عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #65
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في حقيقة نغمات الأفلاك

أعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- أن في اعتبار هذه المقالات التي تقدم ذكرها في هذه الفصول الدالة على أن أحكم المصنوعات، وأتقن المركبات، وأحسن التأليفات هوما كان تركيب بنيته على النسبة الأفضل، وتأليف أجزائه على مثل ذلك وقياس لكل عاقل متفكر معتبر، على أن تركيب الأفلاك، وكواكبها ومقادير أجرامها ومقادير الأركان ومولداتها موضوعة بعضها على بعض على النسبة الأفضل. وهكذا أبعاد هذه الأفلاك وكواكبها وحركاتها متناسبات على النسبة الأفضل. وإن لتلك الحركات المتناسبة نغمات متناسبات مطربات متوازنات لذيذات، كما بينا في حركات أوتار العيدان ونغماتها. فإذا تفكر ذواللب واعتبر تبين له عند ذلك وعلم بأن لها صانعاً حكيماً صنعها، ومركباً حاذقاً ركبها، ومؤلفاً لطيفاً ألفها؛ وتيقن بذلك، فتزول الشبهة المموهة التي دخلت على قلوب كثير من المرتابين، وترتفع الشكوك، ويتضح الحق؛ ويعلم أيضاً ويتبين له أن في حركات تلك الأشخاص ونغمات تلك الحركات لذة وسروراً لأهلها، مثل ما في نغمات أوتار العيدان لذة وسرور لأهلها في هذا العالم. فعند ذلك تشوقت نفسه إلى الصعود إلى هناك والاستماع لها والنظر إليها، كما صعدت نفس هرمس؛ الثالث بالحكمة، لما صفت ورأت ذلك، وهوإدريس النبي- عليه السلام- وإليه أشار بقوله تعالى:" ورفعناه مكاناً علياً"؛ وكما سمعته نفس فيثاغورس الحكيم لما صفت من درن الشهوات الجسمانية، ولطفت بالأفكار الدائمة، وبالرياضات العددية والهندسية والموسيقية. فاجتهد يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- في تصفية نفسك وتخليصها من بحر الهيولى، وأسر الطبيعة، وعبودية الشهوات الجسمانية، و أفعل كما فعلت الحكماء ووضعت في كتبها، فإن جوهر نفسك من جوهر نفوسهم. وأعمل كما وصفنا في كتاب الأنبياء- عليهم السلام- وصف نفسك من الأخلاق الرديئة والآراء الفاسدة والجهالات المتراكمة و الأفعال السيئة، فإن هذه الخصال هي المانعة لها عن الصعود إلى هناك بعد الموت، كما ذكر الله تعالى بقوله:" لا تفتح لهم أبواب السماء، ولا يدخلون الجنة، حتى يلج الجمل في سم الخياط؛" وأعلم يا أخي- ايدك الله وإيانا بروح منه- أن جوهر نفسك من الأفلاك نزل يوم مسقط النطفة كما بينا في رسالة لنا، وإلى السماء يكون مصيرها بعد الموت الذي هومفارقة الجسد، كما أن من التراب يكون جسدك، وإلى التراب يكون جسدك بعد الموت.
وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن هذه الحياة الدنيا للنفوس المتجسدة إلى وقت المفارقة التي هي الموت مماثلة لمدة كون الجنين في الرحم من يوم مسقط النطفة إلى يوم الولادة.
وأعلم يا أخي، إن الموت ليس شيئاً سوى مفارقة النفس الجسد، كما أن الولادة ليست شيئاً سوى مفارقة الجنين الرحم. وقال المسيح- عليه السلام-:" من لم يولد ولادتين لم يصعد إلى ملكوت السماء". وقال- جل ثناؤه- في صفة أهل الجنة:" لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى" وهومفارقة النفس الجسد مرة واحدة على الشريطة التي تقدم ذكرها، وهم السعداء الذين أشار إليهم بقوله:" وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي، لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق."فأما الأشقياء فهم الذين يتمنون العود إلى الدنيا والتعلق بالأجساد مرة أخرى، ويذوقون الموت مرة أخرى، كما ذكر الله تعالى حكاية عنهم:" قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين، فاعترفنا بذنوبنا، فهل إلى خروج من سبيل." أعاذك الله أيها الأخ من حال هذه الطائفة، وإيانا وجميع إخواننا حيث كانوا في البلاد، إنه لطيف بالعباد.
