الموضوع: مقابلات
عرض مشاركة واحدة
قديم 04/08/2008   #9
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي نعوم تشومسكي تتمة 2


■ يتمّ اتهام وسائل الإعلام بأنها غير موضوعية وبأنها تميل إلى اليسار، فهل هذه طريقة أيضاً للسيطرة عليها ومراقبتها؟
- إن اليمين يتهم الصحافة باستمرار بأنها تتبنّى أفكار اليسار السياسي، وعلى العكس من أصدقائي، فأنا أتفق مع اليمين في هذا الأمر. إن وسائل الإعلام ذات التوجه الديموقراطي الاجتماعي هي حامية النظرية وهي الحارس المتنبّه الذي يحدد إلى أي مدى يمكن لنا أن نصل. فعلى سبيل المثال، وفي نهاية حرب فيتنام، كانت التعليقات الأكثر أهمية تأتي من إعلام اليسار المتطرف. أنطوني لويس من نيويورك تايمز كان يصف بداية الحرب في 1975 كالآتي: لقد قامت أميركا بجهود مليئة بالأخطاء لتحقيق الخير. لقد رأى أنه بما أن أميركا هي التي قامت بهذا، فمن المحتّم أنها كانت محاولة للقيام بما هو صحيح. ومن ثم يقولون لنا: عذراً، لم ينجح الأمر.
فمنذ 1979، بدأنا باكتشاف أن هذه المحاولات لجلب الديموقراطية إلى جنوب فيتنام تكلفنا غالياً. فيما هذه المحاولات كانت من نفس مستوى جهود ستالين في أوروبا الشرقية. لقد كانت الإدارة الأميركية تعرف أنها تحارب ضد حركة شعبية كبرى وأنها لن تتمكن من تنظيم انتخابات لأن نتيجتها ستكون الفشل الكامل. ولكن لم يكن لدينا الحق في أن نفكر بذلك. هذه المحاولات «لعمل الخير» تبيّن لاحقاً أنها غير مجدية وأنها مكلفة للغاية. هذا هو الانتقاد الذي قام به اليسار. وفي عام 1969، وصف 70 في المئة من الأميركيين الحرب بأنها غير أخلاقية أكثر من مجرد كونها خطأً.
لن تجد كلمة حول ذلك في الإعلام التقليدي. فمن غير الممكن انتقاد الذات بشكل عقلاني. وأنا أبحث منذ سنوات ولم أجد حتى الآن في الصحافة الأميركية عبارة: اعتداء أميركي. وخصوصاً في ما يتعلق بالعراق، لم أتمكن من الحصول على نقد مبدأ الغزو نفسه. الشيء الوحيد هو ما يقوله المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك أوباما حول أن الحرب في العراق هي «خطأ استراتيجي».
في المقابل، لم نسمع أنهم يتحدثون عن خطأ استراتيجي عندما كان الأمر يتعلق بالغزو السوفياتي لأفغانستان. وكذلك، فقد قالت هيلاري كلينتون إننا مُقحمون في حرب أهلية لن نستطيع الخروج منها رابحين. لا يمكن اعتبار هذا الكلام انتقاداً فعلياً. السؤال الحقيقي هو: لماذا هناك حرب أهلية؟ لماذا لا نطرح السؤال على العراقيين؟ إنهم بالنهاية يعرفون السبب: العنف الطائفي تسبب به الاجتياح الأميركي. يمكن لك إذاً أن تفكر بهذا الأمر، ولكن لا يمكن لك أن تعبّر عنه في الإعلام التقليدي.
■ لكن هناك العديد من وسائل الإعلام التي تنتقد الوضع القائم، وهنا أذكر ريبورتاج واشنطن بوست حول السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوروبا، والمقالات حول تجسس وكالة الأمن القومي على الأميركيين، حتى إن بعض أعضاء الإدارة الأميركية اتّهموا الصحافيين بأن أيديهم ملطخة بالدماء...
