عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #68
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في نوادر الفلاسفة في الموسيقى

يقال أنه اجتمعت جماعة من الحكماء والفلاسفة في دعوة ملك من الملوك، فأمر أن يكتب كل ما يتكلمون به من الحكمة، فلما غنى الموسيقار لحناً مطرباً، قال أحد الحكماء: إن للغناء فضيلة يتعذر على المنطق إظهارها، ولم يقدر على إخراجها بالعبارة، فأخرجها النفس لحناً موزوناً، فلما سمعتها الطبيعة استلذتها وفرحت وسرت بها، فاسمعوا من النفس حديثها ومناجاتها، ودعوا الطبيعة والتأمل لزينتها لا تغرنكم. وقال آخر: احذروا عند استماع الموسيقى أن تثور بكم شهوات النفس البهيمية نحوزينة الطبيعة، فتميل بكم عن سنن؛ الهدى، وتصدكم عن مناجاة النفس العليا. وقال آخر للموسيقار: حرك النفس نحوقواها الشريفة من الحلم والجود والشجاعة والعدل والكرم والرأفة، ودع الطبيعة لا تحرك شهواتها البهيمية. وقال آخر: الموسيقار إذا كان حاذقاً بصنعته حرك النفوس نحوالفضائل ونفى عنها الرذائل. وقال آخر: إنه سمع فيلسوف نغمة القينات، فقال لتلميذه: امض بنا نحوهذا الموسيقار لعله يفيدنا صورة شريفة، فلما قرب منه سمع لحناً غير موزون ونغمة غير طيبة، فقال لتلميذه: زعم أهل الكهانة أن صوت البوم يدل على موت إنسان، فإن كان ماقالوا صدقاً، فصوت هذا الموسيقار يدل على موت البوم. وقال آخر: الموسيقار وإن كان ليس بحيوان فهو ناطق فصيح يخبر عن أسرار النفوس وضمائرالقلوب، ولكن كل كلامه اعجمي يحتاج إلى الترجمان، لأن ألفاظه بسيطة ليس لها حروف معجمة.وقد أنشدت أبيات بالفارسية تدل على تصديق قول هذا الفيلسوف، وهي هذه: وقت شب كيرنانك ناله زيرخوشتر أيد بكوشم ازتكـيرزاري زير واين مدار شكفتكرزوشت اندراورد نخجيرتن اوتيرنه زمان بـزمـانبدل اندرهمي كذازد شـيركان كريان وكه تبـالـدزاربامداد أن وروزتا شبـكـيران زبان أوري زباتـش نـهخبر عاشقان كند تفـسـيركان ديوانه راكند هـشـياركه بهشيار برنهد زنـجـيروقال آخر: أصوات الموسيقار ونغماته، وأن كانت بسيطة ليس لها حروف معجم، فإن النفوس إليها أشد ميلاً، ولها أسرع قبولاً لمشاكلة ما بينهما، وذلك أن النفوس أيضاً جواهر بسيطة روحانية غير مركبة، ونغمات الموسيقار كذلك، والأشياء إلى أشكالها اميل. وقال آخر: إن الموسيقار هوالترجمان عن الموسيقى، والمعبر عنه، فإن كان جيد العبارة عن المعاني، أفهم أسرار النفوس، وأخبر عن ضمائر القلوب، وإلا فالتقصير منه يكون.
