[قرصان الأدرياتيك]

كاتب النص الأصلي : Nihal Atsiz

ليس صحيحا أخي الكريم أن الأكراد فقط من يشعر بالإضطهاد من بين كل الاثنيات في سوريا, فأنا أنتمي إلى القومية التركمانية وحقيقة أشعر باضطهاد هائل أيضا ضد قوميتي, تخيل أخي الكريم أنه منذ فترة ليست ببعيدة تم اعتقال أحد مثقفينا لأنه افتتح على نفقته الخاصة دورة لتعليم اللغة التركمانية في إحدى القرى التركمانية باللاذقية حيث أمضى 15 يوما في جحيم مخابرات دولتنا وتم إنهاء الدورة ومنع استمرارها.
تخيل أنه من الممنوع علينا حتى تشكيل جمعية خيرية تركمانية لمساعدة الفقراء من أبناء قوميتنا على غرار الجمعيات الخيرية الأرمنية والشركسية , هذا مع العلم أننا قومية مسالمة ليس لها أي نوايا انفصالية تهدد وحدة أراضي الجمهورية السورية ومع ذلك فإن النظام يحرمنا من حقوقنا اللغوية والثقافية لذلك لا أظن أن لمسألة حسن النية أو سوءها علاقة باضطهاد القومية الكردية, إنما المشكلة الأساسية هي بدكتاتورية النظام الحالي.
وأنا لدي العديد من الأصدقاء الأكراد في الجامعة وهم في الحقيقة غاية في الوطنية ويحبون سوريا كما يحبون قوميتهم, وهناك العديد من الشخصيات الوطنية الكردية المعروفة في الساحة الفنية السورية مثل الفنان عبد الرحمن آل رشي والفنانة منى واصف وطلحت حمدي وخالد تاجا ورضوان عقيلي والكثير غيرهم ممن لا يشكك أحد في وطنيتهم وأعود لأكرر أن أصحاب الأفكار الانفصالية من أبناء الشعب الكردي هم من منظمة بكاكا الإنفصالية أو المتأثرين بها واللوم في هذه الحالة أولا وأخيرا على النظام الديكتاتوري السوري الذي دعم هؤلاء وسمح لهم بالتحرك بحرية في المناطق الشمالية لمدة عشر سنوات حيث استطاعوا نشر أفكارهم الإنفصالية بين عدد لا بأس به من الأكراد السوريين, لذلك فإن إظهار النظام السوري بمظهر البريء أو المجبر على الاضطهاد بسبب نوايا الآخر هو أمر غير مقبول.

وأنا مؤمن بأن حل القضية الكردية يكون بالديمقراطية لا سيما أن المسألة الكردية في تركيا في طريقها للحل بشكل نهائي حسب ما تقوله التلفزيونات التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية, وعندما تحل قضية الأكراد في تركيا, فإن المسألة الكردية في سوريا ستحل أيضا بشكل أوتوماتيكي في حال استمعت القيادة الحالية إلى نصائح الحكومة التركية ولم ترتكب أية حماقات كعادتها.
وهي لإلك

