عرض مشاركة واحدة
قديم 02/02/2008   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

Exclamation


ميشلوف: وأينشتاين قد أوجد صورة غريبة جدًّا عن الكون كما هو – تكاد أن تكون ارتحالاً في الزمن – في نظريته في النسبية.
هربرت: أجل، لكن حتى عقل أينشتاين ما كان ليذهب إلى حدِّ قبول هذه الارتباطات الآنية، التي نعتقد الآن أنها موجودة لا محالة في الكون.
ميشلوف: إن مفهوم الارتباطات الآنية يكاد أن يلمح إلى المكان نفسه هو وهم.
هربرت: نعم، أن المسافة هي وهم.
ميشلوف: أن المسافة هي وهم – أنك وأني وأن مشاهدينا والكرسي جميعًا أشياء مرتبطة على نحو ما ارتباطًا وثيقًا بأبعد أجزاء المجرة.
هربرت: أجل، أننا جميعًا في مكان واحد، وأنه لا توجد أية أمكنة.
ميشلوف: والمفهوم الذي يقول به الصوفية أحيانًا، أنك أنت وأنا، لسنا حقًّا فردين منفصلين، لكننا على مستوى أعمق أشبه بالأصابع: نحن جميعًا متصلين. أو أننا أِبه ما نكون بجزر متصل بعضها ببعض. وهناك ذاك الشعور بالارتباط كذلك.
هربرت: أجل. ولهذا الآن نوع معين من التحقُّق في نظرية بِلْ. ولكن هناك جانبًا جيدًا وجانبًا سيئًا، كما في غالبية هذه الأمور في الفيزياء. تبيِّن نظرية بِلْ أن هذا الارتباط موجود لا محالة، لكنه تقول أيضًا إنه، بمعانٍ معينة، ارتباط غير مرئي، ارتباط باطن. للفيزياء الكوانتية مظهران؛ فهي، بمعنى من المعاني، أشبه نوعًا ما بالنرد. وللنرد مظهران: هناك أحداث النرد الفردية التي تحدث؛ ثم هناك النماذج الإحصائية – كأن يتكرر ظهور السبعة مرات عديدة، فيما لا يظهر إلا عدد بسيط من الـ12. أي أن هناك النموذج الإجمالي، وهناك الأحداث الفردية. أما ما تتكلَّم عليه النظرية الكوانتية هو النماذج؛ النظرية الكوانتية تتنبأ بالنماذج. وما تبيِّنه نظرية بِلْ هو أنه لا يوجد بين هذه النماذج ما هو مرتبط ارتباطًا أسرع من الضوء؛ أي أنك لن ترى أبدًا نموذجًا أسرع من الضوء. أما الأحداث الفردية – رميات النرد نفسها – فلا بدَّ أن تكون مرتبطة بعضها ببعض ارتباطًا أسرع من الضوء، بحيث يجوز للمرء أن يقول: "طيب، كل شيء مرتبط بعضه ببعض ارتباطًا أسرع من الضوء، آنيًّا"، لكن الأمر ليس كذلك، لأن النماذج غير مترابطة، بل النقاط الفردية فقط. ذلك هو القيد على هذه الاتصالية إذن. فلو كانت جميع النماذج مترابطة آنيًّا، لكان عالمنا عالمًا غريبًا بحق، لأن تجربتنا العادية مصنوعة من نماذج نقاط، من هذه الأحداث الكوانتية الصغيرة، وبالتالي، لن يكون ثمة مجال لنا.
ميشلوف: نحن الآن نتعامل مع مفارقة، على ما يبدو. وهذا يذكرني بأنك في كتابك تختتم بأغنية بلوز صغيرة. إنها تنص، على ما أذكر، على شيء من هذا القبيل: "إذا كنَّا جميعًا على هذه الدرجة من الارتباط لماذا أشعر إلى هذا الحدِّ بالوحدة؟"
هربرت: آه، نعم، "بلوز نظرية بِلْ". نعم، نحن جميعًا مترابطون بمعنى من المعاني، لكننا بمعنى آخر لسنا مترابطين. هناك توازن معين في الطبيعة. وهذا، في الواقع، من الأشياء التي جذبتني غلى الفيزياء. نحن نتعلم أن العالم مركَّب بطريقة هي من الغرابة بحيث إن الأمر يصير أشبه ما يكون بقراءة الخيال العلمي. فأنت لا تعلم ما الذي سوف يحدث تاليًا. وهذه قطعًا طريقة غريبة لصنع كون. جميع النماذج عادية تمامًا؛ إنها تحافظ على المكان والزمن، وهي منفصلة بعضها عن بعض بسرعة الضوء. ومع ذلك فإن اللبنات التي تُصنَع منها هذه النماذج ليست على هذا النحو مطلقًا: فهي لا تعرف شيئًا عن المكان والزمن، وهي مترابطة آنيًّا. والسؤال هو: لماذا صُنِعَ الكون على هذا النحو؟ ما كنت لأصنع كونًا على هذا النحو. فلو قُيِّض لي أن أصنع كونًا محليًّا لاستعملت قطعًا محلِّية. ولكن أيًّا كان مَن صنع هذا الكون، أو حتى إذا كان قد صنع نفسه بنفسه، فقد فعل ذلك بقطع كانت أفضل من الكل بمعنى من المعاني.
ميشلوف: لعله يجدر بنا أن نعرِّف بم يعنيه مصطلح "محلِّي" في هذا السياق.
هربرت: طيب، مصطلح "محلِّي" مصطلح فني يستعمله القوم المنخرطون في دراسة نظرية بِلْ. والرابط المحلِّي رابط عادي ينصاع لسرعة الضوء، والرابط غير المحلِّي أقرب إلى الفودو: حين تفعل شيئًا هنا، فهذا يؤثِّر آنيًّا على أحدهم واقف هناك. فما برهن عليه بِلْ هو أنه ما من نموذج عن العالم يكتفي باستعمال روابط محلِّية وحسب يمكن له أن يُفلِح.
