الأستاذة الناقدة سبيرانزا
اشكرك .. ما أكثر القصص التى يظهر فيها والد زوجتى الراحل محمود البدوى .. يظهر فيها المرأة أقوى من الرجال أنفسهم لأن قصصه كان يستلها من الواقع ، وسأقوم بمشيئة الله بحصر هذه القصص ونشرها ، حتى تغير الجمعيات النسائية من نظرتها إلى أدبه ..
وقد سبق وأن اتهمه النقاد بمثل ما اتهمته به الجمعيات النسائية .. فرد عليهم قائلا :
"
قال محمود البدوى ردًا على الذين قالوا عنه إنه يكتب فى الجنس ..
" إنهم يقولون إننى أكتب عن الجنس ، هتفت هاتوا لى قصة جنسية واحدة ، لم أجد من يجيب ــ إننى لا أكتب عن الجنس ــ ولكن فى ذهنى المرأة تتحرك مع الرجل مع صراع الحياة ، فإذا زلت ، فهى تزل من قوة قهرية أكبر منها جعلتها تضطر إلى هذا . المرأة ليس من رغبتها الدعارة، إنما هو الاضطرار"(2).
و"قصصى تردد دائما أنها تبحث عن الرجل الذى لا تجد فيه صفات زوجها"(3) .
"فالمرأة والرجل يتحركان مع بعضهما ، فلم أتعمد الإثارة ، ولم أكتب عن الجنس كشىء مفرد ، إنه شىء طبيعى فى الحياة"(4) . "إننى أصور شيئا موجودًا فى حياتنا ، وموجود بقوة وعنف وهو شىء عميق وبعيد الأغوار ، وقد تظهر أشياء كثيرة فى سلوك الإنسان من الغضب والانفعال وفى أعماقها الجنس وفى ظاهرها لا يبدو الجنس"(5) .
و"أظنك تلاحظ أنى لم أصف أبدًا جسم المرأة بالتفصيل الذى يثير ، كما أنى لا أصورها عارية إطلاقا"(6) .
"الجنس تكمله للظروف المحيطة به .. جذوره أعمق مما تتصورون فى النفس البشرية"(1) .
"ظواهره خفية ، قد تلاحظ أشياء تبدو من الوهلة الأولى بعيدة كل البعد عن الجنس ، ولكنك إذا تعمقتها وبحثت وراءها ، تجد أن الجنس هو الباعث الأول لها ، وأعتقد أن الجنس أسبق من غريزة الجوع ، وأكثر تأثيرا فى النفس، وفى كثير من القصص العالمية حين يطرح على المرأة اختيار الطعام أو الجنس ، لا تتردد فى ممارسة الجنس أولاً .
ولقد بعث فرويد ثورة عظيمة منذ أوضح نظريته إلى الآن ، وقد تأثر به مئات من الكتاب فى العالم ، كما أنه ألقى ضوءًا جديدًا على التراث الأدبى كله(2) "
"لقد عالجت مئات الحالات الإنسانية الصارخة التى لم يلتفت إليها أحد .. والجنس عميق الجذور فى حياتنا ، وأنا لم أقصده لمجرد الجنس فقط .. وإنما أحاول أن أصل إلى أعماقه ، وهناك فرق بين رجل يضع يده على كاهل فرس جميلة .. وبين امرأة تفعل نفس الشىء"(3) .
"عوامل السقوط فى قصصى لها مبرراتها ، والإنسان عندما يسقط فالواقع تعمى بصيرته وتجتمع عوامل القدر والظروف والحياة بطبيعتها تحب النقاء والطهارة ، والمرأة فى قصة "الباب الآخر"(4) عندما رأت شابا فى الشباك المجاور وكانت تعرفه من قبل تصور لها فزعها ، ونتيجة الإحساس بالدنس ، أوجد عندها واجسا جعلها تعتقد أنه سيفضحها . وقد يكون الشاب لا يفكر فى هذا إطلاقا وما فكر فيه ، ثم الفزع من الدنس أيضا جعلها تعتقد أنها إذا استجابت لهذا الشاب أسكتته ، وهذا طبعا عبارة عن أعصاب مخلخلة ، أو تصور عصابى ممزق جعلها تتصور هذا ، والغرض الأسمى من كل شىء أن الحياة طاهرة ونقية ، وعندما ندنسها لابد أن ندفع الثمن(1) ".
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(3) م. آخر ساعة 21/1/1976 . (4) مجموعة الباب الآخر 1977
ــ الهيئة المصرية العامة للكتاب م. الهلال العدد 4 ــ أبريل 1976 .
(1) الأنوار 5/3/1978 . (2) ص. الأخبار 2/6/1982 .
(3) م. فصول ــ المجلد الثانى ــ العدد الرابع يوليه وأغسطس وسبتمبر 1982 .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
" ص 93 من كتاب محمود البدوى والقصة القصيرة ـ اعداد على عبد اللطيف ـ وتم نشره بالكامل فى المكتبة الإلكترونية المصرية
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