجات الجنان، كما ذكر الله تعالى في القرآن. والدليل على صحة ما قلنا، والبرهان على حقيقة ما وصفنا، أن النغمات حركات الموسيقار تذكر النفوس الجزئية التي في عالم الكون والفساد سرور عالم الأفلاك، كما تذكر نغمات حركات الأفلاك والكواكب النفوس التي هي هناك سرور عالم الأرواح؛ وهي النتيجة التي أنتجت من المقدمات المقرر بها عند الحكماء، وهي قولهم إن الموجودات المعلولات الثواني تحاكي أحوالها أحوال الموجودات الأولى التي هي علل لها، فهذه مقدمة واحدة؛ والأخرى قولهم إن الأشخاص الفلكية علل أوائل لهذه الأشخاص التي في عالم الكون والفساد، وإن حركاتها علة لحركات هذه، وحركات هذه تحاكي حركاتها، فوجب أن تكون نغمات هذه تحاكي نغماتها. والمثال في ذلك حركات الصبيان في لعبهم، فإنهم يحاكون أفعال الآباء والأمهات، وهكذا التلامذة والمتعلمون يحاكون في أفعالهم وصنائعهم أفعال الأستاذين والمعلمين وأحوالهم. وإن أكثر العقلاء يعلمون بأن الأشخاص الفلكية وحركاتها المنتظمة متقدمة الوجود على الحيوانات التي تحت فلك القمر، وحركاتها علة لحركات هذه؛ وعالم النفوس متقدم الوجود على عالم الأجسام، كما بينا في رسالة الهيولى ورسالة المبادئ العقلية.
فلما وجد في عالم الكون حركات منتظمة، لها نغمات متناسبة، دلت على أن في عالم الأفلاك، لتلك الحركات المنتظمة المتصلة، نغمات متناسبة مفرحة لنفوسها، ومشوقة لها إلى ما فوقها، كما يوجد في طباع الصبيان اشتياق إلى أحوال الآباء والأمهات، وفي طباع التلامذة والمتعلمين اشتياق إلى أحوال الأستاذين، وفي طباع العامة اشتياق إلى أحوال الملوك، وفي طباع العقلاء اشتياق إلى أحوال الملائكة والتشبه بهم، كما ذكر في حد الفلسفة إنها التشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسية.

ويقال إن فيثاغورس الحكيم سمع بصفاء جوهر نفسه وذكاء قلبه نغمات حركات الأفلاك والكواكب، فاستخرج بجودة فطرية أصول الموسيقى ونغمات الألحان، وهوأول من تكلم في هذا العلم، وأخبر عن هذا السر من الحكماء؛ ثم بعده نيقوماخس وبطليموس وأقليدس وغيرهم من الحكماء. وهذا كان غرض الحكماء من استعمالهم الألحان الموسيقية ونغم الأوتار في الهياكل وبيوت العبادات، عند القرابين في سنن النواميس الإلهية، وخاصة الألحان المحزنة المرققة للقلوب القاسية، المذكرة للنفوس الساهية والأرواح اللاهية الغافلة عن سرور عالمها الروحاني ومحلها النوراني، ودارها الحيوانية. وكانوا يلحنون مع نقرات تلك الأوتار كلمات وأبياتاً موزونة قد ألفت في هذا المعنى ووصف فيها نعيم عالم الأرواح ولذات أهله وسرورهم، كما يقرأ غزاة المسلمين عند النفير آيات من القرآن أنزلت في هذا المعنى لترقق القلوب، وتشوق النفوس إلى عالم الأرواح ونعيم الجنان، مثل قوله تعالى:" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن اوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به." وأخوات هذه الآيات من القرآن؛ وكما ينشد غزاة المسلمين عند اللقاء أيضاً أوالحملة على الهيجاء ما قيل من أبيات الشعر في وصف الحور العين ونعيم الجنان مما يشوق النفوس إلى هناك، أويشجع على الإقدام، بالعربية والفارسية، نحوقول الشاعر: أبت لي عفتـي وأبـى بـلائيوأخذي الحمد بالثمن الـربـيحوإقدامي على المكروه نفسـي،وضربي هامة البطل المشيح؛وقولي كلما جشأت وجاشـت:مكانك تحمدي أوتستـريحـيلأدفع عن مآثر صـالـحـات،وأحمي بعد عن عرض صحيح وقول الشارعر الفارسي: بيا تادل وجان بخد أوند سبـاريمأندوه درم وغم دينـارنـه داريمجانرازبي دين وديانت بفروشـيموأين عمر فنار ابره غزوكذاريم فأما الأشعار التي كان الحكماء الإلهيون يلحنونها عند استعمالهم الموسيقى في الهياكل وبيوت العبادات، لترقيق القلوب القاسية، وتنبيه النفوس الساهية من نومة الغفلة، والأرواح اللاهية في رقدة الجهالة، ولتشويقها إلى عالمها الروحاني ومحلها النوراني، ودارها الحيوانية؛ ولإخراجها من عالم الكون والفساد،ولتخليصها من غرق بحر الهيولى، ونجاتها من أسر الطبيعة، فهي ما هذه معانيها: " يا أيتها النفوس الغائصة في بحر الأجسام المدلهمة، ويا أيتها الأرواح الغريقة في ظلمات الأجرام ذوات الثلاثة الأبعاد، الساهية عن ذكر المعاد، المنحرفة عن سبيل الرشاد، اذكروا عهد الميثاقإذ قال لكم الحق:" ألست بربكم، قلتم بلى شهدنا" أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين." أوتقولوا:" إنمارأشرك آباؤنا الجسمانيون من قبل، وكنا ذرية من بعدهم جرمانيين في دار الغرور.
وضنك القبور. اذكروا عالمكم الروحاني وداركم الحيوانية ومحلكم النوراني، وتشوقوا إلى آبائكم وأمهاتكم وإخوانكم الروحانيين، الذين هم في أعلى عليين، الذين هم من أوساخ الأجرام مبرؤون، وعن ملابسة الأجسام الطبيعية منزهون. بادروا وارحلوا من دار الفناء إلى دار البقاء قبل أن يبادر بكم إلى هناك مكرهين مجبورين، غير مستعدين، نادمين خاسرين".
ففي مثل هذه الأوصاف وما شاكل هذه المعاني، كانت الحكماء تلحن مع نغمات الموسيقى في الهياكل وبيوت العبادات. فقد تبين إذاً بما ذكرنا طرف من غرض الحكماء في استعمالهم الموسيقى واستخراجاتهم أصول ألحانهوتركيب نغماته. وأما علة تحريم الموسيقى في بعض شرائع الأنبياء- عليهم السلام- فهو من أجل استعمال الناس لها على غير السبيل التي استعملها الحكماء، بل على سبيل اللهوواللعب، والترغيب في شهوات لذات الدنيا، والغرور بأمانيها. والأبيات التي تنشد مشاكلة لها مثل قول قائل: خذوا بنصيب من نعيم ولـذة،فكل، وإن طال المدى يتصرم وقول القائل: ما جاءنا أحد يخـبـر إنـهفي جنة مذ مات، أوفي نار

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04452 seconds with 11 queries