عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2007   #42
صبيّة و ست الصبايا shooOsh
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ shooOsh
shooOsh is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
مشاركات:
317

افتراضي


وصلنا المستشفي ....وسألت هي عن الممرضة التي هاتفتها..وحين وجدتها أخذتنا إلى حيث ينام خليفه

وهناك إلتقته ....كان منظره يُرعب القلب...فالدماء تغطي وجهه وجسده ....يتكلم بصعوبه...وصوته لايكاد يُسمع...لكنى سمعته يقول لها !
(سامحيني ..
أعلم أن رحيلي سيسرق منك كل شي...وأعلم كيف ستكون لياليك ِ بعدي...
وأعلم مساحة الرعب التي سيخلفها رحيلي في داخلك ِ..وأعلم أن لا شيء سيملأ الفراغ خلفي
وأعلم كم ستقتلك البقايا ...وأعلم كم ستكسرك الذكرى....وأعلم تحت أي مقاصل العذاب ستنامين
وفي أي مشانق الانتظار ستتعلقين ....وأعلم كم ستبكين وكيف ستبكين
وأعلم أني قد خذلتك وأعلم أنك ِ ستغفرين )

وأغمض عينيه...دون ان يمنحها فرصة للرد عليه....ولمصارحته انها لم تحب سواه !

ومضى إلى مصير يجهله...كانت رائحة الوداع تملأ المكان....ولكنها تعلقت بآخر قشة للأمل
انتظرت...وانتظرت.....وانتظرت!!
وكانت تسألني بين لحظة وأخري :
ماذا لو أنه رحل ؟ماذا سيكون لون حياتي؟بل ماذا سيتبقى من حياتي ؟
لم تحتمل ثقل سؤالها.. فجلست فوق الأرض.....ما عادت قدماها تقويان على حملها!!
استندت إلى الجدار في انتظار حكم الحياة عليها....أو عليهما!!

ومن بعيد لمحته يأتي.....يتقدم نحوها
إنه الطبيب الذي أجرى له العملية !
تمنت أن يقف مكانه ...أن لا يتقدم أكثر..أن لا يفتح فمه بنبأ رحيله
دقات قلبها تتزايد.....أنفاسها تتصاعد....رأسها يتضخم بالسؤال المرعب ..
ترى .. هل رحل ؟
أغمضت عينيها...ووضعت يديها على أذنيها
لا تريد أن تسمع ..لا تملك القدرة على أن تسمع نبأ كهذا النبأ!

لا أحد يعلم كم من الوقت قد مر قبل أن يصلها الطبيب...ربما لحظات وربما سنوات
لكنه أخيرا ً وصل !
وقف أمامها باسما ً . قائلا ..كُتب له عمر جديد سيدتي....نجحت العملية وسيعيش!
وانتظر أن ينطلق منها صوت الفرح...لكن!!
لم تنطق
ولن تنطق أبدا ً
لقد رحلت ..
قتلها الانتظار والخوف والترقب !

آخر تعديل shooOsh يوم 30/09/2007 في 23:31.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05130 seconds with 11 queries