عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #63
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في أن إحكام الكلام صنعة من الصنائع

ومن المصنوعات المحكمة المتقنة أيضاً صنعة الكلام والأقاويل، وذلك أم أحكم الكلام ما كان أبين و أبلغ؛ وأتقن البلاغات ما كان أفصح؛ وأحسن الفصاحة ما كان موزوناً مقفى؛ وألذ الموزونات من الشعار ما كان غير منزحف، والذي غير منزحف من الأشعار هوالذي حروفه الساكنة وأزمانها مناسبة لحروف متحركاتها وأزمانها، والمثال في ذلك الطويل والمديد والبسيط؛ فإن كل واحد منها مركب من ثمانية مقاطع، وهي هذه: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن. وهذه الثمانية مركبة من اثني عشر سبباً وثمانية أوتاد، جملتها ثمانية وأربعون حرفاً، عشرون منها سواكن، وثمانية وعشرون حرفاً متحركات. والمصراع منه أربعة وعشرون حرفاً، عشرة سواكن وأربعة عشر متحركات. ونصف المصراع الذي هوربع البيت اثنا عشر حرفاً، خمسومنها سواكن، وسبعة متحركات. ونسبة سواكن حروف ربعه إلى متحركاته كنسبة سواكن حروف نصفه إلى متحركاته وكنسبة سواكن حروفه كلها إلى متحركاته كلها.

وهكذا تجد حكم الوافر والكامل، فإن كل واحد منهما مركب من ستة مقاطع، وهي هذه: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ست مرات. ونسبة سواكن حروف ثلث البيت إلى حروف متحركاته كنسبة حروف سواكن نصفه إلى متحركاته، وكنسبة سواكن كله إلى متحركات كله، وعلى هذا المثال والحكم يوجد كل بيت من الأشعار إذا سلم من الزحاف منصفاً كان أومربعاً أومسدساً، وكذلك حكم الأزمان التي بينها، وهذه صورتها: فعولن مفاعيلن " ه ه ا ه ا ه ه ا ه اه ا" الهاءات علامة المتحركات والألفات علامة السواكن.
فقد تبين بهذا المثال أيضاً أن أحكم المصنوعات وأتقن المركبات ما كان تأليف أجزائه وأساس بنيته على النسبة الأفضل. ومن أمثال ذلك أيضاً صناعة الكتابة التي هي أشرف الصنائع، وبها يفتخر الوزراء والكتاب وأهل الأدب في مجالس الملوك، مع كثرة أنواعها وفنون فروعها، وذلك أن لكل أمة من الأمم كتابة غير ما للأخرى، كالعربية والفارسية والسريانية والقبطية والعبرانية واليونانية والهندية وما شاكلها، لا يحصي عددها إلا الله- عز وجل- الذي خلقهم مع اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأخلاقهم وطبائعهم وصناعاتهم وعلومهم ومعارفهم؛ كل ذلك لسعة علمه، ونفاذ مشيئته، وإتقان حكمته، سبحانه وتعالى.
ونريد أن نذكر في هذا الفصل أصل الحروف، وكيفية ترتيبها، وكمية مقاديرها، ونسب تأليفها الفاضلة بينها فنقول: إن أصل حروف الكتابات كلها في أي لغة وضعت، ولأي أمة كانت، وبأي أقلام كتبت وخطت، أوبأي نقش صورت، وإن كثرت، فإن أصلها كلها هوالخط المستقيم الذي هوقطر الدائرة، والخط المقوس الذي هومحيط الدائرة، فأما سائر الحروف فمركبة منهما، ومؤلفة كما بينا في رسالة الجومطريا شبه المدخل إلى صناعة الهندسة. ونبين مثالاً لما ذكرنا من الحروف التي في الكتابة العربية ليكون دليلاً على صحة ما قلنا وحقيقة ما وصفنا، من أن أصل الحروف كلها هوالخط المستقيم والخط المقوس اللذان أحدهما قطر الدائرة والآخر محيطها، وهي هذه: أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه ولا ي.

