عرض مشاركة واحدة
قديم 09/02/2009   #45
شب و شيخ الشباب توم و جيري
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ توم و جيري
توم و جيري is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
syria
مشاركات:
1,309

إرسال خطاب MSN إلى توم و جيري
افتراضي الجزء الخامس ...


وهذه العزلة التي فرضها على نفسه إمتدت الى أبناء الجنس الآخر,, رغم أنه كان قد

وقع في الحب.. وكان وراء حبه العذرى المخلص فتاه تدعى "ستيفاني جانستين " .

والتي كان يراها يومياً في شوارع "لينز" أثناء ذهابها للنزهة مع والدتها .. وعلى

الرغم من جمالها الأخاذ فقد رفض "أدولف" حتى أن يتحدث معها.. وقد كان يعيش

في هذه الفترة حياة رومنسية سعيدة لم تلبث أن إختفت أمام فكرة العماره والبناء

التي سيطرت بشكل متزايد ومستمر وأصبح مشغولاً باعادة تخطيط مدينة " لينز"

محاولين وضع تصور لمدينة "لينز " بعد إعادة بنائها مرة أخرى.. وخلال شهري

مايو,يونيو عام 1906م.. قام بزيارة قصيره الى "فينا" ملأته حماسا وتعصباً لهذه المدينة

الرومانسية العريقة بسحرها وموسيقاها وفنها وعمارتها الشامخة.. وبعد عام من

هذه الزيارة قرر " هتلر" بغضبه السريع من جانب وصهره " ليو رويال " من

جهة.. وحارسه القضائي " جوزيف مايروفير " وكان " هتلر " لايسمح لهم

بمحاولة التصرف في مستقبله.. وإستسلمت " كلارا" كعادتها لرأي " هتلر" وسمح

له باسترداد ميراثه من البنك..

وفي صباح احد الأيام الأواخر من سبتمبر سنة 1907 م. رحل هتلر من "لينز" ومعه

(700)كرونين (وهي وحدة النقد السائدة آنذاك في المانيا والنمسا والدانمرك والمجر

– هنقاريا كما هي سلفا ) .. وهي مايكفي لمصاريف عام دراسي كامل.. فهللي

يامانشافت ,, ولـتأجير حجره وأيضاً يكفى طعامه .. وقد إستطاع الحصول على شقه

في "فينا" بالقرب من "ويستيبانوف"..وقد إستطاع أن يجتاز الإختبار الصعب

الذي تجريه الأكاديمية لمن يريدون الإلتحاق بها .. إلا أنه واجه صعوبات عديده

وأخيرا توصل الى قرار بأن يترك كليه الفنون بعد ان تبين له أن الرسم ليس إلا

هواية.. وأن الهندسة المعمارية هي رسالته الحقيقة.. وقد قضى الأسابيع التالية يقرأ

ويتجول في شوارع " فينا " الجميلة.. ويفكر في ورطته الصعبة.. فلكي يلتحق

باكاديمية الهندسة فإنه يحتاج الى دبلوم من مدرسة البناء.. والتي تتطلب بدورها

الدبلوم من "الريلسكول"..

وقد كانت أمه "كلارا" آنذاك تقاوم سكرات الموت .. عندما وصله خطاب من

زوجة مدير مكتب البريد ينبئه عن مرض والداته.. عندما وصله خطاب من زوجة

مدير مكتب البريد ينبئه عن مرض والدته حتى أفل عائداً الى "لينز".. حيث كرس

نفسه لشهرين كاملين لخدمه أمه.. والتي كانت سعيده بعودة إبنها الى الوطن.. وفي

خلال هذه الشهور عاش "هتلر" لأمه فقط.. فلم يكن يعترض على شيء أو يتبرم

من شيء..

وأخيرا ماتت "كلارا" في صباح 21 من ديسمبر سنة 1907 وذكر طبيبها

اليهودي"إدوارد بلوش" أنه لم ير في حياته العملية الطويلة فتى في تماسك"هتلر"

فلم يصبه انهيار من الحزن لوفاة والدته.. بل أخذ يعنف الأطباء المعالجين لوالدته

ويتهمهم بالعجز والتقصير في علاج أمه.. وعقب إننتهاء مراسم الدفن كان

"هتلر" مستعداً للعودة في الحال الى "فينا" على الرغم من ضيق عائلته بحياته

هناك.. وبعد أن سدد كل الديون المستحقة على والدته وتم توزيع الإرث.. أعطى

هتلر نصيبه من الميراث لأخت "ألويس الإبن" "إنجيلا", بينما أعطى "ألويس"

نصيبه في الميراث لأخت "هتلر" "بولا" والجدير بالذكر كما يقول المؤرخون أن

"هتلر" في تلك الفترة لم يكن غنياً.. لكنه لم يكن أيضاً فقيراً معدماً.. كما كان يحلو

له دائماً أن يردد فيما بعد..
وفي فبراير سنة 1908م. كان في طريقه الى العاصمة للمرة الثالثة .. وكان يحمل

خطاب تعارف الى البروفسور "ألفريد رولر".. مدير مسرح "رويال أوبرا"..

