يونايتيد يتعافى من آثار الهزيمة في نهائي روما، ويحقق الفوز في أول لقاءات الفريق في مشواره نحو اللقب الأوروبي بالانتصار في إسطنول خارج الديار برأسية النجم المتألق بول سكولز.
على الرغم من غياب نجم وسط يونايتيد المخضرم بول سكولز عن ديربي مدينة مانشيستر يوم السبت المقبل بعد أن نال بطاقة حمراء غير مستحقة في آخر لقاء للشياطين الحمر أمام السبيرز في الدوري، إلا إن هذا لم يعوقه عن تسجيل هدف الفوز في أولى مباريات الفريق في دوري أبطال أوروبا بعد متابعة رائعة لتصويبة ناني التي ارتدت من هاكان أريكان حارس مرمى فريق بشكتاس التركي.
وكان السير ألكيس قد أدخل أربعة تغييرات على التشكيلة التي حققت الفوز على توتنهام في ملعب وايت هارت لاين، حيث حل المخضرم جاري نيفيل بديلاً للنجم جون أوشيه في الظهير الأيمن، ودخل مايكل كاريك على حساب دارين فليتشر في منتصف الملعب، ومع انتقال كل من ديميتار بيرباتوف والمخضرم رايان جيجز إلى مقاعد البدلاء، حيث فضل السير أليكس أن يلعب بمهاجم واحد وهو وين روني، في حين يأتي من تحته جناحين، وهما ناني وأنطونيو فالنسيا.
وقد شكل هذا الثنائي تهديدًا كبيرًا لدفاعات بشكتاس، وجاءت أولى تلك الهجمات التي كانت بمثابة الإنذار لما هو قادم من عرضية البرتغالي ناني من الضربة الركنية التي أرسلها من الجانب الأيسر، وقد ناب مدافع بشكتاس عن مهاجمي الشياطين الحمر، وكاد أن يسجل في مرماه بطريق الخطأ، إلا أن رأسيته قد ذهبت أعلى من العارضة، وكان أريكان، الذي حل في حراسة المرمى بدلاً من الحارس التركي المخضرم روشتو ريشبير، في قمة اليقظة طوال الدقائق الأولى، ونجح في التعامل مع أول تصويبة على المرمى من أقدام كاريك.لا إنه على الرغم من هذا، فقد بدا الحارس مهزوزًا بعض الشيء في التعامل مع الكرات العرضية، وقد احتاج إلى الإمساك بالكرة على مرتين في التعامل مع عرضية الإكوادوري فالنسيا، وكان فالنسيا مسؤولاً عن التمركز في الجناح الأيمن، ومهمة هي جذب الفريق إلى الهجوم والانطلاق في الجانب الأيمن عندما يهاجم يونايتيد من الجناح الآخر، وقد كانت سيء الحظ في عدم الربط مع روني عندما انطلق الأخير وتوغل من الجانب الأيسر.أما على الجانب الآخر، فقد كانت أفضل هجمات بشكتاس في الشوط الأول عن طريق تصويبة اللاعب سردار اوزكان من مسافة قريبة والتي نجح جوني إيفانز في إخراجها فوق العارضة بعد أن تجاوزت الحارس بن فوستر، وتلوح للجانب التركي ثلاث ضربات ركنية متتالية، إلا أن دفاع يونايتيد كان في أفضل حالاته من التنظيم المحكم داخل منطقة الجزاء وذلك في ظل قيادة النجم المخضرم العائد إلى دفاع الفريق غاري نيفيل.
