الموضوع: مقابلات
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/08/2008   #8
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي نعوم تشومسكي..تتمة 1


وسائل الإعلام والهيمنة الأميركيّة
لقد سبق وذكرت بأن البروباغندا بالنسبة إلى الديموقراطية هي كاستخدام السلاح بالنسبة إلى دولة شمولية. ما هو دور وسائل الإعلام إذاً في مثل هذه المنظومة، وكيف تعمل هذه المنظومة وما هي الفوائد المرتجاة منها؟
- إن وسائل الإعلام هي مصدر معلومات هام جداً وأنا أقرأها كل يوم، ونحن نتعلم الكثير من خلالها. ولكنها تؤمن، كما سبق وذكرت، بالدفاع عن ألوان الفريق المحلي. فلننظر إلى صحف هذا الصباح مثلاً، وإلى العنوان الرئيسي لوول ستريت جورنال: إيران لم تتوقف عن بيع السلاح إلى العراق! هذه هي المشكلة إذاً في العراق: أن إيران ترسل الأسلحة. يمكن أن يكون هذا القول صحيحاً أو غير صحيح، ولكن، فلنتوقف للحظة لنرى ما يريد هذا العنوان الإشارة إليه. في سنة 1985، كان للعنوان الرئيسي في البرافدا أن يكون: «أميركا مستمرة في إرسال الأسلحة إلى الإرهابيين في أفغانستان الذين يقاومون جهود الاتحاد السوفياتي لإحلال السلام وتأمين الاستقرار في هذا البلد». في هذا الطرح أيضاً، هناك شيء من الحقيقة، ولكن هناك شيء ما ينقص.
يمكن لنا أن نتبيّن هذا النقص في الحالة السوفياتية، ولكن لا يمكننا التوصل إلى معرفته عندما يتعلق الأمر بنا. وعندما يتم سؤال كوندوليزا رايس على التلفزيون وعلى الإذاعة عن الطريقة التي يمكن اعتمادها للانتهاء من هذه الحرب، تُجيب: هذا أمر بسيط جداً. يجب وضع حدّ لتدفق المقاتلين الأجانب والأسلحة من الدول المجاورة إلى العراق.
لا أحد ينزعج من هذا القول. هل هناك أسلحة ومقاتلون أجانب في العراق؟ نعم، بالتأكيد. فهناك أكثر من 150 ألف جندي أميركي و100 ألف مرتزق مسلَّح، ولكنهم ليسوا بأجانب على ما يبدو، لأننا نعتقد بأن العالم هو ملك لنا. ولننظر الآن إلى فاينانشل تايمز، وهي الصحيفة التي أجدها أكثر جدية من أترابها. العنوان الرئيسي اليوم مكرّس لكوريا الشمالية، وحول أنها تقوم ببناء منشآت نووية في سوريا. ولكن إن نظرنا عن قرب، نجد أن هذا البناء المزعوم كان قد بدأ العمل به في سنة 2002 أو 2003. لا نعرف إذاً من أين أتت الصور التي ترافق المقال. فإما أّنها أخذت منذ عدة سنوات أو أنها مخترعة بالكامل. لقد دمّرت حكومة بوش الاتفاق المعقود مع بيونغ يانغ في 2002، والذي كان يمنعها من تطوير أسلحة نووية. وتمّ إثر ذلك ضمّها إلى لائحة بلدان «محور الشر». ولقد نشرت الحكومة الأميركية حينذاك تقارير عن فظائع ترتكبها الحكومة الكورية الشمالية. وعندما قرر المجتمع الدولي إرسال محققين إلى هذا البلد، سحبت الإدارة الأميركية من الملف، وبشكل سري، تقارير اعتبرتها غير كافية.