أوّل شيء يا صديقي لا تنسَ أنّو التركمان والأكراد بينتموا لإثنيّة واحدة، وهن من أصل واحد، وبظن أنّك تعرف هالشيء... يعني ويلحق فيكن بالتعسّف "اليزيد" مع أنهن مكرّمين بمحافظتي أكتر من الأكراد نفسن... !
أمّا كونك مسالم فما بينفي عنّك بعض الممنوعات، وخاصّة ميول وتعاطف التركمان الواضح مع الأكراد. فاستنتاجك أنّو "اضطهاد" الأكراد ناتج عن قمع وديكتاتوريّة النّظام غير صحيح لسببين:
أوّل سبب أنّو أنا بعمري ما شعرت باضطهاد قوميتي غير العربيّة، لا بل عنّا تعليم اللغة موجود حتّى بالمدارس الخاصّة ومتلي هن الآشوريين والأرمن وغيرنا وغيراتنا... فلو كان متل ما بتقول لكان اضطهد الجميع بدون استثناء. طبعاً هلا بلّش يعطي فئة من السريان العين الحمرا بسبب تحالفهم مع بعض الأحزاب الكرديّة، وبيني وبينك بيستاهلوا... اللي يحط إيدو بإيد خاين بيصير متلو!
السبب التاني: سورية كدولة بعمرها ما اضطهدت الأكراد إلا لمّا بيّنوا بكل وضوح النوازع الانفصاليّة، ومو متل ما قلت أنت والأخ أيهم، أنّو هالنوازع هيّ نتيجة للاضطهاد... لك حسني الزعيم كان كردي، فالله يرضى عليك أنت وصديقنا أيهم راجعوا شوي تاريخ سورية وتاريخ الأكراد بنفس الوقت!
بظن أنّو جاوبتك عَ قصّة "البَكَكة" وأنت عم ترجعلها وكأنّك ما قريت شو كتبت... مو مشكلة بعدلك ياها: لو كان متل ما عم تقول معناها ما كنت شفت هيك نزعة عند جميع أعضاء الأحزاب الكرديّة بهديك المنطقة... عم قلّك بكل وضوح أنا ابن المنطقة وعايش معهن وعندي مصالح وعلاقات مشتركة فاتركنا من ادّعاء "البككة" أو غيرو الله يخليك! تسق وألف تسق... الأمر ما بيتوقف عند هدول... !!! واسأل شايف ولا تسأل قاري!
وأخيراً إذا كان حل قصتن بالديمقراطيّة فالعراق خير برهان ودليل...
.

كاتب النص الأصلي : ayhamm26

طيب عندي سؤال أخ قرصان , بما انك مهتم بالتاريخ و ابن هديك المنطقة ايمتى بالضبط نشأت المشكلة الكردية يعني قبل 1963 كانت موجودة وبنفس الحدة ياترى؟؟

هلا أيهم...
أوّلاً ما كان في شي اسمو "المشكلة" الكرديّة... هالشي هنّ اخترعوه على مرور الأيّام والأحداث...
وتانياً مانها مسألة وحدة ولا مشكلة وحدة لحتّى نجمعها بهيك "تسمية"!
هلا "المشكلة" اللي جميع الأكراد يتّفق عليها هي وباختصار أنّو أي كردي بمنطقتنا بيعيش قوميتو وثقافتو بشكل منعزل عن بقيّة القوميّات، لا بل وصلت لدرجة أنّو اتّبعوا أسلوب اليهود بشراء العقارات والأراضي، حتّى تصبح المنطقة كرديّة بحكم القانون... بس الدولة عم تعمل كمان بالمقابل توزيع ديموغرافي عربي في الشمال، بالإضافة إلى منع انتقال عقار أو أرض إلى كردي... وبصراحة بهالشي هي عم تضمن حقي وحق أي شخص آخر مو كردي بهيك منطقة واقفة على كف عفريت...
هلا قبل السنة اللي طرحتها بتلاحظ أنّو تعداد الأكراد بالمدن الرئيسيّة كان قليل جداً، وتوزعهم كان محصور بالقرى وبخارج الحدود السوريّة... اليوم الآية معكوسة، فبطبيعة الحال رح تتغير المعطيات كاملة وتأثر على أي مطلب أو تصريح. لذلك قبل كان تأثيرهم محصور ضمن صراعات دينيّة وخاصّة مشكلة الأربعينات يوم قرّرت القبائل الكرديّة المنتشرة بقرب مدينة "ديريك" (المالكيّة اليوم) القيام بمجزرة جديدة لمسيحيي هديك المنطقة بالاتّفاق مع بعض الدرك متواجدين بالثكنة العسكريّة. وصول قوّة من العاصمة وفرقة فرنسيّة منع هالشي وصار معركة صغيرة انقتل فيها البعض من الطرفين... (عندي وثيقة من 5 صفحات عن القصّة كاملة مع الأسماء)!
فبتشوف يا صديقي أنّو الأكراد من يوم يومن بالمنطقة هن عنصر غير مسالم وما بدّي ذكرك بالمجازر اللي ارتكبوها ضدنا وراحت فيها عايلتنا بأكملها، أبادوها عن بكرة أبيها... منيح لنفذ جدّي وكان صغير!
ما عم أحكي من منطلق عدائي ولا شخصي، بل من منطلق تاريخي ومحطات بتشوف فيها عناصر بتقودك لهيك استنتاج...
.