[fady juventus]

هذه العبارة هي شهادة من رجل عرف بمواقفه الشجاعة و آرائه الصريحة دون تبعية أو محاكاة أو مغازلة للموقف الأميريكي .
إنه النائب في البرلمان البريطاني "جورج غالوي" و قد قال هذا في أحد لقاءاته الذي تابعته مؤخراً على شاشة الجزيرة.
كما قال فيه(أنه وعلى الرغم من عدم رضاه عن بعض ممارسات النظام السوري"وخصوصاً في مجال حقوق الإنسان" إلا أنه يعتقد بأن سوريا هي الدولة الوحيدة في العالم العربي التي تتمتع بالشرف و بالمواقف المشرفة بالنسبة للقضية العربية الإسرائيلية.
فهي لم تتنازل ولم تركع للضغوط و الحصار و محاولات عزلها , بل استمرت بدعم كافة أشكال المقاومة بالمنطقة دون خجل وبلا حدود , وهي تتبنى هذه المقاومات وتدعمها علناً ضاربة بعرض الحائط كل الضغوط الدولية و خصوصاً الأميريكية منها ومضحية بالكثير من المكاسب التي يمكن أن تجنيها في حال نبذ هذه الحركات المقاومة).

إن شهادة غالوي هذه مهمة جداً كونها تأتي من شخص محايد و جريء لا يخشى قول الحق و قد سبب هذا له الكثير من المضايقات في بلده وعبر الأطلسي في الكونغرس الأميريكي الذي استدعاه لمساءلته عن بعض المواقف التي هاجم فيها وبشدة سياسات أميريكا المتغطرسة في أنحاء العالم.

أعود إلى السياسة السورية...
فقد جعلت سوريا من حق العودة للاجئين الفلسطينيين أحد أهم شروط التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل وهو ما أدى بالكثير من الوساطات وجولات التفاوض إلى طريق مسدود ولم تتراجع سوريا و التي اكتسبت بمواقفها المبدئية سمعة جيدة على الأقل عند من يملكون رأيهم و ليس مصادراً من البعبع الأميريكي.

صمدت سوريا بمواقفها في أصعب الظروف و فشلت محاولات عزلها فشلاً ذريعاً و التي إنكسرت أولاً بتقرير بيكر هاملتون , وثانياً باعتراف الإتحاد الأوروبي(ومنه جاك شيراك الحريري) بضرورة الحوار مع سوريا , وأخيراً بقيام أعضاء من مجلسي الكونغرس والشيوخ الأميريكي ومن الحزبين بزيارات متتاليةلسوريا وفي مقدمتهم نانسي بيلوسي التي انتظرتها لدى عودتها حملة انتقادات منظمة شرسة في الإعلام الأميريكي الذي يسيطر عليه اليهود , ولم تخلو الحملة من كاريكاتورات ساخرة صورتها مع الرئيس الأسد...
لكنها لم تتراجع و زادت بقولها أن زيارتها كانت ضرورية و كان الرد الأكبر بالإعلان عن مزيد من الزيارات لنواب أميريكيين إلى سوريا.

لقد أدار الرئيس الأسد اللعبة السياسية في المنطقة"وخاصة خلال السنوات الأربع الماضية" بمهارة و حنكة كبيرين على الرغم من قصر المدة التي قضاها عملياً في قلب الحدث و صلب المعركة و قد جرت الأمور كما أرادها هو وليس كما خططوا لها وخرج من الأزمة منتصراً دون التراجع قيد أنملة عن الموقف المبدئي لسوريا.
وقد اقتنع الإتحاد الأوروبي و الكونغرس بالواقع الجديد بينما بقي على عناده كل من جورج بوش و محافظوه الجدد الذين لم يبقوا جدداً بل قدامى و مهترئين و متعفنين إلى حد بات من المستحيل معه التستر على عيوبهم و قذارتهم ... وسرقاتهم و فضائحهم التي لن يكون آخر فصولها فضيحة بول وولفوفيتس صقر صقورهم والمرشح المدلل لبوش لرئاسة البنك الدولي رغم عديد المعارضات في ذلك الوقت.


يخطىء من يظن أن أميريكا ستغفر لسوريا مساهمتها الفعالة في إفشال مشاريع بوش الإستعمارية بالمنطقة , فهي لن تستكين و ستحاول اصطياد الأزمات لسوريا...
و يبقى لبنان ... الباب المناسب لأميريكا للإيقاع بسوريا , وهي تحاول ذلك من خلال خدامها القذرين.. الخائن جنبلاط و اللص الحريري و المجرم جعجع و الملحد صفير والذي غفر لجعجع جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة في سبيل إدخاله مع أتباعه في المعركة السياسية لمواجهة سوريا والإنتقام منها , وهؤلاء العملاء يسعون ليل نهار لإقرار المحكمة تحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية لتحقيق متطلبات المحكمة و توصياتها"المعروفة سلفاً"
يخيل لمتتبع الأحداث من خلال إصرار هؤلاء اللاهثين وراء هذه المحكمة العجيبة أنها ستكون حلاً لكل مشكلات لبنان وأنها ستدر الأموال و الإستثمارات على بلدهم و تشطب /40/ مليار دولار من الديون"التي سببها الحريري للبنان" وأنها ستلغي الطائفية و تجعل لبنان قطعة من الجنة !!!؟؟؟
هذه المحكمة من المفترض أنها ستعاقب مجرمين مذنبين بقتل الحريري ... فكيف لها أن تكون بكل هذه الأهمية للعملاء لو لم يتلقى هؤلاء تعليمات من قادتهم في أميريكا و إسرائيل بضرورة التأكيد و السعي لإقرار المحكمة حتى لو دمر لبنان و إقتصاده !!!
ولو أن هذه المحكمة ستتصف بالعدل و المنطقية و النزاهة لما أرادتها أميريكا ... لأنها إن كشفت الحقيقة فستكشف أن الموساد هو الفاعل بمساعدة عملائه القذرين في لبنان.