عرض مشاركة واحدة
قديم 27/11/2006   #2
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


ترتيب البيت أولاً وراهناً
الكاتب: حنا مينه
المصدر:
تشرين

انالذين غدوا بلبّك غادروا
وَشَلاً بعينك لا يزالُ مُعينا ‏
غيّضنَ من عبراتهنّ وقلْن لي: ‏
ماذا لقيت من الهوى ولقينا!؟ ‏

وأقول، في نفسي لنفسي: ماذا لقيت من السياسة وبلواها؟ ‏
ولماذاأيها المسافر على جنح غمامة، اضعت شبابك في السياسة وهولتها؟ وأي نفعٍ لك، ماضياًوحاضراً، في أن تقول ما لا يقال، وأغلال الحديد قد أكلت من معصميك لحماً نيئاً؟ وهلتحترق أنت، بالكتابة في الشأن الداخلي، بينما سواك يهرب من هذا الأتون الى جبلالثلج؟ وكيف نسيت ان سيدة مسؤولة قالت لك، وأنت تسألها: «لماذا لا تكتبين عنالقضايا الداخلية؟» «هل تريدني ان احترق!؟». ‏
نعم! يكتبون، اكثرهم، عنالأبراج ، موضة العصر، وعن الجوى، الذي لم يلامس قلوبهم، وعن عطارد والشعرىوالمريخ، وهم يستريحون في مقاعدهم الوثيرة، نكاية بالقائل: «صديقُك مَن صَدَقَك، لامَن صدّقك» لأن قيلة الصدق، عندهم، حارقة، وهم لا يريدون الاحتراق، حتى ولو كان فياحتراقهم النورُ الذي يُخرج العرب، او بلدانهم، من ظلمة الغابة، الى وضاءة السهوب!
حسناً! إنني سأكتب في الشأن الداخلي، ولن يكون هناكحرق أو احتراق، فترتيب البيت، من الداخل، قد بدأ، وفي الوقت المناسب والراهنتماماً، وهذا انجاز تجلّى في تأليف الوزارة الجديدة، التي تضم نخبة متميزة منالشباب، الذين أعرف بعضهم، معرفة وثقى، وكنت أتابع، من خلال هذه المعرفة، ما ينجزونمن أعمال، في الوظائف التي يشغلونها، كسفراء لسورية، في البلاد العربية والأجنبية،فتحصّلت لهم الخبرة، في الادارة والسياسة على حد سواء، وبات عليهم، في الوزاراتالتي اسندت إليهم، ان يفيدوا من هذ الخبرة، وان يُحسنوا تطبيقها على النحو المرتجى.
انني أكتب هذه المقالة، في الشأن الداخلي، لأشهد أن كل مقالاتي المماثلةقد نشرت، دون ان احترق، ودون اعتراض من اي مسؤول، حتى على القسوة التي في بعضها، مادامت الغاية، في المآل، هي تقويم الاعوجاج، والتنبيه الى الخطأ، حيثما وقع، وحيثمايمكن تداركه، في السياسة والاقتصاد، وفي تحويل السلب الى ايجاب، مع جزء من الدهاء،الذي دونه تصبح هذه السياسة مسطحة، لا نفع فيها لبلد مُستهدف من كل الجهات، ولا خيرفيها، اذا ما كانت المكيافيلية، وحدها، هي السبيل لتحقيق ما نصبو إليه، ودون حرقللمراحل، في القفز من العصر الزراعي الى العصر الاشتراكي، مغيبين، دفعة واحدة،العصر الصناعي، الذي لا يزال، بالنسبة الينا، أمنية مسحوبة على المستقبل البعيدجداً. ‏
لقد كان لينين على دراية، بأن ثمة خطراً على النظام السوفياتي، فيالانتقال من عصر الاقطاع الى عصر الاشتراكية، وكان يوصي بالإفادة من انجازات العصرالرأسمالي، واحتفى جيداً بوصول بعض الخبراء الرأسماليين لمعاونة النظام السوفياتيعلى النهوض والاستمرار، وكتب المفكر اللبناني كريم مروّة، في جريدة النور، وتحتعنوان «الحرية طريق السعادة» مثنياً على بعض الجوانب الايجابية في النظام الرأسماليالشرس لافتاً الأنظار الى أهمية الاستفادة منها، في طموحنا الى تحقيق الاشتراكيةالتي امامنا، لكن دون أن يُعير الانتباه الكافي لمقولة «نفي النفي» والتي هي اساسفي الفلسفة المادية، وهو يعرفها طبعاً، مكتفياً بالقول «في ادبيات ماركس تأكيد قاطععلى ان الانسان الحر هو الانسان الذي يمتلك الوعي الحقيقي بذاته، ويمتلك التفكيرالحر بمستقبله» وهنا، كان عليه ان يفترق عن فوكوياما، صاحب نظرية «نهاية التاريخ» اي تأبيد الرأسمالية، بأن يؤكد ان النظام الرأسمالي زائل، وأن الاشتراكية عائدة،لأن الرأسمالية نفت الاقطاع، فجاءت التجربة الاشتراكية ونفت الرأسمالية، ثم عادتالرأسمالية ونفت التجربة الاشتراكية، وستعود الاشتراكية وتنفي الرأسمالية، كرةًاخرى، وبهذا يكون المستقبل الاشتراكي هو الافضل، لأنه، في النفي، يجبّ ما قبله. ‏
ما أريد قوله إن تأليف الوزارة الجديدة، خطوة الى الامام، في اتجاه ترتيبالبيت الداخلي، وان الكتابة عن الشؤون الداخلية لا تحرق احداً، كما يتوهم البعض،لأن افق الكتابة الى اندياح، وما تبقى هو طريقة هذه الكتابة، واجتناب كل استفزازفيها، واعتماد النقد البناء، دون خوف أو وجل، مع مراعاة الآية الكريمة: «ان الله لايغفر لمن اشرك به، ويغفر ما دون سواه». اي ان ثمة غفراناً سابغاً، لانتقاد عمل هذاالوزير او ذاك، من غير تطاول لا فائدة منه على الرئاسات بالنسبة للناقد والمنقودمعاً. ‏
ولنتذكر أخيراً، هذه المقولة الرائعة لماياكوفسكي: الشاعر الروسيالكبير «انني امجد الوطن الموجود، ولكنني أمجد ثلاثاً الوطن الذي سيكون» والوطنالذي سيكون، حسب ماياكوفسكي، هو الوطن الذي فيه «الكلمة الحرة قائدة للقوى البشرية» ولا مندوحة عن الكلمة الحرة، او حرية الكلمة، ودون هذه الحرية نفقد كل مقوماتالديمقراطية المنشودة بإلحاح.‏

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04710 seconds with 11 queries