عرض مشاركة واحدة
قديم 18/04/2006   #2
شب و شيخ الشباب HashtNasht
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ HashtNasht
HashtNasht is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
قدامك ...مانك شايفني !
مشاركات:
3,438

افتراضي


اقتباس:
وقال تعالى : ( أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) الآية 30 سورة الأنبياء
{أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30].

يدعي هواة الاعجاز أن وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر الانفجار العظيم (و يربطونه بكلمة الفتق) بعد أن كان كتلة واحدة (رتقا)

أولا...لنرى المعنى اللغوي لكلمة رتقا..

جاء في لسان العرب :

رتْقاً: الرَّتْقُ ضدّ الفتْقُ.

وقال ابن سيده: الرَّتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلاحه، رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقاً فارتتق أي التَأَم.

اذن..كلمة رتقا تفيد كون السماء و الأرض كتلة واحدة..

اما كلمة فتق:

ففتقناهما: الفتقُ خلاف الرتق، فتقه يفتقُّه فتقاً: -شقه-.

الفتق: -انفلاق- الصبح

و من القاموس المحيط:

(فَتَقَهُ): شَقَّهُ (كَفَتَّقَهُ) فَتَفَتَّقَ وانْفَتَقَ
(ومَفْتَقُ) القَميصِ مَشَقُّهُ

اذن..كلمة الفتق تعني الشق...

و هناك العديد من الروايات التي اوردها المفسرون في المراد بالرتق والفتق ...ومن اغلبها يتضح لنا ان المراد من القول في هذه الاية هو كون السماء و الارض كتلة واحدة ثم تم فتقهما (شقهما) ..و بعض المعاني الاخرى التي تصلح لتأويل الاية :

ول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم أن المعنى كانتا شيئاً واحداً ملتصقتين ففصل الله بينهما ورفع السماء إلى حيث هي، وأقرّ الأرض، وهذا القول يوجب أن خلق الأرض مقدم على خلق السماء لأنه تعالى لما فصل بينهما ترك الأرض حيث هي وأصعد الأجزاء السماوية، قال كعب: "خلق الله السموات والأرض ملتصقتين ثم خلق ريحاً توسطتهما ففتقهما بها".

قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى: كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الأرضون.

قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والأرض كانتا رتقاً بالاستواء والصلابة، ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات والشجر، ونظيره قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}. ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم، ولا يكون كذلك إلا إذا كان المراد ما ذكرنا.

قول أبي مسلم الأصفهاني: يجوز أن يراد بالفتق: الإيجاد والإظهار كقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وكقوله: {قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ}، فأخبر عن الإيجاد بلفظ الفتق، وعن الحال قبل الإيجاد بلفظ الرتق.

قال الطبري في تفسير الآية أيضاً:

"وقوله: "ففتقناهما" يقول: فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف الله السموات والأرض بالرتق، وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟

فقال بعضهم: عنى بذلك أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما بالهواء وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة

باختصار لهذا كله...."كانتا رتقا ففتقناهما" تفيد كون السماء و الأرض كتلة واحدة أو جسما واحدا ففتقمها (أي قسمها) الله الى قسمين...و يدعي الاعجازيون ان هذا يتفق مع نظرية الانفجار الكبير _التي اقسم انهم لم يقرأوا عنها يوما) في ان الأرض و السماء كان كتلة ثم تم الانفصال بينهما بالانفجار !!!

هل تنتبق هذه الرؤية مع نظرية الانفجار الكبير؟؟

قطعا لا...

لسببين:

أولا : كلمة الفتق تعني لغويا الشقّ لا أرى فيها أي سيرة عن حدوث "انفجار" من قريب أو من بعيد..فالشقّ ليس تفجيرا و لا يوجد ذرة اتصال بين المعنيين...كما رأينا في المعاجم....الشق هو مثل ما يحدث عندما تشق قطعة قماش مثلا...وهذا لا علاقة له بما حدث في --الانفجار--الكبير اطلاقا.

ثانيا : اذا ربطنا لفظ "كانتا رتقا" في الاية بما قبل البيج بانج فهذا أيضا لا علاقة له بما تقوله نظرية الانفجار الكبير اطلاقا, لأن نظرية الانفجار الكبير تنص على عدم وجود أي نوع من المادة أو الكتلة قبل حدوث الانفجار لأن المادة جاءت الى الوجود مع الانفجار نفسه , بل لا يوجد شيء أسمه "قبل البيج بانج" أساسا...هذا قول فاسد , اذ ليس هناك "فترة وقتية " من قبل ال planck time قابلة لتطبيق القوانين الفيزيائية عليها , مفهوم "الفترة الزمنية" قبل حدوث البيج بانج لا معنى له ......فالوقت مرتبط بالمكان و جاء في حيّز الوجود اصطلاحي"متى و أين" للزمان مع ظهور "المكان" الى حيّز الوجود اي مع البيج بانج...و نفس الشيء بالنسبة الى الى المادة أو الكتلة فلم يكن لها وجود الا مع حدوث الانفجار.

أي ليس هناك "رتق" قبل حدوث الانفجار ولا غيره.

و فوق كل هذا...لا اعرف حقيقة كيف يأتي مسلمون يحاولون الاستناد الى البيج بانج لاثبات قرانهم..سؤال: هل ظهور الكون طبقا للبيج بانج تتماشى مع الخلق كما يراه القران و السنة؟ هل خلق جزء من الكون بشكل منفصل في فترة لوحدها (الارض ) ثم عندما تنتهي هذه الفترة يبدأ خلق جزء اخر بشكل منفصل لوحده في يومين (السماء) ثم يعود الى الجزء الاول "ليظبطه" (و الارض بعد ذلك دحاها) في يومين اخرين..هل تستوي هذه الرؤية مع الكوزمولوجي الخاص بالبيج بانج !!!

J.S: Death is the solution to all problems. No man = No problem.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05496 seconds with 11 queries