الموضوع: ام حسـّان
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2008   #40
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


كانت امّ حسّان ما تزال في القبو فاحتمال هربها اختفى من امام الاحتمالات عندما حاولت فتح الباب الخلفي و رأت جزمتين عسكريتين يقفان بوضعيّه الاستراحه العسكريه و تزكّرت عندما كان حسlن صغيرا يأتي اليها مكررا ما تعلّمه في المدرسه من انــــتبيــه استعد .. استــارح .. لكنها لم تفكّر يومها بأنها ستـحتاج لأن تتدرّب على تلك الصيحات كـي تعرف متى تسطيع ان تنقذ حريتها من الاقتحام ..
سـمعت صوت محمود يـصرخ للرجل ذو النجوم كلمته التي أصبحت معجما بتاريخ حياه ام حسّان فيما بعد : أنها في القبو ,
تألّمت امّ حسّان فما كانت تريد يوما لمحمود بأن يكون هو مفتـاح انهزامها و لكنّها كانت تثق بأنّ ما قام به هو ما كانت ستمليه عليه ان هو استشارها بموقفه الذي اطرّه لتسليمها ..
بدأت تسـمع أصوات الجذمات العسكريّه تضرب الارض فقد كان للجزمات العسكريه صريرٌ معيّن كانت قد حفظته عندما دخلت السـجن آخر مرّه بتهمه ما فهمت يوما ماذا تعني ..
تنفّست بهدوء و اقتربت نحو الباب و أقفلته استعدادا للمصيبه .. أشعلت مصباح صغيرا و فتحت صرّه الاشياء التي كانت قد جمعتها و حملتها معها على طول السنين ..
كان هناك قميص ابا حسّان المفضّل مازال يحمل رائحته - عرقه, تعبه, حبّها - و بعض من اشياؤه الصغيره الاخرى كالعدسه المكبّره و مزياعه .
. و علبه دخّان لحسّان كان قد نسي جمعها عندما جمع احتياجاته و خرج و لم يعد ..
و بكله شعر فاطمه التي استعارتها ام حسّان منها يوما و نسيت اعادتها فسافرت فاطمه و لم يبق منها الّا بكله الشعر تلك و بعض الذكريات التي كانت ام حسّان تحاول عدم الاقتراب منها كي لا تغضب حيال فاطمه ..
فاطمه كانت الالم الاكبر و الاكثر كبرا و ستبقى دائما هي العلامه الفارقه في حياه ام حسّان فكل شيئ تغيّر عندما قررت فاطمه الارتباط بذالك الشاب و بالرغم من كلّ تأملات ام حسّان بأن كل شي سيعود الى حاله حيال فاطمه الا انها تعثرت كثيرا و ما كانت تصل الى تأملاتها تلك ففقدت الامل أو ربما انها اضاعته ..
و أخيرا ودّعت ريشه حمامه من الحمامات اللواتي كانت تقضي معهنّ بعض الوقت ..
ودعت كلّ تلك الاشياء و فتحت ما يسـميه محمود ببيت النار , هنا تعرّفت على صبحي عندما كان يأتي صباحا ليخبز خبزه و يتقاسم المربح مع امّ محمود .. يعود تاريخ هذا البيت الناري الى الحرب الاخيره عندما عمد اب محمود قبل ان يتوفاه الله على الحاق الملجأ , الذي تحوّل الى قبو مع السنين , بمكان خاص لصناعه الخبز ففي حال اطرّو للبقاء مدّه طويله مختبئين سيـكون لديهم ما يكفيهم قوتا ..
اودعت اشيائها النار و رغبت بأن تشاهد احتراقهم لكنّها كانت تعلم انها لا تملك الكثير من الوقت , أخرجت الدفتر الاسود الذي تدوّن فيه كل احداثها منتظره عوده ابا حسّان لتشاركه بكلّ ما جرى في غيابه , ثمّ أمسـكت قطعه فحم صغيره كانت قد شـبعت احتراقا و بدأت تخطّ بهدوء طفله تتعلّم الكتابه يدٍ مرتجفه خـطت أوّل حرف و كان الواو ثمّ الدّال , ألف , عين , ألف .. و د ا ع ا , وداعا قالتها بصوت خفيف و قبّلت الدفتر قبل ان تودعه النار و تنفض الغبار عن ملابسها متجهه نحو الباب لتفتح لهم و حرصت على لبس ابتسامه من نوع ما لتخبرهم بأنّها مازالت أقوى رغم كلّ الالم و كلّ الوجع كانت أقوى ..
يــتبع ..

من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02511 seconds with 11 queries