سكت قليلا قال:
- وهل تبقى بعد أن تحطم كل شيء
- لابد أن نصنع من القديم جديدا. . .هذا هو الطريق
- وهل هناك جديد
-كل قديم جديد. . . ما دامت الحياة تسير
- ولكنها عندى لم تعد تسير
- بل أنت فى "محطة" تتأهب فيها للمسير
- يبدو أنك تحاول أن تفهم
- لنبدأ من الصفر
- ولكنى أنا الصفر ذاته، حين يصبح لا معنى لأى شيء، حين تفقد الألفاظ دلالتها، حين تصبح العواطف فجة فجاجة الجبال والمحيط. . . . يضيع الطريق . . ويختلط كل شيء بكل شيء.
- فلنحاول أن نرى من حيث نحن، ونعرف من أين، حتى نعرف إلى أين.
استمر فى نظرته وكاد يصمت ولكنه قال فجأة:
- إذا كان الظلام. . . كان الخوف، وإذا كان الخوف كانت الطاعة . . . وإذا كانت الطاعة فى ظلام كان الضياع، وإذا كان الضياع كانت النهاية، وآه لو صحوت قبل نهاية النهاية. . . آه لو رأيت الموت وهو يزحف إليك.
- المهم أن يوجد من يفهم ويحس أن يوجد طريق. . . ورفيق
- فأنت تدعى الفهم
- بل أحاوله
- ولكنك مثل الآخرين
- لا أختلف كثيرا ولكن
- ولكن ماذا؟
- ألا تحس بهذه الـ "لكن"
- أنا لا أحس بشيء ولا أفهم شيئا ولا أريد شيئا غير حريتى، أنا سجين الألفاظ. لن أستعملها بعد ذلك. . . سوف ألزم الصمت.فالننه الحديث
- فلننته منه أولاً
- وماذا تعنى هذه 'لكن'
- إننا نحس بنبض الألفاظ دون حاجة إلى تعريفها بألفاظ أخرى ربما زادتها غموضا، بل إننا قد لا نحتاج إلى ألفاظ كثيرة إذا شعرنا بنبض القليل منها
- وهل للألفاظ نبض؟
- هو نبض الحياة. . . إذا صدقت
- وهل للحياة نبض؟
- هو نبض الحقيقة
- وهل هناك حقيقة؟
- هناك طريق إلى الحقيقة
- وهل نصل؟
- لا أعرف، ولكنى آمل. . . المهم ألا نخاف السير . . . إنما علينا أن نخاف الوقوف
- فما الداعى . . أصلا
- ما أنت فيه: هذه القوة غير الموجهة لابد أن توجه
- كفى توجيها
- ولكنك أنت الذى ستوجهها وإلا انفجرت فيك
- ولكن أين أنا الذى سيوجه، فلتقم القيامة
- ولكنها لا تقوم الآن. . . ولابد أن نصنع شيئا لما أنت فيه
- وما الذى أنا فيه؟ أنا صفر داخل كرة من الفراغ لا جدار لها
- ولكنك تحس بهذا
- أنا كتلة من التداخل، أنا الفراغ مليء بالضياع، أنا هو أنا الذى هو لست أنا
- فلابد من إعادة التوازن
يتبع...
تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..
اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!
حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
|