رساله رقم 1 :
كتب جبران هذه الرساله الى والده ردا على مزحه الاول من نيسان من احد اقاربه في المهجر كتب لوالده يخبره
بمرض ابنتيه "مريانه و سلطانه" ( شقيقتا جبران )
سيدي الوالد :
باحترام بنوي الثم اياديكم. اعرض وصل كتابكم يعرب عما انتم عليه من تشويش البال و القلق من مفاجأه الخبر الذي ما كان بالحسبان. و قد يكون لهذا الخبر فعل قاس في شعائري لولا معرفتي التامه بنوايا مرسلي الكتاب و الغرض من ارساله. فهم سامحهم الله يخبرون تاره بان مرضا ثقيلا يلم بأحدهم و ينبئون طورا بان حاله شقيقتي تطالبهم بمصاريف باهظه و غير ذلك من الاكاذيب الملفقه كما يدهمونا بان شن غارات الامراض و الرزايا و شذ خرق المصاريف تستغرق كل ما يربحوه ( فوالحاله هذه يتعذر عليهم ارسال دراهم ) هذا ما اتصل اليه ذكاء اخينا و نهاه فبعث الينا برساله المتضمنه الخبر المشؤوم مكلفا حرمه عمنا المكرمه بتطريزها فنحن نضيفها لماضي خططها. و قد وجدت لها حالا حلا بديعا و هو ان الرساله وصلت الينا في ( اول نيسان ) و قد اعتادت حضرتها لمثل هذا المزاح اللطيف , و قلها ان المرض يلم بشقيقتي منذ سته اشهر كلام بعيد عن الحقيقه بعدهما عنا لانه منذ سبعه اشهر لهذا التاريخ ورد الي من المستر راي خمس رسائل يذكر لي بها شقيقتي مريانه و سلطانه و يخبر عن طبائعهما و يطرلي لي خصوصا بذكر سلطانه و اطوارها و مشابتهتها لي خلقا و اخلاقا و غير ذلك من كلام اصدق رجل عرفته و هو يستهجن اكاذيب اول نيسان و الاخبار الملفقه التر لا طائل تحتها .
كن مطمئن البال مرتاح الضمير .
5 نيسان 1904