عرض مشاركة واحدة
قديم 29/08/2007   #12
صبيّة و ست الصبايا إباء اسماعيل
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ إباء اسماعيل
إباء اسماعيل is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الولايات المتحدة
مشاركات:
24

افتراضي إلى طير جارح نشر نصفها قارئي وأكمل لكم النصف الآخر


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Kakabouda عرض المشاركة
إلى طير جارح
شعر: إباء اسماعيل

1
هكذا إذن..
فكّرتَ أن تطير بعيداً
عن سمائي الملوّنة بجناحَيك !
أن تنسى أحجاري الكريمة
التي صنعتُ لك منها عشّاً
وافترشتُه بزغب زكرياتنا الورديّة
هل نسيتْ جناحاك دهشة سمائي
وآن لكَ أن تشطبني
من خطوط الأفق
التي كنا نتقاطع في مساراتها
في فصول الحبّ الماطرة ؟

كلُّ الظروف المستحدَثة
والظروف الغابرة
لم تعُد تتقن لعبة التَّسلُّق
على شجرة الحقيقة !
غبارُ أنت يلاحقني
وأنا أريد أن أتنفّس
بأمنيةٍ من هواءٍ
لايعرفُ العواء
ولا الغاز الذي يحرق ولايحترق !

لن أنظر خلف أحلامي المُقعَدة
كي لاأرى فُتاتَ بقاياي
وأشياء فتْنتي

2
وفتْنة أشيائي
وجدائل روحي الذّهبيّة
وهي تنعقدُ سلاسلاً
تخنق آهاتي الجرداء
إلاّ من صحاري هيمنة مخالبك .
وأنت تلاحقني بتيّارات ألسنة لهَبك
ولَهَب ألسنتك الحمراء!

كيف لي أن أُلاحقَ فيك البَياض الحنون
وغُبارُكَ يثيرُ فيّ حساسيّةالجنونْ ؟!
كما لوأنني قصيدة شرسة
لاتريدُ أن تكتمل
ولا أن تُنشر في فراغ مؤَطّر
بأربعةِ جدرانٍ بلهاء
لاتعرف النوم ولا اليقظة
لاالفجر المعتّقِ بالفرح،
ولاالليل الدّائم الإنكسار
رغم أنّ له مطلق الحريّة
في التّحدُّث مع ذاته !

قاع المحبّة الفارهة أنت..
زخرفة على جدارٍ غير موجود
حقيقة إن كُتبتْ،
ستُبشِّر بحربٍ عالميّةٍ عصريّة
إلى أبعد حدود الإنفراج الأنثوي
الذي لايقبل القسمة على جنسَين !


لقد فوجئت وفرحت حقاً وأنا أقلب صفحات أخوية الشعرية ، أن أرى قصيدة لي منشورة من قبَل أحد القرّاء ..
قصيدتي ( إلى طير جارح) منشورة في ديواني الأخير ( اشتعالات مُغتَرِبة) الصادر في سوريا لهذا العام 2007 .

تحية الإباء والمحبة والابداع
إباء اسماعيل

ولكن مانُشر ليس القصيدة بأكملها :
إليكم الجزء الثاني من القصيدة:



أحبّك بكل ّ أسمائي
التي أحاول اكتشافها
ليس فيك ,
أملاً أن لا تكون بعد قوات الرجولة !
لا تَخَفْ فالرجولة ُ قدر ٌ جميل لا يفوت
حتى بعد َ فواته ,
ولا معنى له دون الأنوثة ! ..
* * *
وبإندحاري ,
الذي أراه غائباً الآن
أحبُّكَ ...
وَبكلِّ انبهاري بغبارِك اللاذع
يستويني على عرش التراب .
لِمَ لا ؟
فأنا أنثى ترابيّة
اعتدت ُ في أزمنتي الغباريّة الغابرة
أن أدخل جذور فتنتك
دون أن أتجاوزك إلى أغصانك
إلى أن كاشفَتْك َ التُربةُ هي الأخرى !!
* * *



أقول : هي الأخرى
هل فوجئتَ َ بأنها أنثى
هي الأخرى ؟!
فتحتْْ لي أنفاقاً من ضوء ,
كي أرى في عصور الظلام
ما تعجز ُ عصور الضوء
أن تمنحني حركية الأفعال
المشاكسة بلطف
ولكن دون تحفُّظ ْ !


تُريدني أنْ ألاحق فيك بهاءك ؟!
كانت هذه أحجية قديمة
لم تكشف اسرارها جدّتي
العاقلة جداَ
والفاتنة جداَ
* * *

لكنّ جدّي كان عاقلاَ ً
جداً جداً....
وفاتناً ,
جداً جداً ...
هكذا كان يقال !
بل ... وكان متفوِّقاً على جدَّتي
في كل شيء
حتى استبدلها بامرأة ٍ أخرى
لتحبّه أكثر ...أكثر
وهو دائماَ دائماَ
لا يخطىء !!!
كنت ُ واهمة ً جداَ
لم أكن أحلم أبداَ ...!
* * *




شتّان ما بين الحلم والوهم
كنت ُ أتوهَّم ,
بأنني حين بحثتُ عنك ,
وجدتُ فيكَ مغارةً ناصعة َ البياض ,
دخلْتُها وأقمتُ فيها مملكتي
ووجدت فيها ما أحب :
ينابيع شفاهكَ الدافئة
شطآن روحك َ الزرقاء ْ كالحلم ْ
-الذي بات َ وهماً بالطّبع –
حماماتُ قلبك التي فتحت ْ أقفالها
وازدهرت ْ بأمواج الصّخب الطفوليّة
كلماتُك الغائمة ,
ترسم طيوراً في السّماء ,
وتهطل ببطىء فوق حقول أنفاسي ,
الغائمة هي الأخرى !
* * *

كَم كنت ُأحبُّ المطر ,
وكم كنتَ تحبُّ الحرب !!
سألتكَ :
إذا جاءت الحرب،
هل نحتفي بها
كي تصبح توأماً لغربتنا ؟!
هل نكسر الفسيفساء الدِّ مشقيَّ الملوّن
مِن دواخلنا ؟!
هل نطفىء نجوم أعماقنا ,
ليطغى سواد الحرب ,
على أضواء حريّتنا المتبقية من زمن السّلم ؟!
* * *
إذا جاءت الحرب ,
هل تشطَح بوجودنا
لتصبح سيّدة الموقف ,
وملكة أحلامنا الضائعة ؟!
هل نفسح لها مكاناًَ تحت جلودنا
كان يوماً ,
ينبض ُ بارتعاشات خفيّة ؟!
أجبتني بـ نعم ٌ
غريب ،
كيف يُصرِّح ُ برضوخه
لسلطة الحرب الأنثى؟ !
ولكنني ,
أحبُّ بجنون ٍ المطرْْ!!!....
----------------------------

من مجموعة ( اشتعالات مغترِبة) الصادرة عام 2007

_________________________

آخر تعديل إباء اسماعيل يوم 29/08/2007 في 11:39.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.12031 seconds with 11 queries