عرض مشاركة واحدة
قديم 31/10/2008   #12
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


سلامٌ عليكم...

انتظرتُ أن يجيبَني ظل جيفارا عن صاحبِ المقال كثيراً فلم أحظى بجواب! ولهذا سأتركُ الكاتب لألتفتَ إلى ما كتبَه.

إنَّ العجالة التي وردتْ أعلاه في تحديدِ هويّة السوريّين فيها الكثير من الحقائق لكنّها معروضة بطريقة أقربُ إلى البشاعةِ منها إلى الجمال!

فإنَّ سورية عبر التاريخ كانت مستقراً لشعوبٍ عدّة أهمّها الآراميّون الذين طبعوا سورية على مدى ألفي عام أوّلاً بالاسم "سورية" ثمَّ بالثّقافة والحضارة التي كوّنوها في الممالك التي انتشروا فيها كدمشقَ وحماة والرّها... إلخ. وكانت مملكة دمشق الآراميّة قاعدة الممالك الآراميّة السوريّة الأخرى! ولا ننسى الفينيقيّين على طول السّاحل (اليوم هو الساحل السوري واللبناني) الذين نقلوا الثقافة السوريّة إلى جميع بلدان حوض البحر المتوسّط، وحتّى اليوم الآثار الفينيقيّة المكتشفة في فرنسا وإيطاليا وتونس... إلخ تدلّ على عظمة السوريّ (الله يرحم هديك الأيّام) صاحب الأبجديّة الأولى في العالم وناقل الثقافة والحضارة إلى كلّ موطئ!

وبعيداً عن هذه اللمحة السّريعة لعبتْ القبائل العربيّة القحطانيّة دوراً كبيراً في تشكيل "الجيش" السوريّ منذ دخول الرّومان وحتّى وصول العرب العدنانيّين. ودانتْ هذه القبائل العربيّة بالمسيحيّة (المذهب اليعقوبيّ) وكانت حامياتها تتوزّع على الحدود السوريّة الجنوبيّة والشماليّة. ولولا "الجيش السوريّ" الذي انحازَ إلى القبائل العربيّة الإسلاميّة لما استطاعَ هؤلاء دخولَ سورية والتغلّب على الرّومان!
كما لا ننسى الدور الذي لعبَه هذا الجيش في توطيد الحكم الأمويّ وقد كانَ معاوية يحبّ سورية (الشام) وأهلها حتى أنّه أقامَ عاصمة الخلافة فيها، وقبل موته وفي وصيّته كتبَ إلى ابنه يزيد "وانظرْ أهلَ الشّام فليكونوا بطانتك وغيبتك فإن رابَك من عدوّك شيء فانتصرْ بهم فإذا أصبتَه فارددْ أهلَ الشّام إلى بلادِهم... ".

اقتباس:
و هو أنك عربي رغم أنفك! شأن آخر هو كونك لا تريد أن تكون ذلك العربي.. فأنت و شأنك!

عزيزتي بيرسونيتا علينا أن نميّز بين اللسان وبين العرق ولا تنسي أنّ بعض القبائل العربيّة تكلّمت يوماً الآراميّة وهذا لا يعني أنّها آراميّة وهذا هو حال العالم اليوم الناطق بالإنجليزيّة وهذا لا يعني أنّه إنجليزيّ العرق!

اقتباس:
السريانية، التي هي ليست إلا اللغة الأم للعربية، و إلا من أين تنحدر هذه اللغة؟

السريانيّة ليست أمّ العربيّة فكل منهما أختان تنتميان إلى أمّ واحدة!
وإذا كانت السريانيّة عند المختصين الغربيّين ميتة فهذا لا يعني أنّها ميتة، وكم هو مؤسف ألا يطلع البعض على الأدب الآراميّ الذي ما زال حياً حتى اليوم بلهجاته المختلفة! لغة ما زالت مستعملة في مناطق كثيرة كيفَ لنا أن نحكم عليها بالموت؟! قد تكون ضعيفة لكنّها حيّة.