وقال آخر: لا يفهم معاني الموسيقار، ولطيف عبارته عن أسرار الغيوب إلا النفوس الشريفة الصافية من الشوائب الطبيعية، والبريئة من الشهوات البهيمية. وقال آخر: إن الباري- جل ثناؤه- لما ربط النفوس الجزئية بالأجساد الحيوانية، ركب في جبلتها الشهوات الجسمية، ومكنها من تناول اللذات الجرمانية في أيام الصبا، ثم سلبها عنها في أيام الشيخوخة، وزهدها فيها، كما يدلها على الملاذ والسرور والنعيم الذي في عالمها الروحاني، ويرغبها فيها؛ فإذا سمعتم نغمات الموسيقار، فتأملوا إشاراته نحوعالم النفوس. وقال آخر: إن النفوس الناطقة إذا صفت عن الشهوات الجسمانية، وزهدت في الملاذ الطبيعية، وانجلت عنها الأصدية لهيولانية، تونمت بالألحان الحزينة، وتذكرت عالمها الروحاني الشريف العالي، وتشوقت نحوه، فإذا سمعت الطبيعة ذلك اللحن تعرضت للنفس بزينة أشكالها، ورونق أصباغها، كيما ترد إليها؛ فاحذروا من مكر الطبيعة أن لا تقعوا في شبكتها. وقال آخر: إن السمع والبصر هما من أفضل الحواس الخمس وأشرفها التي وهب الباري- جل ثناؤه- للحيوان، ولكن أرى البصر أفضل، لأنه كالنهار، والسمع كالليل، وقال آخر: لا بل السمع أفضل من البصر، لأن البصر يذهب في طلب محسوساته، ويخدمها حتى يدركها مثل العبيد؛ والسمع يحمل إليه محسوساته حتى تخدمه مثل الملوك. وقال آخر: إن البصر لا يدرك المحسوسات إلا على خطوط مستقيمة، والسمع يدركها من محيط الدائرة. وقال آخر: محسوسات البصر أكثرها جسمانية، ومحسوسات السمع كلها روحانية. وقال آخر: النفس بطريق السمع تنال خبر من هوغائب عنها بالمكان والزمان، وبطريق البصر لا ينال إلا ما كان حاضراً في الوقت. وقال آخر: السمع أدق تمييزاً من البصر، إذ كان يعرف بجودة الذوق الكلام الموزون، والنغمات المتناسبة، والفرق بين الصحيح والمنزحف، والخروج من الإيقاع، واستواء اللحن، والبصر يخطئ في أكثر مدركاته، فإنه ربما يرىالكبير صغيراً والصغير كبيراً، والقريب بعيداً والبعيد قريباً، والمتحرك ساكناً الساكن متحركاً، والمستوي معوجاً والموج مستوياً.
وقال آخر: إن جوهر النفس لما كان مجانساً ومشاكلاً للأعداد التأليفية، وكانت نغمات ألحان الموسيقار موزونة، وأزمان حركات نقراتها وسكونات ما بينها متناسبة، استلذ بها الطباع، وفرحت بها الأرواح، وسرت بها النفوس، لما بينها من المشاكلة والتناسب والمجانسة، وهكذا حكمها في استحسان الوجوه، وزينة الطبيعيات، لأن محاسن الموجودات الطبيعية هي من أجل تناسب صنعتها وحسن تأليف أجزائها.
وقال آخر: إنما تشخص أبصار الناظرين إلى الوجوه الحسان، لأنها أثر من عالم النفس، ولأن عامة المرئيات في هذا العالم غير حسان، لما يعرض لها من الآفات المشينة؛ المشوهة، إما في أصل التركيب أوبعده، وبيان ذلك أن الصغار من المواليد يكونون ألطف بنية وأظرف شكلاً وصورة لقرب عهدها من فراغ الصانع منها، وهكذا حكم ما يرى من حسن الثياب ورونقها في مبدأ كونها قبل الآفات العارضة لها من الهوام؛ والبلى والفساد.
وقال آخر: إنما تشخص أبصار النفوس الجزئية نحوالمحاسن اشتياقاً إليها، لما بينها من المجانسة، لأن محاسن هذا العالم من آثار النفس الكلية الفلكية.
وقال آخر: إن وزن نقرات وتر الموسيقار، وتناسب ما بينها، ولذلذ نغماتها تنبئ النفوس الجزئية بأن لحركات الأفلاك والكواكب نغمات متناسبة مؤتلفة لذيذة.
وقال آخر: إذا تصورت رسوم المحسوسات الحسان في الأنفس الجزئية، صارت هذه مشاكلة ومناسبة للنفس الكلية، ومشتاقة نحوها، ومتمنية للحوق بها، فإذا فارقت الهيكل الجسداني ارتقت إلى ملكوت السماء ولحقتبالملأ الأعلى؛ وعند ذلك أيقنت بالبقاء، وأمنت من الفناء، ووجدت لذة العيش صفواً. فقال قائل منهم: وما الملأ الأعلى، فقال: أهل السموات وسكان الأفلاك، فقال: أنى لهم السمع والبصر، فقال: إن لم يكن في عالم الأفلاك وسعة السموات من يرى تلك الحركات المنظمة، وينظر إلى تلك الأشخاص الفاضلة، ويسمع تلك النغمات اللذيذة الموزونة، فقد فعلت الحكمة إذاً شيئاً باطلاً، ومن المقدمات المتفق عليها بين الحكماء أن الطبيعة لم تفعل شيئاً باطلاً لا فائدة فيه.