واستطاع أن يحصلى على حجرة في (29ستامبرجاس) لدى سيدة بولندية تدعى"

فراو ماكديس" وكانت تملك فندقاً.. وهناك إلتقى بصديقه "كويسك" مرة أخرى

والذي كان قد أقنعه بأن يشارك في حياة "فينا" الاجتماعية الساحرة.. وقد وجد

الإثنان نفسهما في حياة سعيدة مشرقة ..

وقد كانت "فينا" منذ نهاية القرن 19 تتميز بسحرها وجمالها على سائر المدن

الكبرى على مستوى العالم وكانا يقضيان جانباً كبيراً من حياتهما اليومية يرقصان..

ويتناقشان بمرح ويستمعان للموسيقى ويستمتعان بمشاهدة المسرح والاوبرا

والاوبرتيات .. ويخوضان المغامرات الغرامية ولم تكن "فينا" فقط أكبر مركز

صناعي في أوروبا الشرقية.. بل كانت أيضا عاصمة لإمبراطورية من اللغات لدى

(250 مليوناً من البشر يمتدون مابين "الراين" الى"السرنسيتر" وبين "ساكونيا"

الى"مونتيمبرجو" .. لقد كانت "فينا" مدينه للمفارقات والمتناقضات مدنية

المنتزهات الساحره والأحياء الفقيره القذره.. مدينة الثقافة وأيضاً الأعمال الفنية

الهادفة للربح فقط.. مدينة العادات والتقاليد الراسخة وأيضاً الاتجاهات التقدمية

المحدودة..

ولم تكنالحجرة التي يقيم بها "هتلر وصديقه كوبسك" لتسع معهما البيانو

الكبير الخاص"بكوبسك" ..لذا فقد تمكن هتلر من إقناع السيدة "فراوساكريس"

بأن تعطيهم الحجرة الكبيرة بدلاً من تلك الحجرة الصغيرة.. وفي غضون يومين

إستطاع "كوبسك" أن يجتاز إختبار الدخول لأكاديمية الموسيقى بينما كان هتلر

يتظاهر لصديقه بأنه غير مهتم بهذا على الإطلاق.. وقد كان صديقه" كوبسك"

يخشى أن يصاب صديقه "هتلر" بلوثة عقلية.. فقد كان يغضب فجأة غضباً شديداً



لأقل إستفزاز ويبدو لوقت طويل على أنه في خلاف مع العالم.. وكان يقضي معظم

وقته غارقاً في التفكير والأحلام.. وعاد الى الانعزالية والأنطواء مرة أخرى لكن

صديقه لم يكن ليتركه على هذه الحال التي يرثى لها.. فقد كان يصحبه معه الى

الأوبرا لحضور الحفلات الموسيقية.. وكانا يوفران من طعامهما لشراء التذاكر ولم

يمل هتلر إطلاقاً من حظور حفلات أوبرا"فاجنر" والتي كانت تساعده على الهروب

الى العالم الوهمي الخيالي الذي يريده لكي يخفف من حدة التوتر في طبيعته

المضطربة.

وقد كان ذلك العصر هو العصر الذهبي للموسيقى والأوبرا في "فينا" وكان

"جوستاف ماليز" وقدت ترك لتوه "الرويال أوبرا وانتقل الى" الميتروبوليتان

أوبرا" في "نيويوركNew York" وكان"هتلر" في ذلك الوقت يطور من حاسة

التذوق لديه لسماع الموسيقى السميفونيه منذ أن بدأ صديقه"كوبسك" يحصل

كطالب في "الكونسرفتوار" على تذاكر مجانيه لحضور هذه الحفلات .. وقد أحب

"هتلر" الموسيقى الرومنسية لمؤلفين عظماء أمثال: "شوبرت" ,و"مندلسون",و

"فييبر" و"شوهمان" فضلاً عن "بتهوفن" وغيره من كبار المؤلفين الموسيقيين,

وكان "هتلر" يقضي نهاره في تأليف الموسيقى.. بينما الألحان الموسيقية

للاوركسترا ويدونها في النوت الموسيقية

أحتاج إلى عاصفة...
تنسيني آثار السكون...
وأنتِ يا سمراءُ عاصفتي
...معذبتي .. قاتلتي..
يا جميلة العيون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03999 seconds with 11 queries