عرض مشاركة واحدة
قديم 18/10/2007   #6
شب و شيخ الشباب ما بعرف
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ما بعرف
ما بعرف is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
بالمحل وجنب المحل
مشاركات:
1,676

إرسال خطاب MSN إلى ما بعرف إرسال خطاب Yahoo إلى ما بعرف
Cool «المملكـة» لبيتـر بـورغ:البطـل الأميركـي يَقتُـل بلياقـة


بدأت العروض التجارية المحلية للفيلم الأميركي الجديد «المملكة» لبيتر بورغ (تمثيل: جيمي فوكس وكريس كووبر وجينيفر غاردنر) يوم الخميس الفائت في الحادي عشر من تشرين الأول الجاري، ولا يزال يُعرض في صالات «سينما سيتي» (الدورة) و«أمبير دون» (فردان) و«أمبير سوديكو» و«غالاكسي» (بولفار كميل شمعون) و«لاس ساليناس» (أنفة) و«فريواي» (سن الفيل) و«كسليك» (شاهده في الأيام الستة الأولى لعروضه هذه، أي بين الحادي عشر والسادس عشر من الشهر الجاري، 14482 مُشاهداً).

بقدر ما يحترم «المملكة» لبيتر بورغ تقاليد وأعرافاً إسلامية وهّابية، لم يستطع أن يتحرّر من النسق الهوليوودي في التعاطي مع الآخر المنتمي إلى أي حضارة أو دين أو ثقافة أخرى. ذلك أن الفيلم الاستخباراتي التشويقيّ العاديّ هذا، الذي استوحى مادّته من حادثة حقيقية جرت فصولها قبل أحد عشر عاماً (المتمثّلة بالتعاون الأميركي السعودي الأول من نوعه في تاريخ العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدّة الأميركية، إثر تفجيرات مدينة الخبر الواقعة في شرق المملكة في العام ,1996 التي ذهب ضحيتها تسعة عشر أميركياً من العاملين في المملكة)، وازن بين تقديم صورة واقعية عن المناخ الإسلاميّ العام والسخرية الهوليوودية المبطّنة في قالب سينمائي مشغول بحرفية تشويقية جيّدة الصنعة، وإن ظلّت عادية.

في حين أن أحد عناوين «المملكة» كامنٌ في رغبة صانعيه في القول إن مواجهة الإرهابيين قائمةٌ في داخل المملكة تماماً كما هي موجودة في قلب الإدارة الأميركية، مع ميل هوليوودي إلى اعتبار «القتل الأميركي» حاجة سياسية وإنسانية بحتة، وإن غُلّفت هنا بشيء من الانتقام الفرديّ.

متخيّل بصري

لم يكن «المملكة» صورة واقعية مباشرة عن الجريمة الإرهابية المرتكبة في العام .1996 لم يشأ صانعوه أن يضعوا فيه تفاصيل تلك العملية الدموية، بل اكتفوا بمناخ عام ظهر (في الفيلم) بتعاون أمني بين البلدين إثر عملية انتحارية ضخمة قُتل وجُرح فيها عشرات الأميركيين، تمثّل (هذا التعاون) بذهاب عدد من العملاء الفدراليين الأميركيين التابعين لـ«المكتب الفدرالي للتحقيقات» إلى السعودية للتحقيق في تلك العملية الانتحارية الإرهابية، واستفادوا من التأثير السلبي الذي خلّفه الاعتداء الإرهابي لـ«القاعدة» ضد برجي «المركز العالمي للتجارة» ومبنى «بنتاغون» في الحادي عشر من أيلول ,2001 كي يُنجزوا عملاً سينمائياً ارتكز على قيام مجموعة أميركية تابعة لأحد الأجهزة الأمنية في التحقيق بجريمة إرهابية نفّذتها جماعة أصولية متزمّتة ضد مجمّع سكني يقيم فيه أميركيون يعملون في المملكة.

بدت خاتمة «المملكة» اختزالاً درامياً للموقف السياسي والأمني في كلا البلدين: «سنقتلهم جميعهم».

