الفارسة العزيزة رنا
تحيّة قلبيّة تُسبَغُ عليك من الأعالي، ونفحة حبٍّ لما ألقيتِه على سطورك الورديّة هذه، أمّا بعدُ...
كلامُك في البدايةِ أشعلَ شهوة التذوّق فيّ، فاقتطعتُ منه قطعةً لا بأس بحجمها ولونها ورائحتها، وأعجبني المذاق!
ثمُّ انتقلتُ بعدها بين أصناف مائدتِك هذه لأجدَ محبّتك للعربيّة ورغبتك فيها تعلو كلَّ شأنٍ ومطلب، فاجتمعتُ بك وكانت كفّي بكفّك تجمعان من قصعةِ الرزّ ومن ثريدها سمناً عربيّاً أصيلا.
اقتباس:
بصراحةٍ مُطْلَقةٍ فقد كتبتُ لكَ بعدَ أنْ أفحمتني بالردِّ
|
صدّقيني إن شئتِ، أنا بائسٌ في حقلِ العربيّة، والأخطاءُ التي تتخلّلُ كتاباتي وردودي بيّنةٌ، وأعرفُ ذلك حقَّ المعرفةِ، وما جاءَ سؤالي إليك عن خطأي إلا رغبةً في إصلاحِ القولِ، ولم يكن مقارعةً على الإطلاق، فأمّا سكوتك عن الإجابة فقد أحزنني فطلبتُ منك العودة إليه...
فأمّا ما جاءَ في البقيّة الباقية فلم يكن إلا رغبةً في تواصلٍ لغويّ يسعى نحو البناءِ لا الهدم!
اقتباس:
وما عتبتُ – والله - على شيء إلا على نعتكَ لي بفارسة العربية إذ استشففت فيها تهكّماً قد بلغَ من القلبِ مبلغاً
|
إنْ عُدتِ إلى ما سبق ذلك وما تلاه، وقرأته بعينِ أخرى، فلن تجدي فيه تهكّماً ولا استصغاراً ولا شيئاً ممّا خطر على بالك عندَ اشتداد العراك! لأنّي صوّرتُ نفسينا بفارسين يقتتلانِ في ميدان العربيّة، وحسبي أن أكونَ مثلك، ليخرج تفسيرك عن غايتي من التصويرِ!!!
أشكرُك وأشكرُ تفهّمك ولنا لقاءٌ آخر ودمتِ.
Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
|