عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #74
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في فضيلة علم النسب العددية والهندسية

والموسيقية

أعلم أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- أنه قد اتفقت الأنبياء- صلوات الله عليهم- والفلاسفة بأن الله- عز وجل- الذي لا شريك له ولا شبه له، واحد بالحقيقة من جميع الوجوه، وأن كل ما سواه من جميع الموجودات مثنوية مؤلفة ومركبة. وذلك أن الله لما أراد إيجاد العالم الجسماني اخترع أولاً الأصلين وهما الهيولى والصورة، ثم خلق منهما الجسم المطلق، وجعل بعض الأجسام يعني الأركان على الطبائع الأربع التي هي الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة، والأركان هي النار والهواء والماء والأرض. ثم خلق من هذه الأركان جميع ما على وجه الأرض من الحيوان والنبات والمعادن.
وأعلم أن هذه الأركان متفاوتات القوى، متضادات الطبائع، مختلفات الصور، متباينات الأماكن، متعاديات متنافرات، لا تجتمع إلا بتأليف المؤلف لها. والتأليف متى لا يكون على النسبة لم يمتزج ولم يتحد، ومن أمثال ذلك أصوات النغم الموسيقية، وذلك أن نغمة الزير رقيق خفيف، ونغمة البم غليظ ثقيل، والرقيق ضد الغليظ والخفيف ضد الثقيل، وهما متباينان متنافران لا يجتمعان ولا يلتقيان إلا بمركب ومؤلف يؤلفهما. ومتى لا يكون التأليف على النسبة لا يمتزجان ولا يتحدان ولا يستلذهما السمع، فمتى ألفا على النسبة ائتلفا وصارا كنغمة واحدة، لا يميز السمع بينهما، وتستلذهما الطبيعة، وتسر بهما النفوس، وهكذا أيضاً الكلام الموزون إذا كان على النسبة، يكون في السمع ألذ من النثر الذي ليس بموزون، لما في الموزون من النسب ومن أمثال ذلك عروض الطويل، فإنه ثمانية وأبعون حرفاً: ثمانية وعشرون حرفاً متحركة وعشرون حرفاً ساكنة؛ فنسبة سواكنه إلى متحركاته كنسبة خمسة أسباع، وهكذا نسبة نصف البيت، وهوأربعة عشر حرفاً متحركة، وعشرة أحرف ساكنة؛ وهكذا نسبة الربع سبعة أحرف متحركة، وخمسة أحرف سواكن. وأيضاً فهو مؤلف من اثني عشر سبباً، والأسباب اثنا عشر حرفاً متحركة، واثنا عشر ساكنة، وثمانية أوتاد: ثمانية أحرف منها سواكن، وستة عشر حرفاً متحركة.
ومن أمثال ذلك أيضاً حروف الكتابة، فغنها مختلفة الأشكال، متباينة الصور، وإذا جعل تقديرها ووضع بعضها من بعض على النسبة، كان الخط جيداً، وإن كان على غير النسبة كان الخط رديئاً. وقد بينا نسبة الحروف بعضها من بعض كيف ينبغي أن تكون في رسالة أخرى.