فبهذه الجملة، يُهدِّئ الأميركي زميلته إثر معرفتهما بمقتل صديقهما المشترك في الانفجار الإرهابي (حدث هذا في مطلع الفيلم، لكنّ أحداً لم يسمع الجملة المذكورة لأن الأميركي همس بها في أذن زميلته)؛ وبهذه الجملة نفسها يهمس أبو حمزة (هادي صدّيق) في أذن حفيده قبيل لحظات من وفاته متأثّراً برصاص المهاجمين الأميركيين والسعوديين «الشرفاء» على منزله، قبيل دقائق من نهاية الفيلم.

«سنقتلهم جميعهم»، وإلاّ فما معنى القصّة الدرامية كلّها لفيلم أريد منه أن يلمّع صورة المملكة ولو قليلاً، من دون أن يتخلّى عن اللغة الهوليوودية في تحقيق هذا النوع من الأفلام. فالأميركي طيّب القلب، لا يقتل إلاّ مرغَماً، وعندما يصطدم بمدنيين (سواء كانوا أطفالاً أم نساء أم مراهقين) لا يطلق النار عليهم إلاّ إذا أبدوا حركة إرهابية ضده، تدفعه إلى قتلهم و.. البكاء عليهم. والآخر (السعودي في «المملكة»)، الذي يُفترَض به أن يكون حليفاً أو «صديقاً»، لا يُتقن عمله ولا يُنجز دوره إلاّ بمساعدة هذا الأميركيّ الطيّب والشريف والنزيه والمُسالم المُرغم على ارتكاب فعل القتل من أجل سلام العالم وأمنه الذاتيّ.

لطف ومكر

لا بأس بهذا كلّه. اعتاد مشاهدو الأفلام الهوليوودية على هذا النسق في العمل السينمائي. اعتادوا اللطف الماكر للأميركي والخبث المفضوح للآخر فيها. اعتادوا، مع هذا، التمتّع بحرفية جدّية لافتة للانتباه، أحياناً كثيرة، في صنع أفلام تشويق ومطاردات وتجسّس.

ففي المشهد العسكري البحت في داخل السياق الدرامي لـ«المملكة» (نحو ثلاثين دقيقة من المطاردة بين رجال الأمن الأميركيين ومرافقين سعوديين لهم، والعصابة الإرهابية لأبي حمزة)، قدّم بيتر بورغ مشهدية تقنية محترفة في المطاردة نفسها وفي تبادل إطلاق النار وفي المعارك الحربية بين الطرفين. مشهدية متقنة، انتهت في إبراز اللطف الهوليوودي:

الجندي الأميركي لا يقتل مدنيين، لكن المراهق السعودي أراد حماية عائلته وجدّه (فهو مؤمن بأن ما يفعله الجدّ دفاع شرس عن العقيدة والله والدين الحنيف)، فكان الثمن: قتله. ولأنه مراهق، بكت جانيت مايس (جينيفر غاردنر) عليه محاولةً إنقاذه بشتى الطرق، لكن من دون جدوى.

خارج هذا المشهد، لم يُقدّم الفيلم جديداً:

عملية إرهابية متقنة الصنعة الفنية أيضاً، وصدمة وحزنٌ أميركيان في داخل أحد أجهزة الأمن الأميركي، وبحثٌ دؤوب عن طريقة سرّية لقيام فريق أميركي صغير بالتحقيق في الجريمة في قلب المجمّع الأميركي، لأن القيادتين السياسية والأمنية الأميركيتين لا تريدان إحراج الحليف السعوديّ (ولأن القيادة السعودية تُفضّل الاهتمام وحدها بالموضوع)، فإذا بالفريق الأميركي «يتسلّل» إلى هناك بمساعدة مسؤولين سعوديين كبار، يطلبون من العقيد فارس الغازي ومساعده الرقيب هيثم (مثّل الدوران بالتتالي الممثلان الفلسطينيان أشرف برهوم وعلي سليمان، اللذان ظهرا في «الجنّة الآن» لهاني أبو أسعد) حمايته، قبل أن يتحوّل الغازي إلى صديق لقائد الفريق رونالد فلوري (جيمي فوكس)، المؤلّف منه ومن مايس وغرانت سايكس (كريس كووبر) وآدم ليفيت (جايزون باتمان).