اقتباس:
أنت عندما تطالب بقتل اللغة العربية لست أقل تعصبا من ذلك المحاضر الذي يطالب بحياتها دائما و إلى الأزل، و بموت غيرها لأنها لغة القرآن

هنا مربط الفرس! فكل من يطالب بموت لغة أو شعب أو دين أو عرق آخر هو إنسان عنصريّ متعصّب لا يعرفُ شيئاً عن الإنسانيّة.

اقتباس:
أولا، أنا لما تحدثت، تحدثت من منطلق علمي بحت، و ليس من منطلق تعصبي للغتي أو ثقافتي العربية! السريانية لغة ميتة، و المختصون يجمعون على هذا الرأي، حتى لو كانت مازالت حية في بعض القرى (أتساءل أين هي هذه القرى و أرجو الإفادة).

ونحن أيضاً نتكلّم من منطلق علميّ بحت! المختصّون أو المستشرقون في القرن العشرين كانوا يدّعون موتَ الآراميّة فأمّا مستشرقو القرن الحادي والعشرين فأثبتوا العكس ومن المؤسف ألا يطّلع المرء على الحركة الفكرية الثقافيّة وتطورها! اليوم لم يعدْ أحد يجرؤ على القول بموت الآراميّة بعد قيام أدبٍ حديث ديني ودنيويّ بهذه اللغة. ثمَّ ولا تنسي أنَّ العبريّة كانت ميتة لأنّها لم تكن مستعملة إلا في الطقوس اليهوديّة واليوم يعتبر الأدب العبريّ واللغة العبريّة أقوى بكثير من بقيّة اللغات الساميّة ومن يريد الاطلاع على هذا فليراقب الأدب العبريّ الحديث والجامعات العبريّة اليوم!

اقتباس:
كشخص طرح وجهة نظر استنادا الى مرجعية لا أرى ضعفا فيما قال

عزيزتي مشاعر
عندما يسند رجلُ علمٍ رأيه أو فكره إلى مسند دينيّ فهذا هو الضّعف بعينه! فعلوم اليوم ما عادت تدرج مسألة الإيمان ضمن اهتماماتها كما كانت تفعل في السّابق، وخاصّة مع بروز علوم جديدة على المسرح الفكريّ كعلم "التأويل" وعلم "النصوص" والعلوم اللغويّة النامية بشكلٍ مخيف!

اقتباس:
المهم المناطق اللي تتكلم السريانية ... سهل نينوى و بعض المناطق في الجبال الشمالية في العراق .. و في الجزيرة السورية و ايضا في قرى قرب دمشق و في مناطق متعددة جنوب تركيا الحالية

وأضيف على ما قاله العزيز سوريويو مناطق من إيران وكل منطقة في العالم دخلها السريان والآشوريّون والكلدان! يكفي الذهاب إلى منطقة سوديرتيليا في جنوب ستوكهولم للاطلاع على الأدب الآرامي المكتوب في عدة دوريّات وكتب والمسموع في قنوات فضائيّة والمرئيّ بين العامّة.

ملاحظة أخيرة: قبل أقلّ من نصف قرن لم تكن اللغات الأوروبيّة تميّز بين كلمة "سوريّ" و"سريانيّ" فكانا كلاهما سواء! وما زالت بعضُ الجامعات الغربيّة تقول عن "السريان" "سوريّين"! وهذا لا يعني البتّة احتقار العربيّة والعروبة، ولكن من المعيب طمس التاريخ على حقيقته. وأذكّر بأنّ من الخطأ الخلط بين اللسان والعرق فالناطقون بالعربيّة ليسوا جميعاً عربا!

وأنا من الذين يفتخرون بجنسيّتهم السوريّة وعرقهم السريانيّ ولسانهم العربيّ دون نسيان لغة آبائي وأجدادي "السريانيّة". .

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04454 seconds with 11 queries