[مايسترو]

في الوقت الذي يجب أن تكون فيه أوضاع منتخبنا الوطني لكرة القدم على أحسن ما يرام قبل أربعة أيام فقط من لقائه الافتتاحي بتصفيات كأس آسيا بمواجهة منتخب الصين يوم الأربعاء القادم فإننا كمن يتجه إلى »سيران« في ملعب حلب الدولي لتبدأ المخاوف بدل أن ينشر التفاؤل جناحيه على هذه المرحلة..

أعرف أنّ لاعبينا قادرون على صنع الفرحة، وأعرف أنّ كل من ينتقد المنتخب أو مدربه سينصهر في تشجيع المنتخب الوطني عندما تبدأ ساعة الصفر، وأعرف أنّ الحظّ سيدخل على الخطّ في أي نتيجة إيجابية كانت أم سلبية، وأعرف كرة القدم التي تخرج على كلّ القوانين مرّة لك وعشرة عليك، وأعرف أنّ اتحاد الكرة سيقول: قدّمنا كلّ شيء ولم نقصّر مع المنتخب و...الخ

كلّ هذا الكلام سيحضر في حديث الأيام القليلة التي تفصلنا عن موعد اللقاء، وعندما يبدأ اللقاء سيتوقف الكلام حتى معرفة النتيجة، فإن جاءت إيجابية كما نشتهي تغنّى الجميع بأداء اللاعبين وبطولاتهم وهذا أمرٌ سنشترك به مع الجمهور، وإن وقع المنتخب بنتيجة سلبية لا قدّر الله فسيفرغ الجمهور جام غضبه على المدرب فجر إبراهيم »الإشكالية جماهيرياً« وهنا سننفصل عن الجمهور لا دفاعاً عن فجر إبراهيم وإنما تمسّك بموضوعية اعتدنا العمل تحت نورها ولن نتخلّى عنها وعندما تحضر أخطاء فجر إبراهيم في قيادة المباراة ستحضر ملاحظتنا كما حضرت بعد مباراتنا مع الإمارات بتصفيات كأس العالم الأخيرة واعتبرنا البعض يومها أننا عدنا إلى جادة الصواب بعد »ضلال« دعمنا لفجر إبراهيم في المرحلة التي سبقت تلك المباراة!

أردتُ من خلال هذه المقدمة أن أقول سلفاً إن تعاملنا مع المنتخب الوطني ومن يدربّه هو التعامل الموضوعي الذي تفرضه علينا أدبيات المهنة مع الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الإجماع على أي أمر صحيحاً مع احترامي وتقديري لكلّ رأي يقال، ومن جهة أخرى فإننا استطعنا أن نفصل بين عواطفنا والمنطق في قضية تعاملنا مع المنتخب الوطني في الوقت الذي يتمسّك به البعض بالعاطفة دون المنطق ويرفض حتى مجرّد النقاش في مدى صلاحية المدرب فجر إبراهيم للمنتخب!

بالتأكيد، الوقت ليس مناسباً لمناقشة مدى صحة قرار اتحاد الكرة بتعيين فجر إبراهيم مدرباً للمنتخب، وأنا هنا لا أتبنّاه وبالوقت نفسه لا أتعامل معه كرافض له »ولستُ كذلك« ولكنه هو مدرب المنتخب الوطني شئنا أم أبينا والمهنة تفرض علينا دعمه وتحفيزه كما ندعم اللاعبين ونحفزّهم لأنه أحد المجموعة المطالبة بالدفاع عن ألوان الكرة السورية وهذا ما تمنيته في العدد الماضي وقوبل بانتقادات كثيرة على المنتديات الإلكترونية أو في الردود على موقع »الرياضية« فإلى أين نريد أن نصل؟

بــوصــلة

شئنا أم أبينا »وأخجل وأنا أردد هذه العبارة« فإن مدرب المنتخب هو البوصلة التي توجه هذا المنتخب وتقوده إلى الفوز أو الهزيمة، ولئن بقينا على رفضنا لهذا المدرب فإننا نفرض على منتخبنا السير دون بوصلة فهل هذا معقول؟

للأسف، فإن اتحاد الكرة هو في أول طابور المعارضة للمدرب فجر إبراهيم من حيث لا يدري فهل يُعقل أن يتأخّر اتحاد الكرة بالتوصّل إلى اتفاق نهائي مع المدرب إلى ما قبل ساعات من مباراتنا مع الصين؟

وهل من المعقول أن يكتب اتحاد الكرة العقد وفق رؤيته وحده ويرسله للمدرب ليوقّع عليه كما هو؟

وهل من المعقول أن يحاول أحد أعضاء اتحاد الكرة الإيقاع بهذا المدرب في مطبّ ظاهره وطنية وباطنه شبكة عنكبوت يصيد بها مدرب المنتخب؟

