الى الفنان يوسف حويك ...
عزيزي يوسف:
انا في هذه المدينه المملوءه بالاصدقاء و المعارف كمنفي الى اقاصي العالم حيث الحياه بارده كالثلج و قاتمه كالرماد, و صامته كـ ابي الهول.
شقيقي بقربي و المحبون حولي في كل مكان , و الناس يأتون الى منزلي صباحا و مساء و لكنني غير مسرور من نفسي يا يوسف , اشغالي سائره نحو قمه الجبل , و افكاري هادئه , و جسدي يتمتع بكل ما في الصحه من لذّه الوجدان , و لكني لست مغبوطا يا يوسف, و نفسي جائعه ظامئه الى مأكل و مشرب لا ادري انما. النفس زهره علويه لا تعيش في الظل. اما الاشواك فتعيش في كل مكان .
تلك حياه ابناء الشرق المصابين بداء الفن تلك هي حياه ابناء (( ابولون)) المنفين الى هذا العالم الغيب بأعماله , الجامده بمسيره , الضاحك ببكائه .
و كيف حالك يا يوسف؟ هل انت مسرور بين الاشباح البشريه التي تراها على جانبي الطريق.
بوسطن 1911
جبران