[Atramez_Zeton]

اسمها لغة العيون!!
البعض ينفرد بقراءة العيون ..!!
عندما تعجز الكلمات عن وصف ما بداخل الانسان من عمق المشاعر ورقة الاحاسيس ..وتمسي الأيماءات والاشارات قاصرة عن رسم ابعاد الألم المتجذر في نفوسنا … فاننا نلجأ الى لغة تفوق الوصف وتتعدى التعبير بل تتخطى حتى الاشارات … أنها لغة العيون ..!!
فماذا نعني بهذه اللغة اولاً ؟ وهل الجميع يفهمها ؟ وهل هناك بعض الفروقات الفردية من ناحية التخاطب بالعيون ؟ هذا ما سنعرفه في هذه الجولة السريعة في عالم العيون ولنبدأ أولاً من الدكتورة ليلى النعيمي استاذة الشخصية والصحة النفسية في كلية التربية /للبنات/ جامعة بغداد التي اجابت بالقول :
نعني بلغة العيون لغة التخاطب الصامت بين الاشخاص اعتماداً على العيون لكونها مرآة الروح والمعبرة عما يعتري الانسان من فرح او حزن . بعض الاشخاص يعتمد عليها أعتماداً كبيراً مثل الصم لكونهم لا يفهمون الكلام ما لم ينظروا الى عين المقابل والبعض الاخر يعتمد عليها اعتماداً جزئياً الى جانب التخاطب بالكلام .
وفي سؤالنا عن الفروقات الفردية التي تميز الاشخاص عن غيرهم في التعبير او فهم هذه اللغة اجابت الدكتورة :
هناك عدة امور تجعل بعض الاشخاص يتفردون في قراءة العيون بصورة ممتازة وكأنهم يسمعون ما يريد الطرف الاخر قوله او شرحه، وقسم ثاني يفهمونها بصورة اقل وقسم اخر لا يستطيعون قراءة ما في العيون اما لجهلهم بهذه اللغة او لعدم وجود الخبرة الكافية لديهم . ومن هذه الامور ما هو مكتسب كالممارسة وكثرة الاختلاط مع الآخرين والقراءة والتامل, ومنها ما هو موجود اصلاً ضمن مكونات شخصية الفرد مثلاً الفراسة والحدس التي لهما دور كبير في فهم دلالات النظرة او استدارة الطرف اضافة الى أن الشخص العاطفي او المتمرس في مجال مهني يحتم عليه قراءة العيون يقرأ ما في باطن الاخرين من خلال رموز العين لان هذا الشخص لا يقف عند حدود الكلام فحسب بل يتعداه الى الروح والاحساس .

أؤمن بها ….!!
يقول الطالب فراس علي /كلية اللغات .. انا أؤمن كثيراً بلغة العيون خصوصاً اذا كان المقابل ليس غريباً عليّ فمثلاً نظرة واحدة من امي تستطيع أن تكتشف أني متعب او قد تعرضت لما لا قدرة ليّ على تحمله ُ فتبدأ تسألني وشيئاً فشيء أجد نفسي قد كشفت لها سري واطلعها على امري.كما اني بمجرد النظر اليها اعرف ان كانت متعبة او غاضبة او زعلانة.

الفراسة لها دور …!!
تضيف الانسة نادية محمد لكي نمارس هذه اللغة ونفك رموزها ليس بالضرورة أن يربطنا بالمقابل علاقة طيبة بل وحتى أن كان غير مرغوب به بالنسبة لنا لان العيون هي مرآة الروح والمرآة تكشف الجميل والقبيح على حد سواء ..... والمهم هو كيف يكتشف المقابل هذا الشيء , أذن المسألة مسألة فراسة لا أكثر ولا أقل .

عيوني سببت لي مشاكل كثيرة
أن ما يطرأ عليّ من فرح او حزن او أي امر غير طبيعي لا يظهر على ملامحي بنفس القدر الذي يظهر على عيني … هذا ما قالته لنا السيدة شهباء صادق /موظفة …
وتضيف …احياناً اتعرض لمشكلة كأن تكون عائلية او ضمن اطار العمل ولا اريد أن أكشفها الى احد لكنني اجد نفسي قد أجبرتُ على ذلك وسط الحاح الاشخاص المقربين ليّ لكونهم استدلوا من عيني أن هناك أمراً قد حدث ليّ , وفي احيان اخرى في اطار العمل عندما أقع في خطأ في أمور تتعلق بالعمل ( من دون قصد طبعاً ) وأرغب في أن اخفيها عن مديري واذا به يكتشف على الفور أن خطأ قد فعلته لأضطر سريعاً حينها لكشف الحقيقة لهُ وقول ما اكنه في داخلي من حيث ادري ولا ادري فكل هذا بسبب عيوني التي تفضحني !!
العيون تقول اكثر مما يقوله اللسان
العيون هي أجمل وأرق جزء موجود في الانسان فهي ملهمة الشعراء في قصائدهم منذ العصور الأولى ، وما قيل في غزل العين يضاهي ما قيل في غيره بعشرات المرات.
ان الكلام احياناً يكون متناقضاً وغير صادق مع مشاعر الانسان الحقيقية فنحن في اوقات كثيرة نظهر الحلو ونضمر المرّ ، ونقول شيء ونخفي آخر....نخفي الحقيقة ونكشف الوهم.. لكن العيون على خلاف ذلك تعبر بصدق عن الروع اذا ملأ قلوبنا … او الحزن اذا غمر نفوسنا …او الفرح اذا افعم مشاعرنا …خصوصاً اذا كان المقابل من النفس قريب وفي الاحساس شريك .لكن هناك عيون خادعة ايضاً.
اذن هي دعوة لتنمية هذه اللغة لكي لا نقف عند حدود الكلام فرب نظرة صغيرة تعبر عن ما يعجزه عنه حديث طويل.
ولنتذكر ما قاله امير الشعراء احمد شوقي في هذا الموضوع:
وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
عيني في لغة الهوى عيناك

مهدات الى عيون بلو ايز