عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #61
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وأعلم بأن مثل هذه الأبيات إذا سمعها أكثر الناس ظنوا وتوهموا أنه ليست لذة ولا نعيم ولا فرح ولا سرور غير هذه المحسوسات التي يشاهدونها، وإن الذي أخبرت به الأنبياء- عليهم السلام- من نعيم الجنات ولذات أهلها باطل؛ والذي أخبرت به الحكماء من سرور عالم الأرواح وفضله وشرفه كذب وزور ليست له حقيقة، فيقعون في شكوك وحيرة. وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- إنك إنلم تؤمن للأنبياء- عليهم السلام- بما أخبروك عنه من نعيم الجنان ولذات أهلها، ولم تصدق الحكماء بما عرفوك من سرور عالم الأرواح، ورضيت بما تخيل لمك الأوهام الكاذبة والظنون الفاسدة، بقيت متحيراً شاكاً ضالاً مضلاً.
وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن غرض الأنبياء- عليهم السلام- في وضعهم النواميس والشرائع، وغرض الحكماء في وضع السياسات ليس هوإصلاح أمور الدنيا فحسب، بل غرضهم جميعاً في ذلك إصلاح الدين والدنيا جميعاً. فأما غرضهم الأقصى فهو نجاة النفوس من محن الدنيا وشقاوة أهلها، وإيصالها إلى ميعاد الآخرة ونعيم أهلها.
ونرجع الآن إلى ما كنا فيه فنقول: إنه إذا وصلت معاني النغمات والألحان إلى أفكار النفوس، بطريق السمع، وتصورت فيها رسوم تلك المعاني التي كانت مستودعة في تلك الألحان والنغمات، استغني عن وجودها في الهواء كما يستغني عن المكتوب في الألواح إذا فهم وحفظ ما كان فيها مكتوباً من المعاني، وهكذا يكون حكم النفوس الجزئية إذا ما هي تمت وكملت، وبلغت إلى أقصى مدى غاياتها مع هذه الأجسام، فعند ذلك هدمت أجسامها إما بموت طبيعي أوعرضي، أوبقربان في سبيل الله تعالى، واستخرجت تلك النفوس من الأجسام كما يستخرج الدر من الصدف، والجنين من الرحم، والحب من الأكمام، والثمرة من القشرة، واستؤنف بها أمر آخر، كما يستأنف بالدر أمر آخر إذا رمي بالصدف وحصل الدر، وهكذا حكم الثمار والحب إذا أدركت ونضجت، فليس إلا الصرام؛ والحصاد والرمي بقشورها، وتحصيل لبها، ويستأنف بها حكم آخر. وهذا حكم النفوس بعد مفارقة الأجسام يراد بها أمر آخر، كما ذكر الله تعالى:" أفرأيتم ما تمنون، أأنتم تخلقونه، أم نحن الخالقون، نحن قدرنا بينكم الموت، وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون". هكذا أيضاً حكم نفوس الحيوانات بعد الذبح يستأنف بها أمر آخر، فلا تقدر يا أخي بأن غرض واضعي النواميس في تحليل ذبح البهائم في الهياكل عند القرابين إنما هولأكل لحومها حسب، بل غرضهم تخليص نفوسها من دركات جهنم عالم الكون والفساد، ونقلها من حال النقص إلى حال التمام والكمال في الصورة الإنسانية التي هي أتم وأكمل صورة تحت فلك القمر؛ وهذه الصورة هي آخر باب في جهنم عالم الكون والفساد، كما بينا في رسالة حكمة الموت. فانظر الآن يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- وتفكر وأعلم بأن جسمك صدف ونفسك درة ثمينة، لا تغفل عنها فإن لها قيمة عظيمة عند بارئها وخالقها، وقد بلغت آخر باب في جهنم، فإن بادرت وتزودت وسعيت وخرجت من هذا الباب الذي ظاهره من قلبه العذاب، ودخلت من الباب الذي باطنه فيه الرحمة، ساجداً في صورة الملائكة، فقد أفلحت وفزت ونجوت.
وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه-أن صورة الملائكة هي التي توفي نفسك عند مفارقة الجسد، كما ذكر الله تعالى بقوله:" قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم، ثم إلى ربكم ترجعون." وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن ملك الموت هوقابلة الأرواح وداية النفوس، كما أن الداية للأجسام هي قابلة الأطفال.
