الموضوع: أسبوع وكاتب ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 07/09/2007   #536
شب و شيخ الشباب وائل 76
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وائل 76
وائل 76 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
Gaza Palestine
مشاركات:
2,210

افتراضي ما كان أحسن ما صنعت وأروعه! .. " رسائل من الوطن "


ما كان أحسن ما صنعت وأروعه!



سأسمح لنفسي ابتداءً أن أستعير –كعنوان للمقال- مقطعاً من قصيدة للشاعر كنعان عبد الله، في وصف صنيع الشهيد عماد عقل أحد القساميين الأوائل الذين ابتدأت مع خطواتهم ملامح الملحمة الفلسطينية المعاصرة بحلة جديدة قشيبة الوجه سليمة القوام، عمادها العقيدة، ظلت تذيق المحتل ألواناً من العذاب وتتفرد في نكهة (عزها) وعنفوان (حماسها) الذي ما انكسر..
أستعيره اليوم لوصف صنيع (قسام) القرن الواحد والعشرين.. (قسام).. الصاروخ البدائي البسيط، كظاهرة متفردة تحفها معاني العظمة.. (قسام) مجدد إرث البطولة والثورة والنافح في روحها روحاً جديدة، مستكملاً مسيرة (القسام) الأول.. المبتدئ عهد المقاومة الفلسطينية الإسلامية الأولى في مطلع القرن الماضي..!
القسام.. تلك النفحة القدسية التي اختالت عزة وشموخاً وهي تسافر في آفاق فلسطين وفضائها.. تستكشف الدروب التي غزاها التهويد فسلبها فلسطينيتها ويظل يساومها على هويتها.
القسام ينطلق اليوم من تحت الركام في غزة.. ينفض عن جبهة الوطن غبار عجز تكدس في خلاياها عبر سنوات طويلة تلت نكبة فلسطين وشعبها الأولى ثم نكستها الثانية التي كانت آخر ستار أمل بالعودة والتحرر، ظل يرنو إليه المشردون في فيافي الأرض.
القسام لم يعد يطلق على عز الدين مفجر الثورة وحسب، ولا على فيالق الكتائب المباركة من جند حماس فقط..
القسام.. صار اليوم اصطلاحاً ثقيل الوقع في قلوب أعداء الله.. عظيم الأثر في نفوس قوم مؤمنين، شاء الله أن يشفي صدورهم بمرأى شذاذ الآفاق يفرون من مغتصبة سيدروت باحثين عن مأوى لن تطاله نيران القسام المباركة.
القسام انتصر على الخوف المسكون في العيون الواجفة من مشهد ((الأباتشي)) و((إف 16)) وهي تستبيح أجواءنا وتعصف بأمن صغارنا وسكينة روحهم، وبلسمَ جراحَ اللجوء واقتربَ بالأمل حدّ التجلي حقيقة قريبة المنال..
اليوم يقولون عن القسام في وسائل إعلام الكيان إنه خلخل بنيان المشروع الصهيوني ونسف نظرية أمنه وأنه مرشح ليعيد (إسرائيل) إلى وضع شبيه بأيام النكبة عام 1948..!
واليوم تخرّ جباه الجبابرة أمام وهج قذيفة ابتكرتها عقول رجال الله المؤمنين، وطورتها سواعدهم المتوضئة حتى غدت رقماً صعباً في معادلة المقاومة، وصارت نيشان البطولة الحقيقي الذي يزين أكتاف الأحرار على تخوم الرباط.
ومع كل (قسام) ينطلق يتنامى حس الأمل في نفوسنا، بينما تكتهل في نفوس الغاصبين مطامح التمدد والعلو، وتنكفئ أحلام صهيونتهم الحاقدة.
وختاماً أرجو ألا يكون القارئ قد ضاق بتكرار كلمة (قسام) أكثر من اللازم ضمن هذه السطور.. ليس فقط لأن من قدر له أن يقرأ مقالاً أو تقريراً في صحيفة عبرية فسيعثر على كلمة (قسام) في كل سطر أو فقرة.. بل لأن روعة الصنيع لا تبرح تشدّ مداد القلم ليرتل هذه الحروف مرة بعد مرة ولأن التاريخ سيسطر على رأس صفحاته بعد أن يطوى ليل الاحتلال بإذن الله.. أن قسام غزة كان أول مسمار في نعش الكيان وأن عهده شهد الانعطافة الأولى لانكفاء المشروع الصهيوني وبداية تقهقره إلى غير رجعة.. وما ذلك على الله بعزيز!


* لمى خاطر

إن تراب العالم لا يغمض عيني جمجمة تبحث عن وطن!

19 / 6 / 2007
 
 
Page generated in 0.04332 seconds with 11 queries