لا بُدّ من ملاحظة عابرة:

فالسعوديّ الطيّب، الذي يُكلَّف بحماية الفريق الأمني الأميركي، يُدعى فارس. والفارس نبيلٌ وحكيمٌ كما هو معروف، لا يتردّد في مواجهة التحدّيات القاسية، ولا يهاب الموت من أجل الآخر.
لهذا كلّه، كان على السعوديّ الطيّب الفارس البطل أن يموت في حربه ضد الإرهابيين، في حين أن الفرسان الأميركيين «الطيبين الأبطال» قادرون دائماً على النجاة بأنفسهم لأنهم الأقوى، أو ربما لأنهم المعصومون عن الموت ما دام هناك من يموت نيابة عنهم أثناء تأديتهم «واجباً» وطنياً (تمثّل هنا بالانتقام لمقتل الصديق الأميركي). ولعلّ في مقتل الفارس السعودي تصويرا أميركيا هوليووديا، مفاده أن مصير السعوديّ الطيّب لا يختلف عن مصير الإرهابيين القتلة، وإن كان الأول مناضلاً والآخرون مجرمين.

عدو لا يخاف الموت

ثم إن تقديم الفيلم لا يخلو من صورة حسّية تعكس حقيقة المواجهة الدولية (اقرأ الأميركية) للإرهابيين: «كيف توقف عدواً لا يخاف الموت؟». ألا يتمتّع الإرهابيون الملتحفون بالدين بجرأة اقتحام الموت من دون رادع، وبرغبة قوية في منازلة الأعداء المعتدين على الدين والناس والمجتمعات من دون أن يهابوا الموت؟ هذا ما يحاول «المملكة» التقاطه:
يتمتم الإرهابيون بأدعية ربانية وهم يُنفّذون أعمالهم الإجرامية، متّكلين على الله في مقاتلة الأعداء، من دون أن يخشوا الموت. إذاً، كيف السبيل إلى الانتصار عليهم: هل بقتلهم جميعهم؟ أم بالبحث عن سبل آيلة إلى تجفيف المنبت الذي يطلعون منه؟

لا يُقدّم الفيلم جواباً واضحاً عن سؤال طرحه صانعوه في تقديمه (هل يكترث صنّاع الأفلام الأميركية الهوليوودية بتقديم أجوبة؟)، وإن بدت التصفية الكاملة للإرهابيين أفضل ما يملكه الأميركيون من حلول/أجوبة في حروبهم المتعدّدة ضد الإرهاب (هل هي تصفية كاملة حقاً؟).

لكنه (أي الفيلم) تمتّع، من ناحية أخرى، بحرفية العمل البصري التشويقي، وامتلك مقوّمات «الأكشن» تصويراً وتوليفاً ومعارك. في حين أن التمثيل ظلّ عادياً للغاية، خصوصاً بالنسبة إلى جيمي فوكس الذي أبدع مؤخّراً في تقديم شخصية راي تشارلز على الشاشة الكبيرة في «راي» (2005) لتايلور هاكفورد، وقبلها في «مُصاحب» (2004) لمايكل مان، إلى جانب توم كروز في واحد من أفضل أفلامه الأخيرة.

في «المملكة»، لم يخرج فوكس عن اتقانه الحرفي للتمثيل، من دون أن يضخّ فيه نبض الأداء وحيوية الدور ومعالم الشخصية. إلى ذلك، تبدّل الموقعان التمثيليان للفلسطينيين أشرف برهوم وعلي سليمان:
فالأول احتلّ دوراً بارزاً في «المملكة»، كاشفاً عن أداء متمكّن من حضوره كعسكريّ يحبّ بلده ويخلص له، لكنه محاصَر بتقاليده الإسلامية ومصالحه السياسية. وهذا كلّه، بعد أن ظلّ في خلفية المشهد في «الجنّة الآن»، على نقيض علي سليمان، الذي اندفع بكلّيته إلى تنفيذ عملية فدائية ضد الإسرائيليين في فيلم هاني أبو أسعد، وعاش تحوّلاً خطراً في مسار انقلاباته وارتباكاته الذاتية الحادّة، بينما أدّى دوراً عادياً جداً في فيلم بيتر بورغ، من دون أي إضافة جديدة.
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg Kingdom.jpg‏ (64.4 كيلو بايت, 0 قراءة)

طـــاب المجوز دكلُو يا بو عبـــود.............ماحلا رقص الحجية وتهز نهـــود

..<< لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة >>..

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04780 seconds with 12 queries