عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #59
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


فقد قال بن باز مفتي المملكة العربية السابق: " المشروع للمسلم أن يتوضأ كما توضأ النبي (ص)، فيبدأ بالوجه ويتمضمض ويستنشق ويغسله ثلاثاً، ثم يغسل اليدين مع المرفقين ثلاث مرات، ويبدأ باليمنى قبل اليسرى، ثم يمسح رأسه مع الأذنين مرة واحدة، ثم يغسل الرجلين، ويبدأ باليمني قبل اليسرى. وإذا نسى الشخص وجهه وأكمل الوضوء يجب أن يعيده من الأول" [16] . فمن الواضح أن الوضوء أصبح طقساً من الطقوس العادية يجب أن نلزم فيه الترتيب الزمني الذي لا يخدم غرضاً. فما هي أهمية الترتيب إذا كان القصد الطهارة، وقد غسل الإنسان كل الأعضاء التي يجب غسلها، لكنه أخطأ في الترتيب؟وهل أصبح الله لا يهمه من هذه الدنيا إلا مراقبتنا ليرى إن كنا قد غسلنا رجلنا اليمنى أولاً أم اليسرى؟
فالقرآن هنا حدد طقوس الطهارة وهي غسل الوجه والأيادي إلى المرفقين ومسح الرأس ثم غسل الرجلين إلى الكعبين. فنستنتج من هنا أن النجاسة هي في المواضع المذكورة، ولذلك أمر الله بغسلها لنكون طاهرين للصلاة. والنجاسة ليست في البراز والبول والمني، لأن الله قال : " أو جاء أحدكم من الغائط، أو لمستم النساء فلم تجدوا ماءاً فتيمموا". فقد أذن الله لعرب الصحراء الذين كان الماء شحيحاً عندهم أن يتبرزوا ويجامعوا النساء ثم يمسحوا على أيديهم وأوجههم بالتراب، إذا لم يجدوا ماءاً، فيصبحوا طاهرين، ثم يصلوا. فالوضوء والغسل والتيمم كلها إذاً طقوس تدل على الطهارة المعنوية وليست الفعلية، إذ كيف يزيل المسح على الوجه بالتراب القذارة عن الدبر أو الفرج؟
وكيف يطلب الله من المسلم المتوضئ أن يغتسل أو يتوضأ إذا خرج من أحدهم المني أو البول أو الغائط، لكي يصير أحدهم طاهراً ليصلي لله، بينما إذا حمل الإنسان كل هذه الأشياء داخل جسمه ولم يخرجها، جاز له أن يصلي بوضوئه الأول وهو طاهر. فهل الإسلام يهتم بالمظاهر فقط؟ ويبدو لي لو أن الإنسان أخرج كل هذه الأشياء من جسمه يكون جسمه أكثر طهارة لأنه تخلص من الأدران التي كان يحملها، وبالتالي لا يحتاج أن يتوضأ.
وكالعادة، جلس العلماء، الذين لا عمل لهم غير التنقيب عن الأحاديث والآيات طوال الأيام والسنين، فليس لديهم وظيفة أخرى تشغلهم، ولا يطلبون علماً آخراً غير الحديث والقرآن، فخرجوا لنا بما لا يُحصى من نواقض الوضوء. فقالوا إذا بال المتوضئ وغسل ذكره بالماء، فإنه ما زال نجساً وعليه أن يتوضأ مرة أخرى، بينما لم يصب البول وجهه أو رأسه أو أنفه أو أرجله، وهذه هي الأعضاء التي يغسلها إذا توضأ. والمنطق هنا يقول إذا بال المتوضئ، واعتبرنا البول نجساً، فيجب أن يغسل المتوضئ ذكره فقط، خاصة إذا عرفنا أن المسلمين كانوا يعانون من شح المياه، حتى أن الله سمح لهم أن يتبرزوا ويمسحوا على أيديهم ووجوههم بالتراب ليصبحوا طاهرين.
وزادوا في شروطهم وقالوا: إذا أدخل البالغ حشفته في الفرج ولم يكمل دخول الذكر كله ولم يواصل الجماع، يجب عليه الوضوء مرة أخرى لأن وضوءه قد انتقض. وكما قلنا سابقاً فإنه حين يتوضأ يغسل وجهه ويديه ورجليه، فما الحكمة من غسل وجهه والذكر هو الذي سبب نقض الوضوء؟ أما كان الأجدر أن يغسل ذكره فقط لأنه سبق أن توضأ من قبل وغسل كل هذه الأعضاء؟ وإذا كان دخول الحشفة في الفرج دون الإنزال يسبب النجاسة، فإذاً الفرج في حد ذاته نجس، ودخول الحشفة به جعل الرجل المتوضئ نجساً. وما دام الفرج نجساً، فكيف يصبح غسيل الوجه واليدين من المرأة مطهراً لها والفرج الذي سبب نقض الوضوء ما زال نجساً؟ يجب أن تغسل المرأة فرجها في كل مرة تتوضأ فيها لأن الفرج بطبعه نجس.
