[Alshami]

السكان

كان معظم الأسبان شعبًا ريفيًا فقيرًا قبل التطور الاقتصادي السريع للبلاد في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين. وكان الكثير من الناس يمتلكون مزارع صغيرة. وكان الآخرون يعملون في ملكيات كبيرة. وكان الناس في كل منطقة من البلاد، مثل الأندلس في الجنوب أو جاليسيا في شمال غربي أسبانيا، يشعرون بولاء كبير لمناطقهم. وكان اتصالهم قليلاً بالأسبان في المناطق الأخرى. وكانت الكنيسة الكاثوليكية هي القوة الأعظم الموحِّدة بينهم. وكان كل الأسبان تقريبًا كاثوليكيين. كما كانت الكنيسة الكاثوليكية تنتصب في وسط معظم القرى.
وأسبانيا اليوم بلد صناعي، ويعيش الناس في مجتمع حضري مطّرد الحداثة. ويتناول معظم الأسبان طعامًا أفضل ويلبسون أفضل، ويسكنون في منازل أُفضل، ويتلقون تعليمًا أكثر، وعناية صحية أفضل مما كان في أي وقت مضى. وتبقى الإقليمية والكاثوليكية القوى المؤثرة في الحياة الأسبانية. لكن التغيير الاقتصادي والاجتماعي السريع قد قلل من تأثير هذه القوى على الكثير من الناس.

الأسلاف وعدد السكان

لقد عاش الناس فيما يُعرف الآن بأسبانيا لأكثر من 100,000 سنة. وعند بداية التاريخ المُدَوَّن ـ قبل حوالي 5,000 سنة ـ غزا شعب عرف بـالأيبيريين معظم أسبانيا. وخلال الـ 4000 سنة التالية قدمت مجموعات أخرى إلى أسبانيا كغزاة أو مستوطنين أو تجار أو فاتحين. ويمثل الفينيقيون أول هذه المجموعات، وقد تبعهم السَّلْتيون ثم اليونانيون فالقرطاجيون، فالرومان ثم شعوب جرمانية ثم المسلمون الفاتحون. واختلطت كل مجموعة مع شعوب أخرى في أسبانيا. وقد ساعدت هذه الطريقة في تشكيل سلالة الشعب الأسباني في الوقت الحاضر.
يبلغ عدد السكان في أسبانيا 39,567,000 نسمة. ويعيش أكثر من 64% منهم في المدن. وهناك مدينتان في أسبانيا يبلغ عدد السكان في كل منهما أكثر من مليون شخص وهما مدريد، عاصمة البلاد وأكبر مدينة فيها، وبرشلونة. وتوجد حوالي 16 مدينة يزيد عدد السكان في كل منها على 200,000 شخص.