عرض مشاركة واحدة
قديم 23/03/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا متمردة
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ متمردة
متمردة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2007
المطرح:
........
مشاركات:
68

Unhappy نيقة عن الخليقة ؟


كنت في أغلب الأحيان لا أعير اهتماماً لما تقوله أمي عني ، لأنني كنت أعتقد أنها لا تعرفني جيداً ..
مؤخراً ..اقتنعت بقولها عني أنني " نيقة عن الخليقة" ..
لكن هذه ليس مشكلتي تحديداً ..
ربما أنا فقط أحاول أن أفسر ما يحصل معي كل يوم بهذا المثل .
وهنا تكمن مشكلتي ، بما يحصل معي كل يوم ..
عندي الكثير من الزملاء الذكور ، بعضهم زملاء دراسة وعمل ، وبعضهم أصدقاء . لكنني مازلت أبحث عن صديقة ، أو عن الصديقة ، منذ سنين .
هل إيجاد صديقة أمر صعب لهذه الدرجة ؟؟
لكنني لست أبحث عن الصديقة المخلصة ..لا يهمني الإخلاص ، أنا أبحث عن الصديقة المشابهة ، المتفقة ، المناقشة ، المرحة . هذا فقط ما أبحث عنه .
اليوم قررت أن أنظر حولي بشكل أوسع ، أن أغلق كل البرامج في رأسي وكل النوافذ ، وأبقي برنامج"البحث عن صديقة" ..
استيقظت في الصباح الباكر ، وركبت الباص ، باتجاه المتحف .
دخلت البوابة ، وألقيت التحية على الموظفين ، بطريقي إلى غرفة أستاذي .
شاهدت زميلاتي هناك ، قلت : " صباح الخير " ..
ردوا : "صباح الخير " ، بعضهم نظر إلي وبعضهم لم ينظر ، حصل هذا وهم يتابعون نقاشهم وعملهم حول مخطوطة قديمة .
لقد كنت بحالة من الفضول شديدة لكي أعرف عن هذه المخطوطة شيئاً ، لكنني لم أتجرأ على سؤالهم :"شو هي ؟ " ، خشية أن أقابل بنوع آخر من اللامبالاة .
قلت بنفسي : " ولا واحدة منهن هي تلك التي أبحث عنها ، لأن صديقتي كانت لتدعوني إلى تلك المخطوطة لنتناقش حولها سوياً "

تجولت في المتحف لوحدي ، ثم جاء صديقي ، و شرح لي قليلاً عن المحاضرة التي تغيبت عنها في الصباح . إنه حقاً صديق ، لكني توصلت إلى نتيجة أنه لا بد للشاب من صديق وللفتاة من صديقة ، فكثيراً ما يحتاج كل منهما إلى صديق من جنسه ليتحدث إليه .

ذهبت إلى الجامعة ، وأنا لا زلت أكمل بحثي ..ذهبت إلى الكافتيريا لأحضر قهوة ، لم أتعب نفسي وأبحث داخلها ، لأني أعرف النتيجة سلفاً .
أخذت القهوة وخرجت ، فأنا لا أطيق الجو داخل الكافتريا ، المليء بالدخان والضجيج و البشر .
جلست في مكان ما خارجاً ، كانت بقربي زميلات أيضاً ..
رحت أستمع إلى حديثهن علني أجد ما يجذبني إلى الجلوس معهن ، فسمعت الآتي :
"ريتا عطيني ال "eyeliner" بدي انزل عالحمام "
ريتا: "هي آخرمرة رح اعطيكي اياه "
فتاة أخرى : " يا بنات في حدا معو بويا ؟ "
"ايه ايه أنا معي .."
أخذت البويا وفتحتها بقوة فإذا بها لونت كل ما حولها بالأسود حتى ثياب صديقاتها ..
صوت أنثوي غاضب " يا اللللللللللللللللله "
صوت آخر " هاد شغل بني آدمين ؟؟ "
بدأت الفتيات تنظفن ثيابهن
قالت إحداهن " سمر ليكي عمر عم يطلع عليكي "
سمر : "بشرفك ؟ "
"لك ايه ايه "
ويبدو أن سمر اصطهجت .

تقززت نفسي ، وقررت أن أغادر لأكمل ما تبقى من قهوتي في مكان هادئ .

انتهيت من القهوة ، نزلت إلى الحمام لأغسل يدي ..
بعد باب الحمام مباشرة ، ظهرت أمامي فتيات يدخنَ ، فتساءلت : إلى متى ستبقى المدخنات يدخنَ في الحمامات ؟؟؟ لو كنت مدخنة ، لدخنت سجائري أمام الجميع ، كذلك صديقتي .

.
.
.
هذه هي رحلة بحثي ليوم واحد ، لم أصادف الكثير من النماذج ، لكن سأختصر ما صادفته في حياتي ب :
1-فتاة تنتظر عمر لكي ينظر إليها نظرة واحدة على الأقل ، لتنسى العالم بأجمعه .
2-فتاة تبحث دائماً عن eyeliners و أحمر الشفاه والمرايا ، وتصرخ إن شاهدت القليل من الغبار على حذائها أو ثيابها .
3-فتاة دودة كتب ، ليس عندها وقت للمرح ، ولا للصياعة ، وحياتها كلها بين المحاضرات الدراسية .
4-فتاة متعصبة ، فايتة طالعة من المسجد . أو ممثلة ممكن .
5-فتاة أنانية بالمعلومة ، وتحتفظ بما تعرفه من معلومات وكتب لنفسها .
6-فتاة لا تتقبل أفكاري -ابتعدت عني الكثير من الزميلات بسبب هذه النقطة -.
7-فتاة لا تعرف المناقشة .
8-فتاة متقبلة للعادات وتعيش على طريقة أمها .
9-فتاة جبانة ، تدخن في الحمامات .
.
.
.
.
.الكثير بعد ، لكن هذا أكثر ما أصادفه ، وطبعاً لم ولن أعثر على صديقة من بينهن .

هذا الموضوع ليس دعاية للبحث عن صديقة ، ولا أرمي منه إلا إلى مناقشة القضايا المشابهة لهذه المشكلة .
ومعرفة رأيكم فيما إذا كنتم تواجهون نفس الصعوبة بالعثور على صديق/صديقة .




"وأغرب ما لقيت من أنواع العبوديات وأشكالها ، العبودية العمياء ، وهي التي توثق حاضر الناس بماضي آبائهم ، وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم ، وتجعلهم أجساداً جديدة لأرواح عتيقة ، وقبوراً مكلسة لعظام بالية "
جبران خليل جبران
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03856 seconds with 11 queries