عرض مشاركة واحدة
قديم 15/09/2006   #3
شب و شيخ الشباب OsO
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ OsO
OsO is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
بـــــــــــــــــــــــــــــــــلاد الأســـــــــــــــــــــــــــــد
مشاركات:
1,317

إرسال خطاب MSN إلى OsO إرسال خطاب Yahoo إلى OsO بعات رسالي عبر Skype™ ل  OsO
Arrow تتمة للموضوع ...


ومن الأماكن الدمشقية التي حفلت بروايات الخيال الشعبي زقاق (الجن) الشهير اليوم كسوق صناعي لبيع قطع تبديل السيارات، تعيد العامة سبب تلك التسمية إلى أن المنطقة كانت مسكونة بالجن قبل أن تعمر، وكان الجن ينشرون في أجواءها العطر والبخور. وربما يكون سبب وجود مثل هكذا اعتقاد إلى كون المنطقة كثيرة الرياح لوقوعها على ممر الريح بين جبلي الربوة والمزة، والرياح التي تحرك أشجارها العالية فتصدر أصوات حفيف تشبه الهمهة والصفير. وكان لبعض الحوادث التي جرت مع المارة أثراً في ترسيخ الاعتقاد بوجود قوى خفية في المنطقة، كسقوط أغصان الأشجار عليهم. وثمة أخبار تفيد بأن الناس كانوا يتجنبون العبور في هذه المنطقة خوفاً من الجن، مما شجع السفهاء والحشاشين للجوء إليها وممارسة حياتهم الليلية فيها،وهذا ثبّت اسم الجن على هذا الزقاق، وشجع على نسج تخاريف تلهب الخيال، وتمنح المكان هالة من الغموض والرهبة، كما قد تفعل مثلا تسمية (حبس الأموات) على أحد الأزقة في العمارة الجوانية، وقد أطلقت في البداية على المدرسة الناصرية الجوانية، وشاع لقب حبس الأموات في عصر عبد القادر بدران حيث كان يحبس فيها من يموت وعليه دين حتى يتطوع الناس لسداد دينه .\rوهناك العديد من الأمكنة ذات التسميات التي تحمل دلالات ومعاني سلبية، تبدو غير منسجمة مع روح دمشق المشهورة بالورود والياسمين مثل (حارة المزابل) بحي العمارة الجوانية، وقيل أن تسمية هذه الحارة تعود إلى الفترة التي أقام فيها الأمير عبد القادر الجزائري قصراً في العمارة الجوانية أوائل القرن التاسع عشر، وكان لهذا القصر جسر خشبي على فرع نهر العقباني يصل بين زقاق النقيب حيث القصر وبين حي الشرف الأعلى، وكانت بقرب الجسر أرض خلاء استخدمت لمزابل القصر. لكن أواخر القرن التاسع عشر صارت هذه الأرض حارة وأقيمت فيها المنتزهات على طرفي النهر. وحارة المزابل تستدعي للذهن التأمل في أصل تسمية (حارة القعاطلة) الواقعة قبالة الباب الشرقي شمالاً، تنسب هذه المحلة إلى موقع بيت (نعمان الآرامي ) رئيس جيش ملك آرام بنحدد الثاني، وقد ورد في الكتاب المقدس بأنه أصيب بالجذام أو البرص، وشفي على يدي النبي اليشاع بعد اغتساله بمياه نهر الأردن، والعديد من الرحالة والمؤرخون العرب والأجانب أشاروا إلى أن مكان هذا المنزل أقيم مصح للجذام ، واليوم لا أثر لذلك المصح، بينما ظلت التسمية التي هي أساساً مشتقة من لفظة عامية (أعطلة) وتعني القذارة ويستخدمها الدمشقيون تفكهاً كناية عن العمل غير المتقن. \rوضمن السياق ذاته لأسماء الأمكنة ذات الدلالات المكروهة تسمية (نهر قليط) الفرع الصغير لنهر بانياس المتفرع عن بردى، المار قريباً من الباب الشرقي، ودعي (قليط) لما يحمله من الأقذار والنفايات حتى ليضرب المثل بوساخته فيقال (فلان مثل قليط إذا حركته بتطلع ريحته) . وهناك أيضاً زقاق البرص الذي يثير مشاعر سلبية مع أن الباحثين يردون اسمه الغريب إلى عدة اشتقاقات متناقضة المعنى منها بَرص، وبورص، بوس، وهو