الموضوع: مقابلات
عرض مشاركة واحدة
قديم 30/07/2008   #6
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي


الإجماع المزيّف


نعوم تشومسكي لم يتعب من السير بعكس تيّار «النظام» الأميركي المهيمن على العقول والإعلام. فالحصار الذي يمارسه عليه الاستابليشمنت لم يجدِ نفعاً في منع وصول صوت ذلك المفكّر اليهودي الأصل، اليساري الانتماء إلى العالم أجمع. في هذه المقابلة التي تنشرها «الأخبار» بالتنسيق مع فصليّة «ميديا» الفرنسيّة، يشرّح مفكّرنا «إرهاب» الدعاية الأميركيّة المتمثّلة بسياسات ستالين وألمانيا النازيّة
نعّوم تشومسكي

■ يقولون عنكَ إنّك غائبٌ عن الإعلام التقليدي، فيما صحيفة «نيويورك تايمز» رأت أنّك «أحد أكبر المثقّفين على قيد الحياة».

ــ هذا التعليق، من نيويورك تايمز، مأخوذ من نصّ نقدي أدبي. لكنه يجب التنبّه إلى التعابير البرّاقة التي تصدم. فالمقال يتابع ليقول «إذاً، كيف له أن يكتب أموراً مخيفة عن السياسة الخارجية الأميركية؟». من ثم تتوالى الانتقادات. وأنا لا أنتظر أن تمدحني وسائل الإعلام الأميركية. إن كنت فعلاً أبحث عن ذلك، وبقليل من الجهد، فيمكنني أن أكون أكثر حضوراً، وهناك أيضاً مسألة الوقت، فأنا مشغول دائماً. وشبكة نيويورك تايمز وزّعت العشرات من مقالاتي المتاحة للجميع وهي ليست سرية، وقد نشرت في جميع أنحاء العالم. والمقال الوحيد الذي نُشر في أميركا كان بناءً على طلب هذه الصحيفة.

ماذا كان موضوعه؟

ــ لقد فوجئت بشدة عندما طلبت منّي النيويورك تايمز أن أكتب عن جدار الفصل في الأراضي المحتلة. وقد قلت في هذا المقال إن الادّعاء بأن الجدار سيؤمن الأمن والأمان لإسرائيل هو من دواعي السخرية. إن كانت إسرائيل تريد فعلاً حماية نفسها فعليها أن تبني سوراً ارتفاعه ثلاثة كيلومترات داخل الخط الأخضر وتحميه بأسلحة نووية بحيث يصبح غير قابل للاختراق... ولكن هذا سيحرمها من التمكن من الوصول إلى الطرف الآخر من الضفة الغربية. وما تريده فعلاً من هذه الأراضي هو المصادر الطبيعية، والأراضي الخصبة، وتفكيك المجتمعات الفلسطينية...
إن هذا الجدار الذي بُني ليحمي المستوطنين هو غير شرعي بالكامل، وقد اعترفت المحاكم بهذا القول. إن السلطات الإسرائيلية تعرف منذ 1967 أن عملية الاستيطان هي انتهاك لمواثيق جنيف. ربما لهذا السبب طلبت مني الصحيفة كتابة هذا المقال. فلا يوجد شخص آخر يقول هذا الكلام في أميركا. ولا توجد وسيلة إعلام تتطرق إلى ذلك على الرغم من أنّه بديهي. ولكن، لماذا يجب أن نتوقع أن تتمكّن آراء مختلفة ومخالفة للسائد من أن تُنشر في وسائل الإعلام؟