فلنرجع إلى ما كنا فيه وقد وعدنا به من ذكر قوانين اللحان العربية فنقول: إن اللغة العربية وألحانها ثمانية قوانين، هي كالأجناس لها، ومنها يتفرع سائرها، وإليها ينسب باقيها، كما أن لأشعارها ثمانية مقاطع منها يتركب سائر دوائر العروض وأنواعها، وإليها ينسب، وعليها يقاس باقيها، كما هومذكور في كتب العروض برحها.

وأما الثمانية التي هي قوانين غناء العربية، فأولها الثقيل الأول، ثم خفيف الثقيل، ثم الثقيل الثاني، ثم خفيفه، ثم الرمل، ثم خفيف الرمل، ثم خفيف الخفيف، ثم الهزج، فهذه الثمانية هي كالأجناس، وسائرها كالأنواع المتفرعة منها، المنسوبة إليها. فأما الثقيل الأول فهو تسع نقرات، ثلاث منها متواليات، وواحدة مفردة ثقيلة ساكنة، ثم خمس نقرات، واحدة مطوية في أولها، مثل قولك: مفعولن مف مفاعيلن، مف تن تن تن تن تن تن تن تن؛ ثم يعود الإيقاع ويكرر دائماً إلى أن يسكت الموسيقار. وأما الثقيل الثاني فهو إحدى عشرة نقرة، ثلاث نقرات متواليات، ثم واحدة ساكنة، ثم واحدة ثقيلة، ثم ست نقرات في أولها واحدة مطوية، مثل قولك: مفعولن مفعومفاعيلن مفعوتن تن تن تن تن تن تن تن تن تن؛ ثم يعود الإيقاع ثانياً دائماً. وأما خفيف الثقيل الأول فهو سبع نقرات، نقرتان منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان نقرة، ثم نقرة مفردة ثقيلة، ثم أربع نقرات، واحدة مطوية في أولها، مثل قولك: مفاعل مفاعيلن تنن تن تنن تن؛ ثم يعود الإيقاع ويكرر إلى أن يسكت المغني، وأهل زماننا يسمون هذا الحن الماخوري، وهومثال صياح الفاختات؛ ككوكوكككوكو. وأما خفيف الثقيل الثاني فهو ثلاث نقرات متواليات لا يكون بينها زمان نقرة، ولكن بين كل ثلاث نقرات وثلاث نقرات زمان نقرة، مثل قولك: فعلن فعلن تكرر دائماً تننن تننن إلى أن يسكت المغني. وأما الرمل فهو عكس الماخوري، وذلك أنه سبع نقرات مثله، ولكن أوله نقرة مفردة ثقيلة، ثم نقرتان متواليتان لا يكون بينهما زمان نقرة، ثم أربع نقرات، كل اثنتين منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان نقرة مثل قولك: فاعلن مفاعلن مثل صياح القباج؛ تن تنن تنن كي ككي ككي ككي. وأما خفيف الرمل فهو ثلاث نقرات متواليات متحركات مثل قولك: متفاعلتن تننن تننن. وأما خفيف الخفيف فهو نقرتان متواليتان لا يكون بينهما زمان نقرة، ولكن بين كل نقرتين ونقرتين زمان نقرة مثل قولك: مفاعلن مفاعلن تنن تنن تنن تنن. وأما الهزج فهو نقرة مسكنة ونقرة أخرى أخف منها، بينهما زمان نقرة، وبين كل اثنتين زمان نقرتين مثل قولك: فاعل فاعل.
فهذه الثمانية الأجناس التي قلنا أنها أصل وقوانين لغناء العرب وألحانها. وأما غير العربية كالفارسية والرومية واليونانية فلألحانها وغنائها قوانين أخر غير هذه، ولكنها كلها مع كثرة أجناسها وفنون أنواعها ليست تخرج من الأصل والقانون الذي ذكرناه قبل هذا الفصل. وإذا تأملت يا أخي- أيدك الله وإيانا- وجدت صحة ما قلنا، وعرفت حقيقة ما وصفنا.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04056 seconds with 11 queries