للأرواح أغنية في حضرة الماء
الماء
كم يشبه هذا السرمد روح المرء
يجيء من الأعلى
وإلى الأعلى يمضي
وعليه ثانية ان يهبط نحو الأرض..
اليس اذا
يختار وروح المرء طريقاً منشعباً
لخنود واحد؟!
الماء
خيط شعاع عذب متجس
يتدفق من قلب الصخر ويمضي
يتقاطر من امواج السحب ويمضي
ينثال طروباً
تتلقاه بترحاب روح الصخر الملساء ويمضي
يغلي هداراً
يتغلغل محتجباً نحو الأعماق
الماء موج لجي يصرخ محتدماً
في وجه صخور ناتئة
تطفو في السطح كجذلى
ينهرها
يتلاطم، يجأر
لكن لا يلبث ان يتراجع منحسراً
نحو الأعماق
الماء
الوجه الآخر للأسرار
غد يفترش الأمس بساطاً ممدوداً
ويسافر
يمضي متئداً
كي يسبر أغوار المستقبل
الماء
روح اجراها الله فصارت بحراً
صارت مرآة للكون
وكل صباح
كل مساء
والفلك تسرح اعينها
كل يبحث في صفحتها عن وجهه
والريح
ترى ما الريح
الريح حبيب معشوق للموج
اليست في الأصل هجيناً القح
في هذا الموج المزبد
آه أيتها الروح
كم انت شبيهة هذا الماء
وياقدر الانسان
كم تشبه في غلوانك هذي الريح