■ هل تحاول وسائل الإعلام أن تمارس الرقابة عليك عندما تعطيك الكلام من خلال فرض شروط خاصة؟
- تتمّ دعوتي أحياناً، ولكنّ كل شيء يكون قد أُعدّ مسبقاً. دعني أورد لك مثالاً على ذلك: أثناء انهيار جدار برلين، اتصل بي معدّو برنامج (خط الليل) Nightline من قناة ABC. وأنا أعرف هذا البرنامج وطريقة إعداده. يجب على المدعو أن يلبي عدداً من الشروط وخصوصاً ما يسمّونه السرعة. فمداخلتك لا يمكن أن تتجاوز جملتين بين الفقرات الإعلانية. وبما أنني كنت أعرف تماماً ماذا ينتظرني، فقد رفضت المشاركة. أما صديقي أليكس كوكبورن، فلقد اتصل بي بعد دقائق ليقول لي إنّ البرنامج المذكور قد دعاه، فنصحته بعدم الذهاب، لكنه لم يسمعني وذهب. ولقد شاهدت الحلقة لإشباع فضولي، وقد تحقّق حدسي. فالموضوع إذاً يتعلق بانهيار الجدار، وهو يظهر الجموع الفرِحة والمبتهجة، ومن ثم، يتوجه المذيع داخل الاستديو إلى صديقي أليكس ويسأله: بماذا تفكر أيها السيد كوكبورن، أنت الذي يبخّر لستالين؟
فيبدأ أليكس بالرد من خلال جملة أو اثنتين ليقاطعه المذيع قائلاً: شكراً سيدي. كما قلت لكم، كل هذا معدٌّ مسبقاً، إنّه إخراج محكم.

■ منتقدوك يتهمونك بأنك لا تعرف كفاية كيف تعمل وسائل الإعلام وما هي معوقاتها وشروط عملها، فعلى سبيل المثال، لماذا تعارض أسلوب السرعة في العمل الإعلامي؟
ــ أنا أرى أن هذا أسلوب للبروباغندا، فإذا كانت لديّ ثلاث دقائق لأشرح لماذا ليبيا هي دولة إرهابية، أستطيع أن أفعل ذلك. بالمقابل، إن أعطوني المدة نفسها لأشرح لماذا الولايات المتحدة الأميركية هي دولة إرهابية، فهذا مستحيل. فقبل كل شيء، لم يسبق لأحد أن استمع إلى هذا الطرح من قبل. يجب إذاً تحليل الوضع وإعطاء البراهين. عدا ذلك، سيبدو أن الطرح لا معنى له البتة. إننا عندما ننشئ ونتعلم وما نزال في مجتمع أفكاره موجّهة إلى حدّ كبير، يجب علينا أن نتمكن من الموضوع الذي نعالجه، وأن نتحصّل على معارف عميقة لفهم الأفكار التي تبتعد عن الفكر الأحادي.
إن الصحافيّين واعون لهذا الأمر بشكل كبير، ولقد أدمجوه في طريقة عملهم. فعلى سبيل المثال، يقوم شارلي روز في برنامجه على قناة PBS باستقبال جون بورنز، عميد المراسلين الأميركيين الذين غطّوا أهم الأحداث في العالم. وهو يقول إنّ المراسلين يجب أن يدافعوا عن ألوان الفريق المحلي. بالطبع، فهذا ما أراد قوله، وإنما هو قال إنّ الولايات المتحدة هي مصدر الاستقرار الرئيسي في العالم والداعم الأول لحقوق الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية. وهو يصرّح بأمور عجيبة أخرى من اللون ذاته. ويأسف خصوصاً لأنّ الوضع في العراق يخفّف من قدرة أميركا على نشر السلام والعدالة وحقوق الإنسان، ومواجهة الأنظمة الشمولية في جميع أنحاء العالم.
إنّ تصريحات كهذه هي أبعد ما تكون عن الحقيقة والواقع. كان بإمكان صحافي من جريدة البرافدا إبّان الحقبة السوفياتية أن يقول الشيء نفسه في ما يتعلّق بستالين.
كان بإمكانه القول بأنه كان مدافعاً عن الديموقراطية وعن حرية الشعوب في أوروبا الشرقية ضد الفاشية، إنّ اليوم الذي لن يكون بمستطاعه الاستمرار بالقيام بهذا الشيء سيكون يوماً تعيساً. لكم كنا ضحكنا لمثل تلك التصريحات؟ ولكننا الآن في أميركا وفي العالم الغربي عموماً لا يمكننا أن نضحك لأن عقولنا مسيطر عليها بعمق.

يتبع ..

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة

آخر تعديل ooopss يوم 04/08/2008 في 04:21.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05077 seconds with 11 queries