زقاق متعرج يقع بين سوق الحميدية والبيمارستان النوري، و ذكر في خريطة شرطة دمشق زقاق البوس، البعض يعتقد اصل التسمية من كلمة بورصة سوق الأسهم المالية ومنهم من يقول أنها من البرص جمع أبرص وهو داء البهق، بينما فسرها فريق آخر أنها من البوس بمعنى التقبيل، وكلها تفسيرات لا مستند تاريخي موثق لها .. أما زقاق (الولاويل) الذي يولد العديد من الأفكار والقصص الخرافية، فيقال أن اسمه زقاق الزعاويط ويعتقد أنه في حي الميدان، وهو كاسمه حّير الباحثين بتحديد مكانه أو سبب تسميته، كما هو الأمر مع زقاق المعمشة و زقاق البلطجية وسوق الشراطيط …. إلى جانب تسميات كثيرة يصعب حصرها في مقال واحد كحي الطنابر في محلة الشيخ محي الدين في الصالحية التي كان أغلب سكانها من أصحاب الطنابر "الطنبرجية". \rدمشق لم تتجمل ولم تخفي فقرها بل قدمته بطرافة خاتلت من خلالها الواقع ، فظلت دمشق مدينة تحفل بدلالات ومعاني تعبر عن حالة مختلطة، يصاب بها من يعايش دمشق اليوم فهي بين ثقل الموروث الهائل بكامل تجلياته وبين التوق للحاضر والقفز إلى المستقبل كحاجة يفرضها عصر الاتصالات والانفتاح .. لم تتضاءل كمدينة للورد والمياه، حتى بعد جفاف غالبية أنهارها وتبدل ملامحها،ولعل شهرة دمشق بالمياه والخضرة بالإضافة إلى جمال نسائها جعلها أقرب ما تكون إلى الجنة كما وصفها الشعراء، فحارة الورد والخضرا والزيتون والرمان وجناين الورد وجنينة النعنع والفردوس والروضة والجسر الأبيض تسميات حية وشائعة تعبر عن ملامح جمالية رفيعة تصور الملمح الدمشقي الذي استقطب الكثيرين. وربما تبدو هذه التسميات مجازية تطلق على بعض الأمكنة دونما مستند واقعي، لكن لا يمكن تجاهل تاريخ ولادة تلك التسميات ، فحارة الورد سميت نسبة إلى حكر الورد الذي كان في موقعها ورغم تبدل اسم هذا المكان في العهد المملوكي عاد اليوم ليثبت على الحارة ويطلق على أهم معالمها كجامع الورد وحمام الورد. وكذلك قصة تسمية جناين الورد في محلة القصاع، أما جنينة النعنع في محلة شرقي التكية السليمانية، والتي قام مكانها مركز لانطلاق السيارات اليوم، كانت معروفة في الثلاثينات من القرن العشرين بثلاثة أسماء تدل على سمات تلك الجنينة فهي جنينة النكلة وهو ثمن تذكرة الدخول إليها، وهي أيضاً جنينة النسوان لان روادها فقط من النساء إلى جانب تسميتها بجنينة النعنع لأنها قامت على أرض بستان اشتهر بزراعة النعنع. وما تزال هذه التسمية شائعة على المنطقة رغم زوال الجنينة كما هو الأمر بالنسبة للجسر الأبيض الذي كان مبنياً من الحجارة البيضاء على نهر ثورا ،بين محلة الصالحية والعفيف ومع أن الجسر غير موجود إلا أن التسمية لا تزال مستخدمة على منطقة تحولت إلى سوق تجاري حديث، و قد عرفت هذه المنطقة ببدايات القرن الماضي كبساتين فاكهة وبالأخص الدراق. ومن بساتين الجسر الأبيض إلى شلالات منتزه الشادروان تقودنا دمشق نحو مزيد من شغف الماضي، فكلمة (الشاذروان) فارسية تعني الميزاب أو المسيل الصغير وسميت بالشادروان لكثرة ميازيب المياه فيها. \r دمشق مدينة العشق والفل والياسمين وجنة المياه والفاكهة كما وصفها الكثيرون تحير قارئها فرغم توسعها الهائل المنظم والعشوائي لا زالت تحتفظ في ثناياها بالمفاجأت والأسرار الجميلة والمثيرة للخيال فعند العبور في الشوارع الجديدة للمدينة تبدو مدينة حديثة تسابق الزمن من حيث التنظيم والاتساع وانتشار المحال التجارية بواجهاتها المبتكرة