ومن أمثال ذلك أيضاً أصباغ المصورين، فإنها مختلفة الألوان، متضادة الشعاع، كالسواد والبياض والحمرة والخضرة والصفرة، وما شاكلها من سائر الألوان؛ فمتى وضعت هذه الأصباغ بعضها من بعض على النسبة، كانت تلك التصاوير براقة حسنة تلمع، ومتى كان وضعها على غير النسبة، كانت مظلمة كدرة غير حسنة. وقد بينا في رسالة أخرى كيف ينبغي أن يكون وضع تلك الأصباغ على النسبة بعضها من بعض حتى تكون حسنة.
ومن أمثال ذلك أيضاً أعضاء الصور ومفاصلها، فإنها مختلفة الأشكال، متباينة المقادير، فمتى كانت مقادير بعضها من بعض على النسبة ووضع بعضها من بعض على النسبة، كانت الصورة صحيحة محققة مقبولة، ومتى كانت على غير ما وصفنا، كانت سمجة مضطربة غير مقبولة في النفس. وقد بينا من ذلك طرفاً كيف ينبغي تقدير الصور ووضع أعضائها بعضها من بعض في الرسالة المتقدم ذكرها.
ومن أمثال ذلك أيضاً عقاقير الطب وأدويتها، فغنها متضادات الطباع، مختلفات الطعوم والروائح واللوان، فإذا ركبت على النسبة، صارت أدوية ذات منافع كثيرة؛ مثل الترياقات والمراهم وما شاكل ذلك، ومتى ركبت على غير نسبة في أوزانها ومقاديرها، صارت سموماً ضارة قاتلة.
ومن أمثال ذلك أيضاً حوائج الطبيخ، فإنها مختلفة الطعم واللون والروائح والمقادير، فمتى جعلت مقاديرها في القدر عند الطبخ لها على النسبة، كان الطبيخ طيب الرائحة، لذيذ الطعم، جيد الصنعة؛ ومتى كان على غير النسبة كان بخلاف ذلك. ومن أجل هذا ذكر في كتاب الطب وفي كتب الصنعة أن تلك العقاقير متى ركبت على النسبة ودبرت على تلك النسبة؛ صحت؛ ومتى كانت على غير ذلك فسدت ولم تصح. وعلى هذا القياس تركيب جواهر المعادن كلها من الزئبق والكبريت، وذلك أن الزئبق والكبريت متى امتزجا وكان مقدارهما على النسبة، وطبختهما حرارة المعدن على ترتيب واعتدال انعقد من ذلك على طول الزمان الذهب الإبريز؛ ومتى لم تكن أجزاؤهما على تلك النسبة وقصرت حرارة المعدن عن طبخهما صارت فضة بيضاء؛ ومتى كانت أجزاء الكبريت زائدة الحرارة نشفت رطوبة الزئبق، وغلب اليبس عليها، وصارت نحاساً أحمر، ومتى كان الزئبق والكبريت غليظين غير صافيين صار منهما الحديد؛ ومتى كان الزئبق أكثر والكبريت أقل، والحرارة ناقصة، غلب البرد عليها وصارت أسرباً؛ وعلى هذا القياس تختلف جواهر المعادن بحسب مقادير الزئبق والكبريت، وامتزاجهما على النسبة، والخروج إلى الزيادة والنقصان، واعتدال طبخ الحرارة لها، والخروج منها بالإفراط والتقصير.
وعلى هذا القياس تختلف أشكال الحيوان والنبات، وهيئاتها وألوانها وطعومها وروائحها على حسب تركيب أجزاء الأركان الأربعة التي هي النار والهواء والماء والأرض، ونسبة مقادير أجزائها، وقوى بعضها من بعض. ومن أمثال ذلك أن المولودين من البشر متى كانت كمية الأخلاط التي ركبت منها أجسامهم أعني الدم والبلغم والمرتين في أصل تركيبهم على النسبة الأفضل، ولم يعرض لها عارض، كانت أجسادهم صحيحة المزاج، وبنية أبدانهم قوية، وألوانهم صافية، وهكذا متى كان تقدير أعضائهم ووضع بعضها من بعض على النسبة الأفضل كانت صورهم حسنة، وهيئاتهم مقبولة، وأخلاقهم محمودة؛ ومتى كانت على خلاف ذلك كانت أجسادهم مضطربة، وصورهم وحشة، وأخلاقهم غير محمودة؛ والمثال في ذلك المولودون الذين غلبت على أمزجة أبدانهم الحرارة، فإن أجسادهم تكون نحيفة، وألوانهم سمراً، ويكونون سريعي الحركة والغضب، زائدين في الشجاعة إلى التهور، ومن السخاء إلى التبذير. وأما الذين الغالب على أبدانهم البرودة، فغنهم يكونون بطيئي الحركة عبل؛ الأجساد، بيض الألوان، قليلي الغضب، زائدين في الجبن والبخل، وقد تبين هذا في كتب الطب، وكتب الفراسة بشرح طويل، وإنما أردنا نحن أن نذكر من كل جنس من الموجودات مثالاً، ليكون دالاً عى شرف علم النسب الذي يعرف بالموسيقى، وإن هذا العلم محتاج إليه في الصنائع كلها، وإنما خص هذا العلم باسم الموسيقى الذي هوتآلف الألحان والنغم، لأن المثال فيه أبين، وذلك أن القدماء من الحكماء إنما استخرجوا أصول الألحان والنغم من المعرفة بالنسبة العددية والهندسية، لما جمعوا بينهما، خرجت النسبة الموسيقية كما بينا في الفصل الذي في استخراج النسب.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04494 seconds with 11 queries