- نعم، أحياناً تتحدّى وسائل الإعلام السلطة القائمة، ولكن مع التقيّد بحدود معيّنة. فهم تحدثوا جزئياً عن السجون السريّة والفظائع المرتبطة بممارسة اختطاف الأشخاص الذين يتم نقلهم سراً إلى البلدان التي يسمح فيها بالتعذيب للحصول على اعترافات. لقد عالجت وسائل الإعلام أيضاً قضية سجن أبو غريب في العراق وفظائع معتقل غوانتانامو في كوبا. إن بعض المراسلين يقومون بعملٍ جيدٍ جداً، ولكن مع ذلك فهم لا يتعرّضون لما هو أهم. مثلاً، في معتقل غوانتانامو لا توجد ضرورة لكي يعرف الإعلام بأن التعذيب يمارس، فالأمر معروف حتى قبل أن تتحدث الصحافة عنه. لأنه مرتبط بمجرد وجود هذا المكان، حيث يُنقل المساجين خارج أي إطار قانوني أميركي، عوضاً عن أن يكونوا في سجنٍ في ولاية نيويورك مثلاً.
إن السبب الوحيد الذي يبرر ذلك هو أن هذا المعتقل هو غرفة تعذيب. الشيء ذاته بالنسبة إلى عملية اختطاف الأشخاص للتحقيق معهم في دول تمارس التعذيب: لا نستطيع تعذيبهم كفاية في أميركا، إذاً، نرسلهم إلى حيث يمكن أن يعذبوا بشكلٍ «جميل». هل كنّا بحاجة إلى الصحافة لنعرف ذلك؟ ومع ذلك، فإنّه شيء جيّد أن يتم كشف ذلك عبر وسائل الإعلام، لأنّه يفتح عيون الناس ويساعدهم على البدء في التفكير.
■ لقد قلت «درجة انصياع وسائل الإعلام للسلطات في الغرب تشبه تلك الموجودة في ظل النظم الشمولية»، ألا توجد مبالغة في هذا الكلام؟ هل يمكن لنا حقاً أن نقارن نيويورك تايمز بجريدة غرانما الكوبية أو صحف بورما؟
- إنني أتبنّى نفس موقف جورج أورويل في مقدمته غير المنشورة لكتابه «مزرعة الحيوانات»، عندما يقارن النظام الشمولي الذي يتهكم عليه ببريطانيا الحرّة. فهو لا يدّعي بأن وسائل الإعلام في هذه الأنظمة المختلفة متشابهة، وهي حتماً مختلفة. ولكنه يقول بأن النتيجة التي يتم التوصّل إليها هي نفسها. وبالمقابل، فإن الآليات مختلفة تماماً.
في بريطانيا الحرّة، يتم هذا الأمر طوعاً ولا يوجد إكراه ولا استخدام للقوة إلا في حالات نادرة للغاية، في بريطانيا أكثر من أميركا على أية حال. ويجب على بريطانيا أن تخجل من السيطرة التي تمارسها الحكومة على وسائل الإعلام. إن هذه السيطرة تقوم من خلال تطبيق قوانين وعقوبات متشددة حول ما يتعلق بما يسمى الإساءة إلى الأشخاص، وهو أسلوب يستخدمه الأغنياء وذوو السطوة لإسكات الأشخاص المزعجين. وعلى العكس من ذلك، فحرية الصحافة في أميركا محترمة فعلاً. وهذا عائد في جزءٍ منه إلى الإرادة الذاتية للعاملين والممولين لهذا الجسم الإعلامي، وفي جزءٍ آخر إلى التوجيه الفكري والعقائدي الذي يُدير هذه الوسائل الإعلامية. فنستطيع القول بالتالي إنّ دراسة النظم المفتوحة هي عملية أكثر أهمية ودلالاتها أكبر. ففي نظام قمعي كما في الاتحاد السوفياتي السابق، كان الصحافيون يبررون مواقفهم بالحديث عن الخوف، فيما الصحافي أو المثقف أو أستاذ الجامعة في أميركا لا يستطيع أن يختبئ وراء مقولة الخوف. وبالتالي، فإن موقفهم هو مجرّد جبن. إضافة إلى أنّه قد تمّ إقناعهم بأن هناك أموراً لا يمكن ذكرها ولا التفكير بها. حتى إنني يمكن أن أقول إنه من غير المؤكّد بأن عملية الوصول إلى المعلومة هي أفضل حالاً هنا. لقد نشرت واشنطن بوست منذ ثلاث سنوات نتائج دراسة أعدّتها الحكومة الأميركية ومعهد للأبحاث حول كيفية الحصول على الأخبار لدى المواطنين السوفيات قبل انهيار منظومتهم. لقد كانت النتائج هامة للغاية. فلقد تم التمييز في الدراسة بين المتعلمين وبين الطبقة العاملة. لا أذكر الرقم بالتحديد، ولكن ما يقارب 95 في المئة من السكان كانوا يلجأون إلى مصادر أجنبية كهيئة الإذاعة البريطانية لأنهم كانوا عادة لا يثقون بصحافتهم. وبين السكان عموماً، كانت نسبة 70 في المئة، 50 منها من المتعلمين و15 من المواطنين الأقل تعليماً، تلجأ إلى مصادر أخرى غير مسموح بتداولها كالنشرات السريّة أو المطبوعات غير المرخّصة.
فلننظر الآن إلى الولايات المتحدة: عشر السكان على الأكثر لا يكتفون فقط بالعناوين الكبيرة للتلفزة وللصحافة. وبالتالي، فالأميركيون هم أقلّ تعليماً بشكل كبير من نظرائهم الروس. فالمطبوعات المعارضة هناك هي غير شرعية. أما هنا، فلا! ولكن هل يمكن لمطبوعة معارضة هنا أن تصل إلى 50 في المئة من السكان؟ حتماً لا، فهذا أمر غير ممكن تصوره. إذاً، وبالمقارنة، فالروس يتحصّلون على تنّوع أكبر من المعلومات ومصادر الأخبار بالمقارنة مع الأميركيين. وبما أن الاتحاد السوفياتي كان دولةً شمولية، فالبروباغاندا هي ظاهرة شبه طبيعية لدرجة أنها لا تثير الانتباه. أما الوسيلة والمنهجية لدينا فهي أكثر إتقاناً، ما يؤدي إلى تقبل المواطنين لها بشكل أسلس.
هل يحمل تطور الإنترنت في خباياه نهاية «صناعة الإجماع» مع نشوء الصحافة المواطنية وإمكان تطوير أفكار لا يمكن لها، حسب ظنك، أن تعبر عن طريق وسائل الإعلام التقليدية؟
- إنّ الإنترنت وسيلة رائعة، وأنا أستخدمه كلّ الوقت، فهو مصدر معلومات هائل. ولكن، تصور أنك عالم أحياء وأن لديك القدرة على الوصول إلى جميع المقالات والأبحاث المتعلقة باختصاصك. إن أمضيت وقتك في قراءتها، فستصبح أسوأ عالم أحياء. يجب عليك أن تعرف عما تبحث وأن تكون متمكناً من الموضوع العام لكي تجد نفسك في هذا الكمّ الهائل من المعلومات. عندما يكون الناس موجّهين فكرياً بشكل عميق فهم لا يعرفون عما يبحثون. فهم يُقصفون بالأخبار التي لا تفيد في شيء. وبالتالي، فإن الإنترنت مفيد جداً عندما تعرف ماذا تفعل. يجب التوصل إلى التخلص من منظومة البروباغاندا.
(ترجمه سلام الكواكبي بإذن خاص من فصليّة «ميديا» الفرنسيّة ـــــ عدد صيف 200

من جريدة الاخبار اللبنانية 30 تموز 2008

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04801 seconds with 11 queries