24 آب
إذا كان لديّ النضج الكافي لكي أقلع عن إصدار الأحكام , فسلوكي هذا سيظهر جليّاً . و إذا أردت أن أعرف نيّة شخص أو أعمق دوافعه أو ردّة فعله فالطريق واحد , عليّ أن أسأله هو ( أرجو ألاَّ تمرّ يهذا القول مرور الكرام , لأنك أنت أيضاً لا تملك عيوناً تُخفي و راءها آلة تصوير بالأشعة ).
و ربّما كان من المفيد هنا ان نذكر بالفرق بين الحكم على الشخص و الحكم على عمله . فإذا رأيت شخصاً يسرق فلوساً , بإمكاني أن أحكم أنّ هذا العمل خطأ أدبي , و لكني لا أستطيع أن أحكم على الشخص نفسه . الله و حده يمكنه أن يحكم و يحدّد المسؤولية . و لكن إذا تعذّر الحكم , في المقابل , بصوابية العمل أو عدم صوابيته , استحال الكلام عن الموضوعية في علم الأخلاق . نحن لا نريد أن نقع في المقولة التي تّعي بأنّ الحقيقة تكمن فقط في نظرة الشخص إلى الشيء , و أنّه لا وجود لأمر صحيح أو غير صحيح بشكل موضوعي . و لكن , في كلّ حال , يبقى الحكم في مسؤولية الأشخاص من نطاق عمل الله .