وكان أفضل ما قام به دفاع مانشيستر يونايتيد في هذه المباراة هو الضغط على الخصم من الأمام، هذا بالإضافة إلى المساهمة في الهجوم، حتى إن الظهير الأيسر باتريس إيفرا كاد أن يسجل في آخر الشوط الأول، إلا أن المدافع التركي القوي رودريغو تاباتا نجح في إيقاف تلك الهجمة بارتكاب مخالفة مع الظهير الفرنسي على حدود منطقة الجزاء، وينجوا لاعب الوسط البرازيلي من البطاقة الصفراء، إلا أن ناني يفشل في استغلال الضربة الحرة المباشرة ومعاقبة لاعب بشكتاس بهدف في مرماه، حيث ذهبت تصويبته أعلى الزاوية اليسرى للمرمى التركي، وقد ظهر رد فعل هذه التصويبة على وجه السير أليكس، وربما يكون السير أليكس قد علم بنجاح رونالدو في إحراز هدف لصالح ريال مدريد من لعبة مشابهة في مرمى فريق زيورخ السويسري الذين يلعبان في التوقيت نفسه.
ويبدأ الشوط الثاني بتبادل للهجمات على كلا المرميين، حيث يقود يونايتيد غارة على المرمى التركي تنتهي بتصويبة كاريك بعد عرضية ناني التي أخرجها المدافع ماتيو فيراري، ثم يحصل اللاعب اوزكان على ضربة ركنية من الهجمة المرتدة، ولكنها لا تسفر عن أي خطورة على مرمى فوستر – وكانت هذه هي آخر هجمات ذلك اللاعب قبل أن يتم تغييره، ويتألق الحارس فوستر في إخراج كرة المدافع تاباتا الذي يعد أحد أفضل لاعبي بشكتاس في المباراة، الذي خرج أيضًا بعد ذلك.
ويجري السير أليكس أول تغييراته بإدخال لاعبين دفعة واحدة بعد مرور ساعة على صافرة البداية، حيث دخل كل من بيرباتوف ومايكل أوين كثنائي هجوم، وتتغير على إثر هذا التبديل طريقة اللعب حيث لم يعد الهجوم بالجناحين، فقد خرج وين روني المهاجم الذي كان يصنع المساحة إلى زملائه القادمين من الخلف، بالإضافة إلى كاريك أحد لاعبي خط الوسط المدافعين، ويحصل جي سونج بارك فيما بعد على فرصة المشاركة في بعض الدقائق كبديل للإكوادوري فالنسيا.
وتسهم تغييرات السير أليكس في اللاعبين وطريقة اللعب إلى تحكم يونايتيد في اللعب، حيث يقود الجناح الأيمن السريع فالنسيا الذي حصل على فترة راحة مناسبة بين شوطي المباراة الكثير من الهجمات على المرمى التركي، حيث أرسل أكثر من كرة عرضية من الجانب الأيمن داخل منطقة الجزاء، بما في ذلك تصويبته القوية التي مرت إلى جوار القائم الأيسر، فضلاً عن الكرة العرضية التي لعبها أوين لتصطدم بقدم الحارس أريكان.
وفي تبادل رائع للكرة في منتصف الملعب يقود يونايتيد إلى تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 77، وذلك عندما مرر فالنسيا الكرة إلى ناني الذي أطلق تصويبة قوية من الجانب الأيسر تجاه الحارس أريكان، وينجح الحارس التركي في التصدي لتصويبة ناني القوية، إلا أنه من سوء حظه أن الكرة تصل إلى المتابع سكولز الذي أطلق ضربة رأس قوية تأخذ طريقها نحو الشباك، ويخيم الصمت على جماهير بشكتاس المكتظة في الملعب.
وقد كان هذا الهدف هو أفضل رد للنجم المخضرم سكولز بعد أن تعرض للطرد الظالم في مباراة يوم السبت الماضي، بالإضافة إلى أن هذا الهدف قد حقق بداية رائعة ليونايتيد في دوري أبطال أوروبا - على الرغم من أن الشياطين الحمر قد تعرضوا إلى ضغط كبير في الدقائق المتبقية للحفاظ على هذا الهدف، ومن ذلك التصدي الرائع لإيفرا من تصويبة فيليب هولوسكو، وعلى الرغم من هذا، فقد أتيحت آخر فرص اللقاء للنجم أوين، إلا إنه فشل في ترجمتها في الشباك التركية، ويحصل فيديتش على بطاقة صفراء لا داعي لها، حيث إن الشياطين الحمر قد ضمنوا نقاط اللقاء الثلاث.
