29 أيار
عندما أحدثك في ما أشعر به أرمي إلى واحدة من ثلاث : التمويه عن النفس ، أو الدفع بك إلى القيام بعمل ما ، أو إشراكك حقا ً في ما به أحس ، وهذا الإشراك هو الذي يعمق التواصل في ما بيننا .
إذا ما حدثتك عن مشاعري فقط لأموّه عن نفسي أنا ، لا أقدم لك شيئا ً من ذاتي ، بل أخالني أتصرف معك وكأنك " سلة المهملات " ألقي فيها ما لا يروق لي من مشاعر ، فأشعر بشي من الأرتياح في حين أنك تشعر أنت بثقل ما قد سقط عن كاهلي أنا !
وإذا كان الحافز وراء بوحي لك ببعض المشاعر أن ادفعك إلى القيام بعمل ما ، فأنا ، عن وعي أو لا وعي ، أحاول التلاعب بمشاعرك . ربما أردت أن اجعلك تحس بالمسؤولية عمّا أحس به من مشاعر ، أو تشعر بالذنب من جراء ما أعانيه أنا ، أو تغدق علي ّ عطفا ً وتعيرني اهتماما ًَ أنا في أمس الحاجة إليه . هذا طبعا ً ليس بهدية مني إليك ، بل هو مجرد ابتزاز لك . نحن قد نحاول إنكار كل هذه الحوافز او أننا نعمل على تجميلها ، ولكنها لا بد وأن تظهر إلى العلن على حقيقتها ، في آخر المطاف ستتسبب ببعض الآلام ولو أنها بدت كالآلام التي على أغصان الورد .
إن الحافز الوحيد الذي يمكن القبول به ليبوح المرء بمشاعره هو ترسيخ التواصل بين شخصين : أحدثك عن مشاعري فقط لأني أريدك أن تتعرف إلي ّ في عمق حقيقتي فيؤول ذلك إلى علاقة عميقة وصداقة فيما بيننا . إن كل ما دون ذلك في التعامل غير مقبول ولا هو محق ، وهو غالبا ً ما يؤول إلى تخريب العلاقات الشخصية ، لا إلى بنيانها ، لكنني أمل أنك سوف تصغي حقا ً إلى ما أحدثك ، فتلقى مشاعري لديك اللطف الذي تستحق وإنني أعدك أيضا ً بذلك .