فانظر الآن واعتبر وتأمل يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- فإنك تجد هذه الحروف بعضها خطاً مستقيماً مثل هذا: أ ب ت ث، وبعضها مقوساً مثل هذا: د ذ ر ز، وبعضها مركباً منهما مثل سائر الحروف. وعلى هذا المثال والقياس توجد حروف كتابات سائر الأمم مثل الهندية، فإنها هكذا: 1 2 3 4 5 6 7 8 9، وكذلك السريانية والعبرانية واليونانية والرومية، فإن لكل منها اصطلاحاً في أشكال الحروف وصورها لا يخرج عما قلنا. وإذ قد تبين بما ذكرنا أن أصل الحروف والكتابات كلها هوالخط المستقيم الذي هوقطر الدائرة، والخط المقوس الذي هومحيطها. فنريد أن نبين أيضاً أن أجود الخطوط وأصح الكتابات وأحسن المؤلفات ما كان مقادير حروفها بعضها من بعض على النسبة الأفضل، فلنذكر أولاً ما قاله أهل هذه الصناعة اعني صناعة الكتابة، ليكون أقوى و أصح للحجة، وأوضح للبيان، وأرشد إلى القياس والقانون، قال المحرر الحاذق المهندس: ينبغي لمن يريد أن يكون خطه جيداً وكتابته صحيحة أن يجعل لها أصلاً يبني عليه حروفه، وقانوناً يقيس عليه خطوطه، والمثال في ذلك في كتابة العربية هوأن يخط الألف أولاً بأي قدر شاء ويجعل غلظه مناسباً لطوله، وهوالثمن، وأسفله أدق من أعلاه؛ ثم يجعل الألف قطر الدائرة، ثم يبني سائر الحروف مناسباً لطول الألف ولمحيط الدائرة التي الألف مساولقطرها، وهوأن يجعل الباء والتاء والثاء كل واحد منها طوله مساولطول الألف، وتكون رؤوسها إلى فوق الثمن مثل هذا: أ ب ت ث؛ ثم يجعل الجيم والحاء والخاء كل واحد منها مدته من فوق نصف الألف، وتقويسه إلى الأسفل نصف محيط الدائرة التي الألف مساولقطرها مثل هذا: ج ح خ؛ ثم يجعل الدال والذال كل واحد منهما مثل طول الألف إذا قوس مثل هذا: د ذ؛ ثم يجعل الراء والزاي كل واحد منهما كمثل ربع محيط الدائرة التي الألف قطرها؛ ثم يجعل السين والشين كل واحد منهما رؤوسها إلى فوق ثمن الألف، ومدتها إلى أسفل نصف محيط الدائرة مثل هذا: س ش؛ ثم يجعل الصاد والضاد مدة طول كل واحد منهما إلى قدام مثل طول الألف، وفتحتها مثل ثمن الألف، ومدتها إلى أسفل مثل نصف الدائرة المقدم ذكرها مثل هذا: ص ض؛ ويجعل الطاء والظاء كل واحد منهما طوله مثل طول الألفوفتحتها مثل ثمن الألف، ورؤوسها إلى فوق بطول الألف مثل هذا: ط ظ؛ ثم يجعل العين والغين كل واحد منهما تقويسه من فوق ربع محيط تلك الدائرة، وتقويسه من أسفل نصف محيطها، مثل هذا: ع غ؛ ثم يجعل مدة الفاء إلى قدام كمثل طول الألف، وفتحته ثمن الألف، وحلقته وحلقة القاف والواووالميم والهاء كلها متساوية مثل ثلث الألف إذا دور مثل هذا: ف ق وم ه؛ ويجعل مدة القاف إلى أسفل مثل نصف محيط تلك الدائرة مثل هذا: ق؛ ثم يجعل مدة الكاف إلى قدام مثل طول الألف، وفتحته مثل ثمن الألف، وكسرته إلى فوق ربع الألف مثل هذا: ك؛ ثم يجعل طول اللام مثل الألف، ومدته إلى قدام نصف الألف، مثل هذا: ل؛ ثم يجعل مدة الميم والواوكل واحد منهما إلى أسفل مثل تقويس الراء والزاي مثل هذا: م و؛ ثم يجعل تقويس النون مثل نصف محيط تلك الدائرة التي الألف مساولقطرها مثل هذا: ن؛ ثم يجعل الياء مثل الدال ومدته إلى خلف مثل طول الألف، أوتقويسه إلى أسفل مثل نصف محيط الدائرة مثل هذا: ي. وهذا الذي ذكرناه من نسب هذه الحروف وكمية مقاديرها طولاً وعرضاً بعضها عند بعض، فهو شيء توجبه قوانين الهندسة والنسب الفاضلة. وأما ما يتعارفه الناس ويستحسنه الكتاب فعلى غير ما ذكرنا من المقادير والنسب، وذلك بحسب موضوعاتهم ومرضياتهم واختياراتهم دون غيرها؛ وبحسب طول الدربة وجريان العادة فيها. وإذ قد تبين بما ذكرنا ماهية النسب الفاضلة ومقادير الحروف وكمية أطوالها، فنريد أن نذكر ها هنا أيضاً طرفاً من كيفية صورها وتخطيط أشكالها، وكيفية تركيبها بعضها مع بعض على ما يوجبه القياس والقانون بطريق الهندسة.
أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن صور حروف الكتابات كثيرة الفنون مختلفة الأنواع، كما تقدم ذكرها، وهي بحسب موضوعات الحكماء من الكتاب، واختياراتهم لها، وتواطئهم عليها، يطول ذكر علة ذلك وشرحه. ولكن نذكر قولاً مجملاً مختصراً في ثلاث كلمان بحسب ما توجبه قوانين الهندسة والقياسات الفلسفية، كما أوصى المحرر الحاذق المهندس فقال: ينبغي أن تكون صور الحروف كلها لأي أمة كانت، في أي لغة كانت، وبأي أقلام خطت، إلى التقويس والانحناء ما هوالألف التي في كتابة العربية، وإن يكون غلظ الحروف إلى الانخراط ما هو؛ وأن يكون عند التركيب الزوايا كلها حادة وإلى التدوير ما هو. فهذا ما قاله أهل الصناعة في تقدير هذه الحروف ومناسباتها مفردة مفردة. فأما عند التركيب والتأليف فربما تختلف وتتغير لعلل يطول شرحها، ولكن يجب على المحرر عند تعليمه للخط التوقيف؛ عليها.
فقد تبين إذاً بما ذكرنا أن أحكم المصنوعات، وأتقن المركبات، وأحسن المؤلفات ما كان تركيب بنيته وتأليف أجزائه على النسبة الأفضل. والنسب الفاضلة هي المثل، والمثل والنصف، والمثل والثلث، والمثل والربع، والمثل والثمن، كما قد بينا قبل. ومن أمثال ذلك أيضاً صورة الإنسان وبنية هيكله، وذلك أن الباري- جل جلاله- جعل طول قامته مناسباً لعرض جثته، وعرض جثته مناسباً لعنق تجويفه، وطول ذراعيه مناسباً لطول ساقيه، وطول عضديه مناسباً لطول فخذيه، وطول رقبته مناسباً لطول عمود ظهره، وكبر رأسه مناسباً لكبر جثته، واستدارة وجهه مناسبة لسعة صدره، وشكل عينيه مناسباً لشكل فمه، وطول أنفه مناسباً لعرض جبينه، وقدر أذنيه مناسباً لمقدار خديه، وطول أصابع يديه مناسباً لأصابع رجليه، وطول أمعائه مناسباً لطول أوردته؛ وتجويف معدته مناسباً لكبر كبده، ومقدار قلبه مناسباً لكبر رئته، وشكل طحاله مناسباً لشكل كبده، وسعة حلقومه مناسبة لكبر رئته، وطول أعضائه وغلظها مناسباً لكبر عظامه، وطول أضلاعه وتقويسها مناسباً لصندوق صدره، و طول عروقه وسعتها مناسباً لبعد مسافة أقطار جسده. وعلى هذا المثال إذا تأملت واعتبرت كل عضومن أعضاء بدن الإنسان وجدته مناسباً لجملة جثته نسبة ما ومناسباً لعضوعضومن أعضاء الجسد نسبة أخرى، لا يعلم كنه معرفتها إلا الله- جل ثناؤه- الذي خلقها وصورها كما شاء، كما ذكر بقوله- جل ثناؤه:" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم." وقال:" خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك".

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04461 seconds with 11 queries