وهل يعقل أن تكون لجنة تابعة لاتحاد كرة القدم »لجنة الاحتراف« هي الحكم بين اتحاد الكرة ومدرب المنتخب الوطني في هذا العقد؟

كيف سنطالب هذا المدرب بتحقيق كلّ شيء وهم الذين حدّدوا له راتباً شهرياً »50« ألف ليرة أقلّ بكثير مما يتقاضاه مدرب أي فريق بدوري المحترفين، بل إن بعض مدربي فرق الدرجة الثانية تتقاضى هذا الراتب ولدينا الشواهد؟

يا جماعة الخير... إن كنتم ترون التعامل مع فجر إبراهيم كشخص هذا هو إطاره وأنتم مقتنعون بهذا الإطار فلا أحد يستطيع أن يلومكم لكن بإمكاننا أن نذكّركم أنكم أنتم من اختاره مدرباً للمنتخب واعتذرتم منه بشكل غير مباشر وقلتم إنكم تخليتم عنه سابقاً تحت ضغط الإعلام، أي إنكم مقتنعون به كمدرب للمنتخب الوطني وهذه القناعة تفرض عليكم طريقة أخرى بالتعامل معه وتذكّروا أنكم كنتم ستقدمون استقالتكم من اتحاد الكرة عندما لم يوافق المكتب التنفيذي على الراتب الذي حددتموه للمدرب نزار محروس »75« ألف ليرة قبل حوالي سنتين وعقدتم مؤتمراً صحفياً وجنّدتم الإعلام ضدّ المكتب التنفيذي، فما بالكم اليوم والقرار قراركم تقفون عند الـ»50« ألفاً ودون سؤال الشخص المعنيّ؟

لا أقارن، ويعرف الصديق نزار محروس كم أقدره ولكن المنطق منطق ومدرب المنتخب هو مدرب المنتخب في ذلك الحين وفي هذا الحين طالما أن الجهة التي اختارته هي نفسها، أم أن المنطق يقول غير ذلك؟

معلوماتنا تقول إن فجر إبراهيم رفض هذا الأمر جملة وتفصيلاً وأنه سيجلس مع الدكتور أحمد جبّان لتغيير بنود العقد وخاصة فيما يتعلّق بالراتب الشهري وتكون لجنة الاحتراف هي الحكم بين الطرفين وأنه إذا لم يصل مع اتحاد الكرة إلى حلّ مقنع فسيقود مباراة منتخبنا مع الصين ويعلن ابتعاده عن المنتخب.

قد لا يكون من المناسب في مثل هذا الوقت الدخول في هذه التفاصيل، لكن حبّذا لو أنصفنا هذا المدرب مرّة واحدة قبل رحيله شبه المؤكد عن المنتخب الوطني ونحن الذين أوجعناه نقداً وتعرّضاً له وبقي صابراً ومخلصاً للمهمة التي أسندت إليه، ولا شكّ أنّ هذه التفاصيل ستؤثر على حضور المنتخب في هذه التصفيات وكان من الأفضل حلّها وتجاوزها ولاسيما أنها جوهرية ومنطقية..

ومـع هـذا!

ومع هذا يبقى الأمل كبيراً في أن ينجح المنتخب الوطني بفصل نفسه عن كلّ هذه التفاصيل وأن يظهر بالصورة التي نبحث عنها في مباراته مع الصين وأن يأتي التشجيع من القلب لمنتخب الوطن، وقد أزعجني كثيراً في الأيام الماضية التقليل من شأن نتيجتي المنتخب مع السعودية والبحرين وبالوقت نفسه الحديث عن أنّ منتخب الصين في أسوأ حالاته كمقدمة لتقزيم أي نتيجة إيجابية للمنتخب أو لزيادة مساحة الهجوم على مدرب المنتخب إن تعثّر المنتخب لا قدّر الله..

ما يجب أن يكون هو الوقوف بكل صدق وإخلاص خلف المنتخب ومنتخب الصين هو منتخب الصين ولو جاء إلينا بفريق حارة من هناك، وبالوقت نفسه ولكل من يعتبر مباراتنا في لبنان رحلة أقول له: هي غير ذلك تماماً وهي أصعب من مباراتنا مع الصين من وجهة نظري لأسباب ليست كلّها رياضية.

أهلاً بهم

يصل غداً الأحد لاعبو المنتخب الصيني الساعة »10,5« على متن الطائرة الكويتية وتضم بعثة الصين 24 لاعباً و9 إداريين و24 إعلامياً وتغـادر البعثة يوم الخمـيس »50,4« على متن الخطوط الإماراتية.

صافرة إيرانية

يقود مباراتنا مع الصين طاقم تحكيم من إيران بقيادة تركي محسن ويساعده ساخدان رضا ورافتسا جيد دافود والرابع مبين هدايتي ويراقب المباراة تحكيمياً التايلندي »رسمي جيندما« وإدارياً الهندي »كول جوتام« وموعد المباراة الثانية بعد العصر..