واستمر الفقهاء في بحوثهم عن نواقض الوضوء فقال عليّ بن طلق إن رسول الله (ص) قال: " إذا فسا أحدكم في الصلاة، فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة ". فإذاً الفسوة، وهي غاز نحمل منه في الأمعاء الغليظ كميات ليست بالضئيلة، إذا خرج من المصلي، بطلت صلاته وبطل وضوءه، ولكن إذا ضغط على نفسه وحبس هذا الغاز داخله، فهو طاهر. وهذا الغاز هوDihydrogen sulphite الذي يتكون من مشتقات الكبريت والهيدروجين ولا يختلف عن غاز ثاني أوكسيد الكربون، مثلاً، إلا في الرائحة. فما الذي جعله نجساً؟ إذا كانت الرائحة هي السبب، فهناك مرضى بتقرحات جلدية تنبعث منها رائحة كريهة، لكن صحتهم العامة وحركتهم لا تتأثران بهذه القروح التي قد تتطلب شهوراً لتندمل، فيجب إذاً أن يمتنع هؤلاء عن الصلاة لأن تقرحاتهم بها رائحة كرائحة الفسوة. وهناك مرضى يعانون من مرض وراثي اسمه ظاهرة رائحة السمك Fish Odour Syndrome هؤلاء المرضى ينقصهم إنزيم معين يؤثر في تخلص الجسم من بعض المواد التي تتسرب إلى الجلد وتصبح رائحة الإنسان كرائحة السمك مدى حياته، ولا ينفع معها الاستحمام. فهل تبطل الصلاة عن هؤلاء الناس؟
وبعد كل هذا الجدل عن كيف يتطهر الإنسان للصلاة، جاءنا أبو هريرة بحديث يقول: " إذا وطئ أحدكم الأذى بخفيه فطهورهما التراب ". والحديث يعني إذا وطئ المتوضئ البراز بنعليه وعلق البراز بهما، فليمسحهما بالتراب ويصلي فيهما. فهل هناك قذارة أكثر من البراز؟ وهل إذا مسح الشخص الحذاء بالتراب، يزيل التراب هذه النجاسة لتسمح له أن يصلى في نعليه؟
ورغم هوس العلماء الإسلاميين بطقوس الطهارة، التي يجب أن تكون طهارة معنوية لكنهم جعلوها طهارة جسدية، فإن المسلمين الأوائل ما كانوا يرون في البول نجاسة تستدعي الغسل، فقد كانوا يبولون في كل مكان، حتى في مسجد الرسول [17]. واستمر هذا المفهوم كما هوحتى أيام الخلافة الأموية. ويروى أن الحجاج بن يوسف، لما بنى مدينته الجديدة " واسط" أصدر أمراً بحبس من يبول أو يتغوط فيها. فقال أعرابي:
إذا نحن جاوزنا مدينة واسطٍ خرينا وصلينا بغير حسابِ
وأكثر من ذلك تبحر العلماء في البحث وأتوا لنا بحديث عن أنس بن مالك يقول، قال رسول الله (ص) : " إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن يبصق عن شماله تحت قدمه". فالله غير موجود عن شمال الإنسان المصلي، ولذلك يستطيع أن يبصق عن شماله.
وقد رأينا فيما مضى أن بعض المشايخ قد كفرّوا تارك الصلاة، فسأل مأذون بالسعودية الشيخ بن باز: هل يجوز لي أن أعقد لرجل مسلم لا يصلي على امرأة تصلي؟ فقال له بن باز: " إذا علمت أن أحد الزوجين لا يصلي فلا تعقد لهما، لأن تارك الصلاة كفر لقول الرسول (ص): بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة، وكذلك قال الرسول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر". فما دام المأذون قد عرف أن الرجل لا يصلي، وهو بالتالي قد كفر، لماذا لا يطبق عليه حد الردة ويقتله بدل أن يزوجه؟
وحتى التثاؤب منعوه في الصلاة، فقال أبو هريرة في حديث آخر: " التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ". أي يضغط الإنسان على حنكه ليمنع فتح الفم والتثاؤب. وحسب علم الكاتب فالتثاؤب ينتج عن قلة الأوكسجين في الهواء، ولم يكن الكاتب يعلم أنه من الشيطان.
فكل هذا يثبت لنا أن الوضوء والصلاة أصبحتا طقوساً كطقوس الجاهلية، يهتم المسلمون بأدائها وترتيب هذا الأداء أكثر من العبادة نفسها.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.17780 seconds with 11 queries