وأعلم يا أخي بأن لكل نفس من المؤمنين أبوين في عالم الأرواح، كما أن لأجسادهم أبوين في عالم الأجساد، كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لعي، رضي الله عنه: أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة. قال الله تعالى:" ملة أبيكم إبراهيم، هوسماكم المسلمين." وهذه الأبوة روحانية لا جسمانية. فنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: إن الحكماء الموسيقاريين إنما اقتصروا من أوتار العود على أربعة لا أقل ولا أكثر، لتكون مصنوعاتهم مماثلة للأمور الطبيعية التي دون فلك القمر، اقتداء بحكمة الباري- جل ثناؤه- كما بينا في رسالة الأرثماطيقي، فوتر الزير مماثل لركن النار،
ونغمته مناسبة لحرارتها وحدتها؛ والمثنى مماثل لركن الهواء، ونغمته مناسبة لرطوبة الهواء ولينه؛ والمثلث مماثل لركن الماء، ونغمته مناسبة لرطوبة الماء وبرودته؛ والبم مماثل لركن الأرض، ونغمته مماثلة لثقل الأرض وغلظها. وهذه الأوصاف لها بحسب مناسبة بعضها إلى بعض، وبحسب تأثيرات نغماتها في أمزجة طباع المستمعين لها، وذلك أن نغمة الزير تقوي خلط الصفراء، وتزيد في قوتها وتأثيرها، وتضاد خلط البلغموتلطفه؛ ونغمة المثنى تقوي خلط الدم، وتزيد في قوته وتأثيره، وتضاد خلط السوداء وترققه وتلسنه؛ ونغمة المثلث تقوي خلط البلغم، وتزيد في قوته وتأثيره، وتضاد خلط الصفراء، وتكسر حدتها؛ ونغمة البم تقوي خلط السوداء، و تزيد في قوتها وتأثيرها، وتضاد خلط الدم، وتسكن فورانه. فإذا ألفت هذه النغمات في الألحان المشاكلة لها، و استعملت تلك الألحان في أوقات الليل والنهار المضادة طبيعتها طبيعة الأمراض الغالبة والعلل العارضة، سكنتها وكسرتسورتها، وخففت على المرضى آلامها، لأن الأشياء المتشاكلة في الطباع إذا كثرت واجتمعت، قويت أفعالها وظهرت تأثيراتها، وغلبت أضدادها، كما يعرف الناس مثل ذلك في الحروب والخصومات.
فقد تبين بما ذكرنا طرف من حمة الحكماء الموسيقيين المستعملين لها في المارستانات في الأوقات المضادة لطبيعة الأمراض والأغراض والأعلال. وهم اقتصروا على أربعة أوتار لا أكثر ولا أقل. فأما العلة التي من أجلها جعلوا غلظ كل وتر مثل غلظ الذي تحته ومثل ثلثه، فذلك منهم أيضاً اقتداء بحكمة الباري- جل ثناؤه- وأتباع لآثار صنعه في المصنوعات الطبيعية، وذلك أن الحكماء الطبيعيين ذكروا أن أقطار أكر الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض، كل واحد منها مثل الذي تحته ومثل ثلثه في الكيفية، أعني في اللطافة والغلظ، فقالوا أن قطر كرة الأثير، أعني كرة النار التي دون فلك القمر، مثل قطر كرة الزمهرير ومثل ثلثها؛ وقطر كرة الزمهرير مثل قطر كرة النسيم ومثل ثلثها؛ وقطر كرة النسيم مثل قطر كرة الماء ومثل ثلثها؛ وقطر كرة الماء مثل قطر كرة الأرض ومثل ثلثها. ومعنى هذه النسبة أن جوهر النار في اللطافة مثل جوهر الهواء ومثل ثلثه؛ وجوهر الماء في اللطافة مثل جوهر الماء ومثل ثلثه؛ وجوهر الماء في اللطافة مثل جوهر الأرض ومثل ثلثها. وأما علة شدهم الزير الذي هومماثل لركن النار ونغمته مماثلة لحرارة النار وحدتها، تحت الأوتار كلها؛ وشدهم البم المماثل لركن الأرض فوقها كلها، والمثنى مما يلي الزير، والمثلث مما يلي البم، فهي أيضاً لعلتين اثنتين، إحداهما أن نغمة الزير حادة خفيفة تتحرك علواً، ونغمة البم غليظة ثقيلة تتحرك إلى أسفل، فيكون ذلك أمكن لمزاجهما واتحادهما. وكذلك حال المثنى والمثلث.
والعلة الأخرى أن نسبة غلظ الزير إلى غلظ المثنى، والمثنى إلى المثلث، والمثلث إلى البم كنسبة قطر الأرض إلى قطر كرة النسيم، وكرة النسيم إلى كرة الزمهرير، والزمهرير إلى الأثير؛ فهذا كان سبب شدهم لها على هذا الترتيب. وأما استعمالهم نسبة الثمن في نغمة الأوتار دون الخمس والسدس والسبع، وتفضيلهم إياها، فمن أجل إنها مشتقة من الثمانية. والثمانية هي أول عدد مكعب؛ وأيضاً فإن الستة لما كانت أول عدد تام، وكانت الأشكال ذوات السطوح الستة أفضلها، والمقدم عليها هوالمكعب، لما فيه من التساوي، كما بينا في رسالة الجومطريا، وذلك أن طول هذا الشكل وعرضه وعمقه كلها متساوية، وله ستة سطوح مربعات كلها متساويات؛ وله ثماني زوايا مجسمة كلها متساوية؛ وله اثنا عشر ضلعاً متوازية متساوية؛ وله أربع وعشرون زاوية قائمة متساوية، وهي من ضرب ثلاثة في ثمانية. وقد قلنا إن كل مصنوع كان التساوي فيه أكثر فهو أفضل، وليس بعد الشكل الكري شكل أكثر تساوياً من الشكل المكعب، فمن أجل هذا قيل في كتاب أقليدس في المقالة الأخيرة إن شكل الأرض بالمكعب أشبه؛ وشكل الفلك بذي اثنتي عشرة قاعدة مخمسات أشبه.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04741 seconds with 11 queries