عرض مشاركة واحدة
قديم 24/07/2007   #84
شب و شيخ الشباب alwaleed
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ alwaleed
alwaleed is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
بغرفتي
مشاركات:
264

افتراضي


تكملة

إذا أضفنا إلى ما قلناه حتى الآن ما أورده من معطيات وزي ر إنماء المناطق فلاديمير ياكوفليف حين قال: \"إن ما يقرب من 60 بالمائة من الروس هم من العجائز والمعاقين. وإن مليوناً من أصل 20 مليون رجل في سن العمل يقبعون في السجن على جرائم مختلفة ارتكبوها، وإن 4 ملايين رجل يخدمون في أجهزة الأمن الداخلي ووزارة الطوارئ والأجهزة الأمنية الأخرى، وإن 4 ملايين آخرين هم من المدمنين على تناول الكحول، وإن مليوناً هم من المدمنين على تناول المخدرات\"، وجدنا أن خسارتنا من الرجال الأصحاء الآن تمكن مقارنتها بخسارتنا في سنوات الحرب. وما يسمى بـ\"رصيد الاستقرار\" الذي أنشئ من مبيعات النفط والغاز الروسيين في الخارج والمودع في البنوك الأميركية هو مثابة تعويض غير معلن دفعته روسيا المهزومة إلى الولايات المتحدة المنتصرة. فخلال العقد الأخير من السنين أخرج من روسيا ما يقدر بـ152,8 مليار دولار، وفي خلال سني \"الإصلاحات\" خسرت روسيا 3 تريليونات دولار. ولم يبق في روسيا الآن سوى 3 بالمائة من العمال المهرة من أصل عدد العمال العام (في الولايات المتحدة نسبة هؤلاء 47 بالمائة، وفي ألمانيا 43 بالمائة). وقريبا لن يعود أحد يستطيع أن يعمل في الإنتاج الذي يتطلب دقة عالية. ذاك هو الثمن الباهظ والمخيف الذي دفعته ولا تزال تدفعه روسيا لقاء \"الديموقراطية\" والرأسمالية.
والآن عن شخصية ستالين. كثيرا ما تقيّم هذه الشخصية انطلاقا من مواقع زمننا الحاضر. وهذا يخالف قواعد التاريخ كل المخالفة. فلم يكن عند ستالين طريق آخر يسلكه غير ذلك الذي سلكه لتطوير البلد. إنه حقاً زعيم شعبي وإنسان خالص الصدق والتفاني من أجل وطنه. فهو لم يكن في حوزته بعد وفاته غير جزمة من اللبّاد عتيقة وبزة عتيقة أيضا. ولهذا يكرهه ويخافه الأعداء. ستالين استطاع في خلال أمد قصير بعد حربين عالميتين أن يعيد إعمار البلاد، ولذا يرهب الأعداء وهو ميت. وكلما تردى وضع البلد اقتصادياً زادوا من رفع وتيرة الهستيريا ضد ستالين. البكاء ينبغي أن يكون لا على ما يوهَم من عشرات ملايين القتلى في ظل العهد الاشتراكي، بل على المواطنين الروس الـ15 مليوناً الذين أوصلهم النظام الحالي حقاً وفعلاً إلى القبر. ولكم سيوصل إلى القبر بعد منهم! هي ذي الإبادة فعلاً، وهي ذي أعمال القمع التي تتم لا بالاعتقال والسجن، بل بالتجويع والتصقيع والإمراض والإطفار والقتل والتشريد وغيرها من آفات الرأسمالية وبثورها. نحن نعيش في بلد مدحور مقهور مقسوم محتل، ولذا يشكل ستالين الآن بالنسبة إلينا رمز النصر و الانبعاث. والاشتراكية على عوراتها فيها من \"الضارّ\" ما لا يقاس بما في الرأسمالية لضآلته، ومعلوم أن ليس في الطبيعة أصلاً ومن حيث المبدأ أنظمة سياسية مثالية.
غير أن ستالين ما كان ليكون ستالين لو لم يتنبأ بما حصل لنا اليوم. ففي تشرين الثاني/نوفمبر عام 1939 قال في خلال لقائه بكولونتاي، أول وزيرة خارجية سوفياتية:
\"إن الكثير من فعال حزبنا سوف يشوَّه ويُهتَك، وبالأخص في الخارج، بل في بلدنا أيضا. فالصهيونية اللاهثة وراء الهيمنة على العالم سوف تنتقم منا بقساوة على نجاحاتنا وإنجازاتنا. وهي ما زالت تنظر إلى روسيا نظرتها إلى بلد همجي، إلى مصدر للخامات. واسمي أيضا سوف يشوهونه بكذبهم وافترائهم. وسوف ينسبون إلي الكثير من الأعمال الشريرة.
إن الصهيونية العالمية سوف تسعى بكل قواها إلى تدمير اتحادنا (الاتحاد السوفياتي – المحرر) لكيلا تقوم قائمة بعد اليوم لروسيا. وإن قوة الاتحاد السوفياتي في الصداقة بين شعوبه. وحربة نصالهم سوف توجه بادئ ذي بدء إلى قطع أواصر هذه الصداقة، إلى فصل الأطراف عن روسيا. هنا لا بد من الإقرار بأننا لم نفعل بعد كل شيء ينبغي أن نفعله. هنا لا يزال متسع من العمل كبير.
التعصب القومي سيرفع رأسه بمزيد من القوة. وسيقهر لوقت ما النزعة الأممية والوطنية، ولكن فقط لوقت ما. ولسوف تنشأ مجموعات قومية داخل الأمم ونزاعات. وسيظهر كثير من القادة الأقزام، من الخونة داخل أممهم.
عجلة التطور في المستقبل على وجه العموم ستسير بمزيد من التعقيد وحتى ضمن سبل جنونية، والانعطافات ستكون حادة لغاية. ونحن سائرون إلى ثورة في الشرق خاصة. وستنشأ تناقضات حادة مع الغرب. ومع ذلك، وأيا تكن وجهة تطور الأحداث، فإن وقتاً سيمر وأنظار الأجيال الطالعة سوف تتوجه إلى فعال وانتصارات وطننا الاشتراكي. وعاماً إثر عام سوف تأتي أجيال جديدة وترفع مجدداً راية الآباء والأجداد وتعطينا حقنا كاملاً. وهي سوف تبني مستقبلها على قاعدة ماضينا\" (يوسف ستالين، مجموعة المؤلفات، المجلد 18، ص 610 عام 2006 – الطبعة الروسية).
والحق أن الكثير من الشبان والشابات يأتون الآن إلى السياسة، إلى حركات التمرد والاحتجاج اليسارية. إنكم ترونهم في التظاهرات. وإن يكونوا بعد غير متجانسين وغير منتظمين وغير متنورين سياسياً وغير ممتلكين ناصية النظرية الماركسية، فهذه هي البراعم الأولى التي ستنبت منها روسيا الجديدة، روسيا الحرة حقاً. ولربما عشنا وإياكم حتى يوم قيامتها.


قد تستطيعون قطف كل الزهور ...
لكن لن تستطيعوا ايقاف زحف الربيع ...
____________________________________
الشيوعية باقيةوطريقها طويل ...يقربه الرفاق وكلنا لكلنا
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03429 seconds with 11 queries