ولم تعرض الصحف في ذاك الوقت إلا جزءاً ممّا حصل. يمكن أن تكون كوريا الشمالية هي أسوأ نظام في العالم، ولكنها تنتهج سياسة عمليّة وواقعية. فعندما تشتد عدائية السياسة الأميركية تجاهها، فهي تنحو في المنحى نفسه. وعندما تميل أميركا إلى التفاوض، فإن كوريا الشمالية تدخل اللعبة. وهذا ما حصل في 2002 و2003. وهذا يُشير إذاً إلى أن جزءاً هاماً من القصّة لم يتم التطرق إليه ولا عرضه في وسائل الإعلام. لماذا، وعلى سبيل المثال، نجد أن كوريا الشمالية موجودة في الشرق الأوسط؟ لقد كانت إسرائيل مستعدة للاعتراف بها في سنة 1993، وذلك ما كان ليدفعها إلى تعديل مواقفها، وهذا ينعكس بالتالي إيجاباً على إسرائيل؟ لماذا لم يقوموا بذلك؟ لقد نهاهم كلينتون عن هذه الخطوة. هذا إذاً حدثٌ هام كان يمكن له أن يتصدّر أخبار وسائل الإعلام إن كانت تتمتع بالحرية الحقيقية. إذاً، نعم، يمكن أن نحصل على المعلومات من وسائل الإعلام ولكن هذه المعلومات تقدّم لنا بطريقة خاصة. إن الأشخاص الذين لديهم حدّ أدنى من الوعي ومن المعرفة بالتاريخ، والذين يقرأون الصحف، يستطيعون أن يفسّروا ما يُقال لهم وأن يعرفوا ماذا يجري حولهم بشكل حقيقي. أما أشخاص مثل جون بورنز، فإنّهم يصدّقون كل ما يُقال لهم، وهم عاجزون عن فهم الحقيقة.
■ إنّكم تنفون عن نفسكم نشر نظريّة المؤامرة وتتحدثون بالمقابل عن سوق موجّهة حيث الأخبار هي مُنتج تُحاول وسائل الإعلام تسويقه. فالهدف الأساسي لوسائل الإعلام ليس المتلقي ولكن سوق الإعلانات؟
- إن التاريخ يُظهر ذلك ويؤكّده. إذا حلّلنا عن قرب الصحافة الغربية أو حتى الأميركية، نلاحظ أن مجموعات اقتصادية كبرى تبيع منتجاتها إلى السوق. أتحدث هنا عن وسائل الإعلام النخبوية، التي تحدد ما يراد أن يتم إيصاله إلى المتلقي. والمتلقي هنا هم الناس المتعلمون، المتميّزون، والمقررون في السياسات والأساتذة في الجامعات. إنهم يشكلون أقليّة بين الناس ولكنهم مترابطون بشكل قويّ. وبالتالي، فهذه المجموعات الاقتصادية تبيع جمهوراً متلقياً متميزاً ومتعلماً إلى سوق يجمع مجموعات اقتصادية هامة أخرى. ماذا يمكن لنا أن ننتظر والحال كذلك من أن تحمل وسائل الإعلام من مضامين؟ يشرح جورج أورويل ذلك بشكل جيد جداً في مدخل كتابه «مزرعة الحيوانات» والتي تصف وحشاً شمولياً. وهو يتساءل لماذا في بريطانيا الحرّة، يتم حجب الأفكار المزعجة للبعض عن التداول، ومن دون استخدام القوة؟ وهو يعتقد بأن مردّ ذلك يعود أولاً إلى ملكية وسائل الإعلام لرجال أغنياء لديهم كل الأسباب والدوافع كي يرفضوا تعبير بعض الآراء عن ذاتها. والسبب الثاني متعلق بالتوجيه الفكري والعقائدي. فإنك إن تلقيت تربية جدية وحصّلت علومك في جامعة أوكسفورد أو كامبريدج، يستوعب منطقك العقلاني أن هناك أموراً من الأفضل عدم الخوض فيها أو حتى التفكير بها. فعلى سبيل المثال، لا يمكن لك أن تفكر بأن الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولتان عن أية حالة اعتداء. هذه الفرضية بحد ذاتها غير مقبولة. ولكنك تستطيع أن تطرح هذه الفكرة إن كان الأمر متعلقاً بروسيا أو بصدام حسين.
فنحن عندما نعتدي، لا يمكن أن يكون الأمر إلا عملية تحرير، ومن يقاومنا هو المعتدي الحقيقي. وفي ما يخصّ العراق، فإن قرأت الصحف، سيُخيّل إليك أن كلمة «الفاسق» هي جزء لا يتجزأ من اسم مقتدى الصدر. فالصحف تُشير دائماً إليه كمتمرّد أو كفرد متطرف من رجال الدين، وهو في الحقيقة، رجل يقاوم العدوان الأميركي، أي إنّه يقاوم اعتداءً خارجي

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03801 seconds with 11 queries