وارتفاع الأبنية الشاهقة، وغلبة الفوضى على نمط العمارة بحركية قلقة لا يمكن فصلها عن سمة العصر، لمدينة في العالم الثالث تنفتح مساربها على كافة أرجاء المعمورة. وما أن يتم اجتياز خط البناء الحديث على طرفي الشوارع الكبيرة حتى يتصاعد نبض دمشق العتيقة، حيث لا يمكن للغريب عن دمشق خلال عبوره أتوستراد المزة توقع وجود بساتين الصبار الشاسعة خلف العمارات الاسمنتية الممتدة على جانبي الاتوستراد، وأنه ما أن يعبر الأحياء المترفة سيواجه ريفا فقيرا، وكذلك شارع بغداد الذي يتوسط دمشق إذ أن غالبية دخلاته وعوجاته تقود إلى حارات قديمة من خشب وطين، وأيضاً شارع الثورة وأتوستراد العدوي والعباسيين .. وكأن دمشق لا تملك القدرة على تجاوز الماضي بأجزائها الفقيرة التي ما تزال تتنفس به.\rحتى أن دمشق اليوم بنسيجها المعماري والاجتماعي المرتبك، يبدو مألوفاً فيها وجود شرائح من الشباب المنفتح على ثقافات العالم الأخرى والتواق إلى تمثلها بالعديد من المظاهر الخارجة عن التقاليد الدمشقية. تعيش في بوتقة الأحياء القديمة بعمارتها شديدة التحفظ، لتبدو تلك العمارة خجولة من إرثها. كأحياء القصاع وباب وتوما والصالحية. وعلى النقيض تماماً قد يسكن الأحياء الحديثة بعمارتها المنفتحة شرائح اجتماعية نزحت من دمشق القديمة ومعها الماضي بتقاليده الصارمة، وخصوصيته الدمشقية الاجتماعية الأصيلة. كالمزة الغربية وأبو رمانة والمالكي … و بين النقيض والنقيض يمتد جسر من التواصل بأمكنة تستوعب النقيضين في علاقة جدلية بين الماضي والحاضر اجتماعياً ومعمارياً. يأخذ فيها الوافد المكانات العتيقة بينما ينزح الدمشقيون إلى مدينتهم الجديدة . وهكذا هي دمشق الآن قطعة موزاييك سياحية لها من الماضي الاسم والشكل، المشغولين بمواد هجينة تلفت الأنظار وتستثير الرغبة لتلمسها والتعرف على خاماتها ….\rلقد اتسعت دمشق وامتدت لتحتوي أريافها، بسواعد من أحياء حديثة تغطي الأعداد الكبيرة من الوافدين إليها من عرب وسوريين مهجرين ونازحين ريفيين أو أبناء مدن أخرى، فكانت مدينة من طراز المدن الكبرى، لغناها وتنوعها الجغرافي والاجتماعي ولم تعد أرياف دمشق مناطق نائية بل هي أحياء تم التواصل معها بحراج من أسمنت وحديد، كمشروع دمر، وقدسيا وحرستا والقابون وجوبر و جرمانا ومخيمات…….إلخ، لتصبح دمشق اليوم تجسيداً للقب الشام بكل ما لهذه الكلمة من اتساع جغرافي، تتمتع بقدرة كبيرة على امتصاص تلاوين الوافدين إليها ومنحهم لوناً آخر يكاد لا يظهر فيه اللون الدمشقي الأصيل، ضمن نسيج اجتماعي خليط يتحدث بلهجة شامية منكهة بالدمشقية.ومهما بدت دمشق تواقة للغد لا يمكنها التخلي عن الماضي. \r لم تعد دمشق تلك المدينة الساحرة بقدر ما هي الشام المرتابة كمسرح واسع يؤمه الممثلون والجمهور من كل صوب. تخبئ تاريخها في الكواليس، ومن هناك تدير خشبة المسرح وتصنع الأحداث وتسمي الممثلين، تتواطأ معهم، يمنحونها أنفسهم، فتمتعهم بروحها، وكأنهم امتلكوها. لكن دمشق هي جيرون وجلق والشام ملك لنفسها مهما تعاقب على خشبتها الممثلون ... انتهى

Akhawi@Group
***********
حينما تقرري الذهاب
مع رجل غيري ..!!
لا تنسي .. !!
ان تأخذي معكِ معطف
فالطقس متقلب
والجو بارد ..
واخشى ..؟؟
ان صديقكِ الجديد ..
يـنـسـى ..!!
ان يضمك في معطفه
كما كنت افعل..!!!!!!!!!!
يا (( صغيرتي ... ))
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04589 seconds with 11 queries