وقال آخر: إن لم يكن في فضاء الأفلاك وسعة السموات خلائق وسكان، فهي إذاً قفر خاوية، وكيف يجوز في حكمة الباري- جل ثناؤه- أن يترك فضاء تلك الأفلاك، مع شرف جواهرها، فارغاً خاوياً قفراً بلا خلائق هناك، وهولم يترك قعور البحار المالحة المرة المظلمة فارغاً، حتى خلق في قعرها أجناس الحيوانات من أنواع الأسماك والحيتان وغيرها؛ ولم يترك جوهذا الهواء الرقيق، حتى خلق له أجناس الطيور تسبح فيه كما تسبح الأسماك والحيتان في المياه؛ ولم يترك البراري اليابسة، والآجام الوحلة، والجبال الراسية، حتى خلق فيها أجناس السباع والوحوش، ولم يترك ظلمات التراب وأجناس النبات والحب والثمر، حتى خلق فيها أجناس الهوام والحشرات.
وقال آخر: إن أجناس هذه الحيوانات التي في هذا العالم إنما هي أشباح ومثالات لتلك الصور والخلائق التي في عالم الأفلاك وسعة السموات، كما أن النقوش والصور التي على وجوه الحيطان والسقوف أشباح ومثالات لصور هذه الحيوانات اللحمية، وإن نسبة الخلائق اللحمية إلى تلك الخلائق التي جواهرها صافية كنسبة هذه الصور المنقشة المزخرفة إلى هذه الحيوانات اللحمية الدموية.
وقال آخر: إن كانت هناك خلائق وليس لهم سمع، ولا بصر، ولا عقل، ولا فهم، ولا نطق، ولا تمييز، فهم إذاً صم بكم عمي.
وقال آخر: فإن كان لهم سمع وبصر، وليس هناك أصوات تسمع، ولا نغمات تلذ، فسمعهم وبصرهم إذاً باطل لا فائدة فيه؛ فإن لم يكن لهم سمع وبصر وهم يسمعون ويبصرون، فهم إذاً أشرف وأفضل مما هاهنا، لأن تلك الجواهر هي أصفى وأنور وأشف وأتم وأكمل.
وقال آخر: إنما استخرجت هذه الألحان الموسيقية التي هاهنا مماثلة لما هناك، كما عملت الآلات الرصدية مثل الأسطرلاب والرباب والبنكان؛ وذوات مماثلة لما هناك.
وقال آخر: إن لم تكن تلك المحسوسات التي هناك أشرف وأفضل مما هاهنا، ولم يكن للنفوس إليها وصول، فترغيب الفلاسفة في الرجوع إلى عالم الأرواح، وترغيب الأنبياء- عليهم السلام- وتشويقهم إلى نعيم الجنان إذاً باطل وزور وبهتان، ومعاذ الله من ذلك، فإن توهم متوهم أوظن ظان أوقال مجادل إن الجنان هي من وراء هذه الأفلاك،وخارجة من فسحة السموات، قيل له وكيف تطمع في الوصول إليها إن لم تصعد أولاً إلى ملكوت السموات، وتجاوز سع الأفلاك، ويقال إنه هبت نسيم الجنان بالأسحار تحركت أشجارها، واهتزت أغصانها، وتخشخشت أوراقها، وتناثرت ثمارها، وتلألأت أزهارها، وفاحت روائحها؛ فلوعاين أهل الدنيا منها نظرة واحدة لما تلذذوا بالحياة في الدنيا بعد ذلك أبداً. فلمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وبذلك فليفرحوا، هوخير مما يجمعون؛ والفلاسفة تسمى الجنة" عالم الأرواح".

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04041 seconds with 11 queries