ميشلوف: أي لا بدَّ أن توجد روابط غير محلِّية طارئة.
هربرت: ليست طارئة – كل شيء غير محلِّي.
ميشلوف: كل شيء غير محلِّي، لكن هذا لا يظهر عادة في نموذج الأحداث، كما تقول. طيب، دعني أسألك ما يلي: دعنا نتكلَّم للحظة – كنوع من تبديل مسنَّن الحركة – عن الظواهر النفسانية – التخاطر، الفودو، أو التحريك بقوة النفس. الفيزيائيون الكوانتيون شديدو الاهتمام بهذا. كيف تتصل تنبؤات الفيزياء الكوانتية بهذا المظهر من مظاهر الاشتغال الذهني؟ – انتقال المعلومات عن بُعد.
هربرت: طيب، بما أن المعلومات نموذج، فإن نظرية بِلْ تقول إنه ما مِن نماذج في الواقع تنتقل بسرعة أكبر من سرعة الضوء؛ أي أنك لن ترى تخاطرًا على هذا المستوى. أي أن نظرية بِلْ، للوهلة الأولى، تقول بعدم وجود التخاطر. لكن هناك أيضًا هذه الأحداث الفردية التي .تتمخض عنها النماذج أولاً بأول. الآن أجدني أتفكر بأن هناك نوعين من المعرفة يحصلها الناس عن أنفسهم: أحدهما المعرفة الكومبيوترية الشبه، حيث يحصلون على معطيات؛ والآخر هو هذه التجربة التي نختبرها الآن بأنفسنا، وهذه ليست كومبيوترية الشبه، وليست معطيات.
ميشلوف: هي التجربة المباشرة، الخام.
هربرت: الوعي الخام، أيًّا كان هذا الأمر. وشعوري هو أنهما يقابلان نمطي الرصد، نمطي الظواهر، اللذين نصادفهما في النظرية الكوانتية – أن هناك هذه النماذج – وهذه أشبه ما تكون بمعطيات الكومبيوتر؛ ثم هناك الأحداث في حدِّ ذاتها، الأحداث غير القابلة للاختزال – وهذا أشبه ما يكون بالوعي. شعوري، إذن، هو أن الناس قد يكونون قادرين على التشارُك في الوعي، أيًّا كان ذلك، ولكن ليس المعطيات. أي أنه قد توجد صلات مزاجية.
ميشلوف: تعاطف.
هربرت: تعاطف – صلات لطائفية، ولكن ليس صلات كثائفية. فإذا قُيِّض لي أن أقوم باختبارات من هذا الصنف، لعملت على هذا المستوى – أن أحاول وأجد وسيلة لتوضيح هذا النمط من الخبرات غير المعطياتية التي يحصِّلها الناس، والتأكد من كونها مترابطة. أخشى ألا تنطوي نظرية بِلْ على كثير أمل لقراءة الذهن والأشياء من هذا القبيل. إنها على الأقل لا تنطوي على مثل هذا الأمل بنظري؛ لا أعرف بعد كيف أستعملها.
ميشلوف: ممتع. لقد فاجأني هذا الجواب بعض الشيء، لكني أعرف أنك قمت بنفسك ببعض البحث في مجال الإدراك الحواسي الزائد. لقد صممت جهازًا فريدًا من نوعه يدعى "الآلة الكاتبة الطورية الفائقة" لاختبار التحريك بقوة النفس. لعلنا نستطيع أن نتكلم على ذلك بعض الشيء وعن مكتشفاتك في هذا المجال.
هربرت: أوكي، طيب، بما أن الفيزيائيين لا يعرفون الكثير حول الوعي، فإننا نبدأ بنماذج خامية جدًّا. فكان مفاد النموذج الأول أن للأشياء بواطن وظواهر. ظاهرك هو جسمانيتك أو ماديتك، وباطنك هو وعيك. وبالتالي نفترض أن لكلِّ شيء باطنًا وظاهرًا، صعودًا من الذرة إلى البشر.
ميشلوف: أتعني أن الذرات يمكن لها أن تتحلَّى بالوعي؟
هربرت: أجل، أجل. لكننا لن نقدر أن نتأكد، لأني أنا أيضًا لا أستطيع أن أكتشف دواخلك.
ميشلوف: هناك علماء نفس يعتقدون أن الكائنات البشرية ليست واعية هي الأخرى.
هربرت: هذا صحيح. فما يبيِّنونه هو أن الطرائق النفسانية لا يمكن لها أن تبيِّن لعالم النفس دواخل شخص آخر. ذلك ما برهنوا عليه.
ميشلوف: أنت لا تستطيع أن تعرف إلا دواخلك.
هربرت: أجل. وبالتالي، إذا كنَّا لا نستطيع أن نفعل ذلك مع البشر، فإننا قطعًا لا نستطيع أن نفعل مع الذرات. الذرات، على حدِّ علمنا، يمكن لها أن تكون واعية؛ لكن ليست لدينا طريقة لتبيان ذلك. ومفهومي يتعلق بفكرة وجود كيانات متجرِّدة من أجسامها تأتي عبر قنوات، عبر وسطاء روحيين. وقد شعرت أن في الأمر شيئًا غير أخلاقي – في سكنى روح لجسم تسكنه روح أخرى أصلاً. وهذا خطرت ببالي الفكرة: لماذا لا أبني جهازًا يمكن لكيان، متجرِّد من جسمه، أن يسكنه؟
ميشلوف: كمبيوتر، في الواقع.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06504 seconds with 11 queries